شنَّ مستشار الرئيس هادي ياسين عمر مكاوي هجوماً لاذعاً على الرئيس السابق علي عبدالله صالح، ووصفه ب «صانع الأزمات»، وحذر من خطورة استمرار الأوضاع القائمة وما يمكن أن تؤدي إليه من انزلاق اليمن إلى أتون حرب أهلية، وتحدث عن القضية الجنوبية، معتبراً أنها القضية الأم، وأشار إلى أن هناك قوى تعمل على عرقلة تنفيذ مخرجات الحوار، كما تطرق مكاوي في سياق حواره مع خدمة «سبوتنيك» الإخبارية الروسية إلى عدد من القضايا الوطنية والمحلية على الساحة اليمنية. * القضية الجنوبية وأوضح مكاوي أن هناك سعي متواصل وتآمر على قضية الجنوب، من قبل قوى الماضي في اليمن والتي تحافظ على مصالحها الذاتية وتريد الاستحواذ على القرار السياسي في البلاد بالمال والسلاح والقبيلة. وعبَّر عن بالغ أسفه لاستمرار استهداف قضية الجنوب من جانب قوى الماضي والشمال، التي تمتلك السلاح والمال والعنصر القبلي وترغب باستمرار الأوضاع على ما هي عليه، حفاظاً على مصالحها التي لا تتلاقى مع مصالح الشعب اليمني في الجنوب الذي ينشد الدولة المدنية. ونوه بأنه في ظل الأوضاع القائمة، فإنه «لا يظهر في الأفق أي اتجاه نحو القانون وهذا ما يقلق الناس؛ فعندما يختفي القانون تختفي الدولة وتظهر الجماعات المسلحة ويرتبك ما تبقى من الدولة». وأعرب مستشار الرئيس ، عن قناعته بأن القضية الجنوبية في اليمن هي القضية الأم، وبأنه لن «تحل أي قضية من قضايا اليمن المتعددة إذا لم تحل القضية الجنوبية بشكل يرضي شعبنا في الجنوب». * الحوار الوطني واتهم رئيس الهيئة السياسية لمكوّن الحراك الجنوبي، جميع القوى السياسية في شمال اليمن بالوقوف حجر عثرة أمام مخرجات الحوار الوطني، والالتفاف على قضية الجنوب العادلة، وسعي الجنوبيين للعيش في دولة حديثة يسودها القانون والعدالة كما كانت قبل وحدة شطري اليمن في 1994، مؤكداً على وجود إمكانية لإخراج اليمن من وضعه القائم، من خلال تنفيذ مخرجات مؤتمر الحوار الوطني الشامل والوثيقة الصادرة عنه، والتي تلبي طموحات الشعب اليمني في شمال البلاد وفي جنوبها. وقال: «لقد قلنا منذ البداية إننا نشارك في الحوار الوطني بدون أي سقوف حتى سقف الوحدة، وأننا ندخل الحوار لنتوافق، ولكن مع الأسف الشديد عندما خرجت وثيقة مؤتمر الحوار بدأت تزداد حدة العداء لها لأنها قرَّرت للجنوب استحقاقات وطنية كما قررت استحقاقات للشمال، والتجاوب بين الاستحقاقين خلق حالة من القلق لدى بعض القوى التي لا تريد إلا أن تصنع الاستبداد وهو أمر مرفوض». وأضاف: «كنا نأمل أن يتم تنفيذ ما جاء في وثيقة الحوار الوطني، ولكن هناك قوى جديدة وقوى مسلحة لم ترغب في التنفيذ، ووراؤها باعتقادي قوى خفية داخل اليمن، ومن الممكن قوى خارجية أيضاً تدفع بهذا الاتجاه». ورأى مكاوي أن من بين أسباب سعي بعض القوى لإسقاط مقررات مؤتمر الحوار الوطني هو ما ورد بها من حظر تولي المناصب على أركان النظام السابق خلال السنوات العشر الماضية وأولئك الملوثة أيديهم بالدماء. * صانع الأزمات صالح وهاجم مستشار الرئيس هادي الرئيس السابق علي عبد الله صالح، متهماً إياه بلعب دور سلبي كبير في البلاد حالياً. ووصف مكاوي صالح ب «صانع الأزمات»، وقال إن الرئيس السابق «هو الذي أنشأ قضية الجنوب والمتسبب في أزمة الحكم، والذي توالت الأزمات على البلاد منذ وصوله إلى الحكم وبعد الوحدة بين الشمال والجنوب». * حرب أهلية وحذَّر مكّاوي من خطورة استمرار الأوضاع القائمة وما يمكن أن تؤدي إليه من انزلاق اليمن إلى أتون حرب أهلية تقوده إلى المجهول. وقال: «اليوم نحن نستند إلى شرعية بسيطة هي شرعية رئيس الدولة، فالمؤسسة العسكرية تفككت، ولم يبق لنا إلا رئيس الدولة، وإذا أنهينا هذه المشروعية فسيدخل اليمن في المجهول وفي أتون حرب أهلية تقوده إلى المجهول وهو مالا نريده». * هادي والوصول إلى الحكم وفي حديثه عن الرئيس الحالي عبد ربه منصور هادي أفاد مكاوي بأن هادي كانت أمامه مهام أن يخرج اليمن إلى المشروع الوطني الذي هو يتمناه في إطار مؤتمر الحوار الوطني. وأردف قائلاً: «ولكن القوى السياسية في الشمال والتي حكمت منذ عام 1994 بالذات بعد الوحدة، والقوى التي حكمت الجمهورية العربية اليمنية قبل ذلك، والتي تحالفت في 1994، عطّلت دور الرئيس ومازالت تنتج الأزمات التي تحرق الأخضر واليابس وتقود اليمن إلى الاقتتال الأهلي والسقوط في الهاوية». وشدَّد مكّاوي على أنه من يريد الحكم؛ فليتقدم ويأخذ مفاصل الدولة كاملة ليتحمل المسؤولية كاملة ولا يحكم بشكل مغلف كما حدث في الفترة الماضية، مؤكداً أن «الحاكم يجب أن يتحمل مسؤولياته، ولكن أن يكون هناك حكماً بدون مسؤولية فهذا كلام لا يجوز». واستطرد قائلاً: «ولذلك فيجب على الجميع أن يتحمل مسؤولياته ويبتعد عن المكايدات الحزبية التي أدت بنا إلى المآزق الحالية، وهناك مشروع وطني موجود توافقنا عليه يجب تنفيذه، وبدون هذا نعود إلى المربع الأول وندخل في دوامة الاقتتال». * تفكيك قوى النفوذ وتابع: «لدى الجنوب مشروع إقامة ستة أقاليم في إطار اليمن»، معرباً عن اعتقاده بأن المجتمع الدولي «يريد تفكيك قوى النفوذ التي تواجدت في الشمال والتي سيطرت على السلاح والاقتصاد والأفراد من خلال القبيلة، بينما الجنوب لا يمتلك هذه القوى». ونبَّه مكّاوي إلى أنه «إذا قدمنا نموذجاً إيجابياً في إطار اليمن الموحد يضمن مصالح الجميع، فالأمور تسير في الاتجاه المطلوب، ونحن لا نريد أن تتوجه البلاد لاتجاهات تمزيقية، ولكن إذا استمر الغبن على الجنوب، فمن حق الجنوب أن يأخذ طريقه في أي اتجاه». يذكر أن مؤتمر الحوار الوطني الشامل عقد بالعاصمة اليمنيةصنعاء على مدى أكثر من عشرة أشهر، بين 18 مارس/ آذار 2013، و21 يناير/ كانون الثاني 2014، بمشاركة القوى السياسية والحزبية والمستقلة اليمنية، وصدر بنهاية المؤتمر وثيقة حملت اسم وثيقة الحوار الوطني الشامل تناولت جميع القضايا في البلاد بما فيها قضية الجنوب، وقضية محافظة صعدة، وقضية المصالحة الوطنية والعدالة الانتقالية، ومعايير لجنة صياغة الدستور، وقضايا التنمية والحقوق والحريات، وأسس بناء الجيش والقوى الأمنية ودورهما.