شددت الناشطة اليمنية توكل كرمان والحائزة على جائزة نوبل للسلام على ضرورة الاعتراف بأننا ازاء ما يحدث من اتساع لرقعة الصراعات والنزاعات المسلحة إنما ندفع ثمن أخطاءنا، فنحن على مدى التاريخ لم نبالغ في مديح احد أكثر من المحاربين والحروب، ولم نتجاهل احد اكثر من أولئك الذين يدافعون عن السلام مثلما يدافعون عن أنفسهم وحبيباتهم وأوطانهم. جاء ذلك في كلمة مشاركتها بالمؤتمر الدولي والذي نظمه مركز توكل كرمان للسلام والديمقراطية فى جامعه اسطنبول ايدن تحت شعار «نساء من اجل السلام » وكان حول تأثير الحروب على النساء والأطفال فى المنطقة العربية . وشاركت في المؤتمر كل من السيدتين الحائزتان على جائزة نوبل للسلام د / شيرين عبادى و السيده جودى ويليمز وذلك وسط حضور اقليمي ودولى واسع . وقالت كرمان في المؤتمر : مشكلتنا ان سجلاتنا التي نفخر بها غالبا ما تخلو من ابطال فعلوا كل شيء من اجل السلام. نص كلمة توكل كرمان : ليس مهمة سهلة ان تتحدث عن الحرب بطريقة مستنكرة فيما العالم يبدو قد استسلم لهذه الفكرة المدمرة، فعدد الذين يبدون حماستهم للعنف في تزايد مستمر على الرغم من كونهم يدفعون مثل الجميع ثمنا باهظا. يمكننا الاعتراف بأننا ازاء ما يحدث من اتساع لرقعة الصراعات والنزاعات المسلحة إنما ندفع ثمن أخطاءنا، فنحن على مدى التاريخ لم نبالغ في مديح احد أكثر من المحاربين والحروب ، ولم نتجاهل احد اكثر من اؤلئك الذين يدافعون عن السلام مثلما يدافعون عن أنفسهم وحبيباتهم وأوطانهم. مشكلتنا ان سجلاتنا التي نفخر بها غالبا ما تخلو من ابطال فعلوا كل شيء من اجل السلام. في هذا العالم الذي يموج بصراعات ومشروعات اقتتال عبثية هنا وهناك، سيكون من الصعب للغاية ان نحتفظ بإنسانيتنا في المقام الاول وقبل اي شيء، لذا يجب ان نبذل حكومات ومنظمات محلية ودولية جهود هائلة لوقف استنزافنا على هذا النحو الذي يجعلنا أشخاص غير جديرين بالاحترام، فعندما تتحدث الأسلحة تصمت القوانيين وكل الأشياء الجيدة، تاريخيا مثلت الحرب مناسبة جوهرية لتبادل الكراهية والقتل أيضاً، قليلون فقط من يتذكر الحرب بوصفها عملا يجب عدم تكراره او الترحيب به. لقد بات العالم اقل آمنا من ذي قبل، وهذا ما حدا بمركز توكل كرمان للسلام والديمقراطية في جامعة اسطنبول أيدن ان ينظم مؤتمرا حول تأثير الحرب على الأطفال والنساء. باعتبارهما أكثر الفئات تعرضا للانتهاكات والآثار السيئة للحروب والصراعات المسلحة. فوفقا لتقارير معتبرة صادرة عن منظمات مهنية وحقيقية فان بعض الأطفال الذين يسكنون مناطق النزاع يعانون من مشكلات واضطرابات نفسية حادة ترافقهم مدى الحياة. وهناك وجه أخر لمسؤولية الحرب في إلحاق أضرار بالغة بالأطفال يتمثل في تجنيدهم واستخدامهم في الصراعات الداخلية المسلحة. وقد أشارت اليونيسيف والأممالمتحدة قبل نحو أسبوع بأن ارتفاع حدة، ووحشية، وانتشار النزاعات يعرّض الأطفال بشكل متزايد لخطر التجنيد والاستخدام من قبل المجموعات المسلحة. في اليمن مثلا، تقوم ميلشيا الحوثي بتجنيد الأطفال وتغذيتهم بأفكار متطرفة وفاشية، وذات الأمر تقوم به داعش في العراق وسوريا. وبحسب تقارير الأممالمتحدة فان هناك أكثر من 20 دولة حول العالم يقع الأطفال فيها ضحايا لأحداث غاية في الوحشية، أو يشهدون مثل هذه الأفعال أو يجبرون على المشاركة فيها. ويتعرض الأطفال بالإضافة الى التجنيد الإجباري الى انتهاكات جنسية وتوفر النزاعات المسلحة الغطاء السياسي لمثل هذه الانتهاكات. ان حماية الطفولة خصوصا اثناء الحرب مسالة ذات أهمية قصوى، ولا ينبغي التساهل بشأنها، فالأطفال هم المستقبل، والمساهمة في الدفع بهم للعيش بطريقة أفضل يجعل المجتمع أفضل حالا وأمنا. يناقش المؤتمر أيضاً تأثير الحرب على المرأة، ومما لا شك فيه، فقد تعرضت النساء لانتهاكات جسيمة، وازدهرت معسكرات الاغتصاب اثناء الحروب بقصد إذلال الخصوم وجرح كراماتهم، وتؤدي النزاعات المسلحة إلى جعل النساء اكثر عرضة للعمل في التسول والدعارة، وفقد الأزواج والأبناء، والقيام بأعمال شاقة. لقد ساهمت المرأة بفعالية في صنع الأحداث الكبيرة على مدار التاريخ لكن ما تعرضت له من انتهاكات يجعلنا نسال لماذا يتم استهداف المرأة سواء في الحرب او في السلم على نحو يبدو مبالغا فيه. الأمر ببساطة انهم يخشون المرأة لذا يرون التخلص منها مسالة حيوية في كسب اي معركة، اي معركة. ختاما، قد يكون من المناسب الاعتراف ولو بشكل متأخر بأننا نتعامل مع الحرب بطريقة سطحية ولا ندرك بشكل جيد الاثار التي تنتج عنها، والحقيقة اننا كثيراً ما نتجاهل التفاصيل رغم أهميتها في رسم المشهد العام. عموما، ما يزال هناك من يعتقد ان الحرب معناها المرأة والأطفال، لكن هناك ايضا من يعتقد ان السلام معناه المرأة والاطفال.