أحيا الآلاف في مدينة تعز مساء اليوم الثلاثاء الذكرى الرابعة لثورة فبراير عشية حلول الذكرى بإيقاد شعلة الثورة في المكان التي بدأ فيها مئات الشبان قبل أربعة أعوام اعتصاماً دائماً. وفي مساء يوم ال11 من فبراير 2011 توجه مئات المتظاهرين بعد الإعلان عن تخلي الرئيس المصري محمد حسني مبارك عن منصبه اثر ثورة شعبية، توجهوا إلى وسط شارع جمال بتعز معلنين بدء ثورة شعبية ضد نظام الرئيس علي عبدالله صالح نجحت في الإطاحة به بموجب اتفاق سياسي. وأقيم مساء اليوم في مدينة تعز مهرجان حاشد حضره الآلاف لإيقاد شعلة الثورة في شارع جمال وسط مدينة تعز وردد المشاركين هتافات تؤكد على استمرار الثورة حتى إسقاط الانقلاب الحوثي وتحقيق أهدافها وبناء دولة مدنية حديثة. وأكد المشاركون أن إحياء الذكرى الرابعة من هذه المناسبة التي أطاحت، بالرئيس السابق علي عبد الله صالح في اليوم نفسه من عام 2011، ستكون بمثابة "ثورة جديدة تستهدف الحوثي وجماعته المسلحة. الحوثي يعلن الحرب على الشعب ووصف الناشط في الثورة الشبابية ضياء السامعي خطوات الحوثي بأنها «إعلان حرب على الشعب اليمني بكل أطيافه»، قائلاً إن «الشباب اليمني سيواجه هذا الانقلاب بالتصعيد الميداني والخروج للشارع بمظاهرات ومسيرات حاشدة في الذكرى الرابعة لذكرى ثورة 11 فبراير ». وأشار السامعي إلى أن هناك ترتيبات جارية الآن لعقد مؤتمر وطني موسع خارج العاصمة لقيادات شبابية وسياسية ومجتمعية لإعلان موقف موحد من انقلاب الحوثي، وعمل خطة موحدة لمواجهته. ومن جهته قال الناشط مجيب المقطري، إن «الأيام القادمة ستكون حاسمة بالنسبة لتحركات الشباب في مختلف المحافظات»، مشيراً إلى وجود «دعوات واستعدادات لأن يكون ال11 من فبراير هو يوم للثورة ضد مليشيات جماعة الحوثي». وأضاف المقطري وهو أحد شباب الثورة الحزب الناصري (المنسحب من الحوار المنعقد مع الحوثيين)، أن «هناك تنسيقاً بين كافة المكونات الشبابية، الحزبية والمستقلة، من أجل الحشد الكبير في هذه الذكرى السلمية». العهد للشهداء يأتي ذلك بعد مسيرة رمزية حاشدة خرجت عصر اليوم الثلاثاء تقدمتها قيادات من المجلس الأهلي الثوري وقيادات من المشترك وأسر الشهداء بمحافظة تعز. المسيرة التي انطلقت من ساحة الحرية إلى مقبرة الشهداء «كلابة» وضعت إكاليل من الورود على قبور الشهداء وجددت العهد للشهداء على الوفاء لهم واستكمال دربهم الذي ضحوا من أجله, معاهدين الشهداء بالوفاء لهم ولدمائهم الزكية التي ستكون زيت وقود لمسيرة الحرية وهاديا إلى المستقبل الذي ناشدتموه ولن تقر لنا عين حتى نحقق أهدافكم وأحلامكم في دولة مدنية حديثة يسودها العدل والمساواة والشراكة الوطنية. واعتبر الدكتور عبدلله الذيفاني رئيس المجلس الأهلي للثورة بتعز وأحد المشاركين في المسيرة في تصريح ل«الخبر»: أن «هذه الزيارة إلى مقبرة الشهداء بعث من جديد على مسار الثورة واستلهام خطى الذين سبقوا في تضحياتهم وقدموا أغلى ما لديهم» مضيفا «لن ننسى أهداف هؤلاء الشهداء وسنضل نسيرلكي نحقق أهدافهم وأهدافنا في الدولة المدنية ودماءهم ستظل توقدنا حتى نقتص من قاتلهم والعدالة لا بد أن تأخذ مجراها إن لم تكن اليوم فسوف تكون غدا». من جانبه قال عبد الحافظ الفقيه- رئيس المكتب التنفيذي للتجمع اليمني للإصلاح ل«الخبر» بأن هذه الزيارة «تعني استمرار الثورة حتى تحقيق أهداف الشهداء وأحلامهم التي ضحوا من أجلها وتجديد العهد لهم بالسير على دربهم الذي استشهدوا من أجله و أن الدماء التي قدموها أعادت الألق الثوري لثورتي سبتمبر وأكتوبر». صنعاء عاصمة محتلة ومن جانبه، دعا مجلس «شباب الثورة» جميع اليمنيين ب «اختلاف ميولهم ومواقعهم إلى الوقوف صفاً واحداً، ضد التعنت الحوثي، ومقاومة سلطة هيمنة ميليشياته التي تبدو مصرة على المضي بمخططاتها الانفرادية والاستعلائية». وفي بيان له، اعتبر المجلس أن «صنعاء غدت عاصمة محتلة من قبل مليشيات مسلحة طائفية اغتصبت السلطة، وقوضت الدولة اليمنية»، مشيراً إلى أن كل ما يصدر عنها (جماعة الحوثي) وما تتخذه من إجراءات، هي باطلة وغير مشروعة وغير ملزمة لبقية المحافظات والأقاليم خارج العاصمة المحتلة، بحسب البيان. وبدورها، أهابت حركة «رفض» الشبابية المستقلة في بيان لها، بكافة القوى السياسية ومكونات المجتمع «إعلان موقف صريح رافض للانقلاب، وسرعة انضمامها لثورة الشعب الرافضة له». فراغ دستوري وسياسي في غضون ذلك، تتواصل في مختلف المدن اليمنية، منذ أيام، احتجاجات غاضبة ضد الإجراءات الأخيرة التي فرضتها جماعة الحوثي، والتي وصفتها أحزاب مختلفة بأنها غير شرعية، بدأت بمحاصرة دار الرئاسة، ومنزل الرئيس عبد ربه منصور هادي، ورئيس الحكومة خالد بحاح، ما دفع بهذين إلى تقديم استقالاتهما في ال22 من الشهر الماضي، الأمر الذي قاد البلاد إلى فراغ دستوري وسياسي. وفشلت جهود قادها المبعوث الأممي لليمن جمال بنعمر، في إثناء هادي عن الاستقالة أو التوصل مع مختلف الأطراف اليمنية، لحل ينهي أزمة هذا الفراغ الدستوري. لكن جماعة الحوثي بعد فشل المحادثات التي تباينت المعلومات حول المتسبب فيها، مضت منفردة نحو «إعلان دستوري» الجمعة الماضية، تضمن حل البرلمان، وتخويل قيادة ما تسمى «اللجان الثورية» التابعة للجماعة بالدعوة لمجلس وطني مكون من 551 فرداً ينتخب منه مجلس رئاسي مكون من خمسة أفراد، ويمنحها الحق في اتخاذ كافة الإجراءات الأمنية والعسكرية في البلاد. وفي ظل تباين المعلومات حول المتسبب بفشل المحادثات، علمت وكالة الأناضول من مصادر سياسية- فضلت عدم الكشف عن هويتها-، أن الفشل كان سببه الحوثيون الذين رفضوا مقترحاً لأحزاب اللقاء المشترك (6 أحزاب كانت مشاركة في الحكومة المستقيلة)، يقضي بتشكيل مجلس رئاسي توافقي مع شرط إخلاء مسلحي جماعة الحوثي لكافة مراكز الدولة السيادية في صنعاء، وتحديداً دار الرئاسة، والمواقع العسكرية المحيطة به، والتوقف عن محاصرة المسلحين لمنازل هادي، وبحاح، وعدد من المسئولين. يأتي هذا في الوقت الذي تواصل فيه الأطراف السياسية اليمنية (باستثناء الحزب الناصري)، منذ يوم أمس الاثنين، مشاوراتها، في أحد فنادق صنعاء، برعاية المبعوث الأممي، من أجل الوصول إلى حل للأزمة الراهنة، بعد أن توقفت الخميس الماضي قبيل ساعات من «الإعلان الدستوري» للحوثيين. وكان زعيم الحوثيين قد خاطب أبناء تعز بالقول: «إخواننا أهل تعز العز هم أشرف أسمى أعلى من أن يكونوا مناطقيين من أن يكونوا طائفيين»، في محاولة يائسة لمغازلة أباء تعز .