كشفت مصادر مطلعة ل «الخبر» عن أن الحوثيين يعتزمون تنفيذ عرضاً عسكرياً داخل مقر المنطقة العسكرية السادسة «الفرقة الأولى مدرع» سابقاً، التي كانت تابعة لقائد الفرقة السابق اللواء علي محسن الأحمر. وذكرت المصادر أن العرض العسكري سيقام السبت المقبل أثناء الاحتفال بالمولد النبوي الذي يجري الحوثيون ترتيبات كبيرة لإقامته في مقر الفرقة سابقا، مشيرة إلى أن العرض العسكري يأتي لاستعراض قوتهم ونفوذهم على مناطق كثيرة من اليمن. وتشهد العاصمة صنعاء وبقية المحافظات استعدادات واسعة للإحتفال بالمولد النبوي الشريف المقرر إقامته السبت المقبل في العاصمة صنعاء والعديد من المحافظاتاليمنية التي سيطر عليها الحوثي مؤخرا. وارتدت العاصمة صنعاء حلة خضراء، واكتست شوارعها بالقصاصات الخضراء والبيضاء والتي باتت تُرفرف في معظم الشوارع والأحياء فيما تُزين أرصفة الشوارع بالطلاء الأخضر والأبيض ما جعل منها لوحة إبداعية جميلة جعلت لأحياء العاصمة وشوارعها شكلاً جذاباً أكثر من ذي قبل. استعدادات الحوثي للإحتفال أثارت ردود أفعال متباينة، وأحدثت شبه انقسام في الأوساط الشعبية الذين اعتبروا الاستعدادات الضخمة، التي قامت بها جماعة الحوثي خلال الأسابيع الماضية بالعاصمة صنعاءوالمحافظات التي تسيطر عليها، استعراضًا للقوة. فيما وجّه آخرون اتهامات للحوثيين بتحويل المناسبة الدينية، التي يتم إحياؤها في اليمن كل عام إلى فعالية سياسية. ويجبر الحوثيون أصحاب المحال التجارية في صنعاء ومدن أخرى على تغيير وجهات محلاتهم، كما تم فرض دفع مبالغ مالية على مكاتب حكومية لتمويل الاحتفائية. وانتقد ناشطون قيام الحوثيين بطمس الجدران التي رُسم عليها صور المختفين قسرًا وكتابة شعارات الاحتفال. وقال الصحفي سامي غالب: إنه «لم يبقَ سوى "أنصار الشريعة" لم يطمسوا وجوه المختفين قسرًا، وأنصار الثورة وأنصار الشرعية لهم السبق في الطمس.. والآن أنصار الله وباسم نبي الإسلام»، وأوضح أن حساسية الحوثيين حيال ثوابت اليمنيين ومشاعرهم وأوجاعهم منخفضة جدًّا، وأحيانًا منعدمة. كما تم الاعتراض على تغيير لون بعض قباب المساجد التاريخية كقبة المتوكل، وكذلك باب اليمن وسور صنعاء القديمة. وانتقد القيادي في جماعة الحوثي علي البخيتي تغيير ألوان القباب التاريخية، واعتبرها اجتهادات خاطئة وراء الكثير من التشويه الذي يمارس في الأماكن والمباني التراثية والأثرية التاريخية. وأفاد البخيتي – في صفحته على موقع «فيس بوك» – بأن إزالة اللوحات التي رسمها الفنان مراد سبيع – في مدينة إب – أثناء حملة «الجدران تتذكر وجوههم»، والتي كان الغرض منها إثارة قضية المخفيين قسراً، كان خطأ واعتداء على جهود الغير. وتمنى أن يعاد صبغ قبة المتوكل باللون الأبيض، وأن يعاد لسور صنعاء القديمة لونه الترابي، في الأماكن التي تم صبغه بالأخضر، وأن يتم تعليق لافتات بدلاً من صبغ جدران بعض بيوت صنعاء القديمة بالشعارات. وأضاف: «أثيرت هذه القضية في الاعوام الماضية وتم الاتفاق على عدم تشويه المناطق التاريخية بالرنج والاكتفاء بتعليق اللافتات، ولا أدري لماذا يصر البعض على تعكير هذه المناسبة العزيزة على نفوسنا جميعاً». وأردف: «اضافة الى أن تمييز المساجد باللون الأخضر في قبابها سيكون بداية لتقسيم مساجدنا وصبغها بالصراع السياسي وسيؤدي الى أن لا يدخلها الا اتباع تيار محدد وتتحول الى مقرات سياسية بعد أن كانت بيوتاً لله». وقال إن «المشكلة واضحة وليست مع الاحتفال بالمولد، يمكنننا الاحتفال به جميعاً دون أن نشوه تراثنا وأماكنا الأثرية التي تعتبر لوحات فنية لا يجوز تغيير أي معلم من معالمها».