[email protected] اجتهادات خاطئة وراء الكثير من التشويه الذي يُمارس في الأماكن والمباني التراثية والأثرية داخل صنعاء، لا أحد اعترض على الاحتفال بالمولد النبوي، واللوحة التي علقها طلاب وطالبات ومدرسي كلية الهندسة في جامعة صنعاء أثناء تنفيذ وقفة احتجاجية أمام جامع المتوكل خير دليل، فقد أقدم البعض على صبغ قبة الجامع البيضاء باللون الأخضر، واعتراض الطلاب هو على تشويه تراثنا، قبابناالبيضاء لا يصح أن تصبغ باللون الأخضر، سور صنعاء القديمة لا يصح أن يلطخ بالرنج حتى ولو بكتابة آيات قرآنية، يمكن تعليق لوحات قماشية او بلاستيكية "فلكس" بدلاً من ذلك التشويه، كما أن ازالة اللوحات التي رسمها الفنان مراد سبيع - في مدينة اب- اثناء حملة "الجدران تتذكر وجوههم" والتي كان الغرض منها اثارة قضية المخفيين قسراً كان خطأ واعتداء على جهود الغير.
أتمنى أن يعاد صبغ قبة المتوكل باللون الأبيض، لون قبابنا الذي تعودنا عليه، وأتمنى ان يعاد لسور صنعاء القديمة لونه الترابي -في الأماكن التي تم صبغه بالأخضر أو بالشعار- وأن يتم تعليق لافتات بدلاً من صبغ جدران بعض بيوت صنعاء القديمة بالشعارات.
اثيرت هذه القضية في الاعوام الماضية وتم الاتفاق على عدم تشويه المناطق التاريخية بالطلاء والاكتفاء بتعليق اللافتات، ولا أدري لماذا يصر البعض على تعكير هذه المناسبة العزيزة على نفوسنا جميعاً.
أتمنى كذلك أن يتم الاعتذار للفنان نبيل سبيع عن طمس لوحاته وتمكينه من اعادتها كما كانت عليه في مدينة اب.
اضافة الى أن تمييز المساجد باللون الأخضر عبر طلاء قبابها سيكون بداية لتقسيم مساجدنا وصبغها بالصراع السياسي، وسيؤدي الى أن لا يدخلها الا اتباع تيار محدد وتتحول الى مقرات سياسية بعد أن كانت بيوتاً لله.
المشكلة واضحة وليست مع الاحتفال بالمولد، يمكنننا الاحتفال به جميعاً دون أن نشوه تراثنا وأماكنا الأثرية التي تعتبر لوحات فنية لا يجوز تغيير أي معلم من معالمها.
العالم وبالأخص خبراء منظمة اليونيسكو يعتبرون صنعاء معرض فني مفتوح، وعلينا المحافظة على كل تفاصيلها، عبقها، تاريخها، الوان جدرانها، تفاصيل مبانيها، مقاشمها، وكل جزئية فيها، فتحضر أي شعب يقاس بمدى تذوقه للفنون ومحافظته على تاريخه وآثاره.