جاء في الحديث الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم في خطبته في يوم العيدأنه صلى الله عليه وسلم بعدأن وعظ الرجال أتى النساء فوعظهن وذكرهن وقال لهن : ((تصدقن فإن أكثركن حطب جهنم)) فقامت امرأة من سطة النساء سفعاء الخدين فقالت: لم يارسول الله؟ قال:((لأنكن تكثرن الشكاة، وتكفرن العشير)) قال: فجعلن يتصدقن من حليهن يلقين في ثوب بلال من أقرطتهن وخواتمهن، وفي حديث آخر(( اطلعت في الجنة فرأيت أكثر أهلها الفقراء، واطلعت في النار فرأيت أكثر أهلها النساء)) هذان الحديثان وردا في الصحيحين اللذين أجمعت الأمة على صحتهما، وهما من الآحاديث المتفق عليهما التي هي أعلى درجات الصحيح. وقد احتفت بأحاديث الصحيحين قرائن كثيرة تجعلها في رتبة الأمورالقطعية منها: اجماع الأمة في الجملة على صحتهما،ومنها: جلالة الشيخين البخاري ومسلم وتقدمهما في هذا الشأن على غيرهما، ومنها: ثقة رواتهما وعدالتهم، ومنها : شرطاهما اللذين تميز بهما صحيحاهما عن غيرهمامن كتب السنة، ومن هنا ذكرالامام ابن الصلاح وتبعه الامام ابن تيمية والحافظ ابن حجر رحمهم الله وغيرهم أن ماروياه في صحيحيهما أو أحدهما فهو مقطوع بصحته، والعلم القطعي حاصل فيه، حتى قال امام الحرمين الجويني رحمه الله: لوحلف انسان بطلاق امرأته ان مافي الصحيحين مما حكما بصحته هو من قول النبي صلى الله عليه وسلم لما ألزمته الطلاق لاجماع المسلمين على صحتهما.اه ومع هذه الرتبة العظيمة لأحاديث الصحيحين إلا أنهالم تلق أي قبول عند شوقي القاضي البرلماني المعروف، حيث ذكر في منشور له أن أمه سألته : هل صحيح ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: إن النساء أكثر أهل النار، واردفت كما يقول مستغربة ((إيش سوينانحن النساء))؟ ثم علق على كلام أمه قائلا : أين ذهبت جرائم الرجال وكبائرهم وظلمهم وتدميرهم الحياة،وهل يعقل ان السبب تكثرن اللعن،وتكفرن العشير))اه وتعليقا على كلامه هذا قال أحدا لدعاة : سألته أمه وهي تعتقد أنه عالم فطلعت هي أعلم منه، وطلع هو جاهل. أما أنا فأجزم يقينا أن أمه لم تسأله هذا السؤال الإستنكاري لأنها على الفطرة لم يصبها لوث العقلانية الذي أصاب ابنها،ولا فكر العلمانية، ولا الانبهار بالحضارة الغربية والتبعية والتقليد لها الذي انبهر بها ابنها، ولوافترضنا أنها سألته فسؤالها له كان سؤال الجاهل لاسؤال المستنكر والمستبعد، وكأنها تقول له: ماهي الأعمال والأسباب التي جعلت النساء أكثر أهل النار؟ وهذا هو الظن بأمه، لكنه هو أساء إلى أمه، وأعتقد إن هذا منه هو من العقوق من حيث لا يشعر حيث أظهرها للناس أنها تكذِّب بحديث النبي صلى عليه وسلم الصحيح كما يكذّب هوبه، ولو افترضنا أيضا أنها تكذب بهذا الحديث لكان حقا عليه برا وإحسانا إليها أن ل ايفضحها على المل أو أن يكتم عليها تكذيبها وينسبه على أقل تقديرإلى مجهول. وعلى كلٍ فلاشك في ثبوت الحديث كماتقدم، وجهل شوقي القاضي وما انطوى عليه قلبه من مرض هو الذي أوصله الى ماوصل اليه من التكذيب للسنة الصحيحة التي تلقتها الأمة بالقبول والشك فيها ومن ثمّ راح ينفي كل مايخالف عقله ويكذب كل ما لا يتماشى مع هواه، ولدحض شبهته المتهالكة فإني أبين له هذا الحديث بيانا شافيا. اولا:لفظ(النساء)شرعاولغة ليس مقصوراعلى الآدميات فقط،بل يدخل في هذا اللفظ العام نساء الجن، كما أن لفظ الرجال يشمل رجال الإنس والجن كما قال تعالى (وانه كان رجال من الانس يعوذون برجال من الجن فزادوهم رهقا) ومعلوم قطعا عند العلماء من نصوص القرآن والسنة ان الشياطين جميعا ذكور أو إناثاهم كفار وهم جميعاً في النار، وعلى هذا فإذا انضاف نساء الجن إلى نساء الإنس كنّ أكثر أهل النار قطعا. ثانياً : إن القرآن الكريم يبين أن أكثرالناس كفار قال تعالى ( وما أكثر الناس ولو حرصت بمؤمنين ) والأكثرية هنا يدخل فيهاالرجال والنساء، ويؤكدعلى هذا الواقع حيث يعيش اليوم على هذه البسيطة مايقارب من سبعة مليار انسان عدد المسلمين منهم هو : مليار وستمائة أو سبعمائة مليون، وقد قدرعدد النساء بينهم أكثر من 53٪ وتصل النسبة في بعض البلدان إلى أكثر من ذلك، ونحن نعتقد كمؤمنين أن الكفار جميعا من كل الملل والنحل والطوائف هم في النار، وعليه فإذا استخلصت نسبة النساء من هذا العدد اتضح بما لايدع مجالا للشك أن عدد النساء في النار أكثر من الرجال قطعاً. ثالثا: قوله ((وهل يعقل ان السبب:تكثرن اللعن،وتكفرن العشير) وأقول : نعم يعقل لأن كل واحدة من هاتين المعصيتين كبيرة من الكبائر بلا خلاف بين العلماء، ومرتكب الكبيرة عند اهل السنة إذا لم يتب منها يستحق دخول النار وهو تحت المشيئة إن شاء غفرالله له وإن شاء عذبه، وقد أخبرنا الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم عن بعض مرتكبي الكبائر أنهم مستحقون للنار مثل القاتل عمدا، وآكل الربا، وآكل مال اليتيم ظلما، والزناة، والكذابين، وغيرهم. وقداقتصر شوقي القاضي على ذكر سببين، وهناك سبب ثالث اجتمع على النساء فجعلهن أكثر أهل النار وهو : كثرة الشكوى (وتكثرن الشكاة) ومعنى الحديث هو أن هناك أسبابا كثيرة جعلتهن أكثر أهل النار منها الأسباب الثلاثة المذكورة فعبر عن الكل بالبعض كقوله صلى الله عليه وسلم ((إن لله تسعة وتسعين إسماً)) رواه مسلم، حيث ذكر العلماء ان المعنى : ان لله تعالى من الأسماء تسعة وتسعين إسماً، وليس المراد الحصر لما ثبت أن له جل وعلا أسماء كثيرة لم يطلعنا عليها لايعلمها إلا هوسبحانه، وإذن فالمراد أن من أسباب دخول النساء النار وكونهن أكثرمن الرجال كثيرة منها: كثرة اللعن، وكثرة الشكوى، وكفران العشير. رابعا : قوله ((أين ذهبت جرائم الرجال وكبائرهم وظلمهم وتدميرهم الحياة)) وأقول: لم تذهب، وسيحاسب كل مجرم وظالم ومرتكب لكبيرة على معاصيه هذه إذا لم يتب منها (كل نفس بماكسبت رهينة) غيرانه لايجوز ان نغفل عن جرائم النساء الاخلاقية التي أدت الى تفسخ المجتمعات وانحطاطها الأخلاقي والقيمي، فأخبرني بربك عن أكثر الفواحش انتشارافي العالم؟ أليست هي فاحشة الزنا؟ وماسبب ذلك؟ أليست هي المرأة؟ التي خرجت تعرض مفاتنها وتغري الرجل بهافي كل الميادين والمجالات، فماذا تسمي هذاالصنيع منها؟ هل هوطاعة وقربة الى الله ، أم هو معصية وكبيرة من الكبائر؟ وإذا كان الرجال دمروا الحياة بظلمهم وجرائمهم وسفكهم للدماء، فالنساء دمرن المجتمعات أخلاقيا، ولكثير منهن اليوم حظ كبير في الظلم وجرائم القتل والتعذيب سواء على المستوى الفردي أو الحكومي، ومامجندات الجيش الامريكي(المارينز) في افغانستان، وجوانتنامو، وابوغريب في العراق عنا ببعيد، فاللهم أرنا الحق حقا وارزقنا اتباع، وارنا الباطل باطلا وارزقنا اجتنابه آمين.