تشهد محافظة عدن معارك عنيفة منذ أيام بين مسلحي الحوثي وقوات لصالح من جهة واللجان الشعبية الموالية لهادي من جانب آخر، مع اندلاع حرب شوارع في أحياء عدة، أسفرت عن سقوط عشرات القتلى والجرحى من الجانبين وتدمير دبابات ومدرعات للحوثيين. وتواصلت الاشتباكات والمواجهات بين الجانبين، اليوم الخميس، في عدة أحياء بمديريات خور مكسر والمنصورة ودار سعد. وقالت مصادر محلية إن: «الطرفين استخدما الأسلحة الرشاشة وقذائف الآربي جي خلال الإشتباكات، من دون معرفة حصيلة الضحايا في صفوف الجانبين». ففي مدينة كريتر أفاد سكان بأن قوات موالية لصالح والحوثيين تحاول التقدم وسط المدينة عقب تقدمها من ناحية خور مكسر، مشيرين إلى أن قوات عسكرية تتبع الحوثيين وصالح قادمة من خور مكسر تحاول التقدم وسط إطلاق نار وقذائف على منازل المواطنين. وفي خور مكسر أفاد مصدر في المقاومة الشعبية بأن مليشيات الحوثي وصالح تتمركز في محطة الناصري النفطية، والتي تقع مقابل شركة كندين أوكسي، بالقرب من مجاري عدن، بمدينة خور مكسر، وتستخدم هذه المحطة لتزويد الآليات العسكرية التابعة لهم. وأشار إلى أن المليشيات تتواجد أيضا في محطة مصعبين بجوار جولة مديرية دار سعد، والتي تزود المليشيات الحوثية بالوقود، إضافة إلى تواجدهم الكثيف في مزرعة تقع خلف محطة مصعبين، وهي تعتبر مركزا لتجمعهم وانطلاقهم. وأكد تواجدهم أيضا في جولة الكراع بدار سعد، ويوجد بها طقمين عسكريين وأكثر من عشرين فرد من مليشيات الحوثيين وحليفهم صالح. فيما قال مصدر محلي آخر في اتصال مع «الخبر» إن الحوثيين ينتشرون في دار سعد شمال عدن وتحديدا في جولة الكراع القريبة من مبنى المجلس المحلي، مشيراً إلى أن الحوثيين دخلوا إلى الفنادق الواقعة على الخط العام وأخرجوا العاملين فيها ونصبوا على أسطح تلك الفنادق أسلحة ثقيلة وقناصة. وأفادت مصادر خاصة ل «الخبر» بأن قرابة 20 دبابة دخلت من خط العريش لمطاردة مسلحي لجان المقاومة الشعبية، وتمشيط الخط العام وتأمين الطريق على الخط الساحلي لاستقدام المزيد من المليشيات والتعزيزات. وأوضحت المصادر أن قوات الحوثي وصالح تتمركز على الخط العام وجوار فندق الاتحاد العربي إلى مديرية دار سعد بجولة الكراع، كما تتواجد أعداد كبيرة من مليشيات الحوثي بالقرب من حديقة غازي علوي في المدينة الخضراء على الخط البحري. في الغضون ذكرت مصادر طبية: إن «القصف الذي شنته قوات الحوثي وصالح على عدد من المنازل في منطقة كريتر، أسفر عن مقتل 20 مدنيا وإصابة آخرين بينهم نساء وأطفال»، مشيرة إلى أن المستشفيات في المدينة عجزت عن استقبال الجرحى بعد تزايد أعدادهم بشكل كبير. وأفاد مصدر محلي مسؤول بأن مدينة عدنجنوباليمن تشهد منذ مساء الأربعاء حرب شوارع بين الحوثيين وأنصار الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي. وتمكنت المقاومة الجنوبية، الأربعاء، من تدمير 3 دبابات تابعة لجماعة الحوثي، كما قتلت 10 من مسلحي الجماعة وقوات موالية لصالح في معارك كر وفر بعدد من مديريات محافظة عدن. وظهر اليوم سيطر مسلحو الحوثي على القصر الرئاسي في مدينة عدن، ونقلت وكالة «فرانس برس» عن مسؤول أمني رفيع قوله: إن «المتمردين الحوثيين وحلفاءهم سيطروا بعد ظهر الخميس على القصر الرئاسي في عدن حيث استقر الرئيس عبد ربه منصور هادي اثر فراره من صنعاء في شباط/فبراير». وأضاف الضابط الذي شاهد وصول المتمردين الى القصر إن «عشرات من عناصر ميلشيا الحوثيين وصلوا على متن مصفحات وناقلات جند الى قصر المعاشيق». إلى ذلك قال مصدر عسكري سعودي رفيع: إن «طائرات استطلاع تابعة للتحالف العربي الذي تقوده السعودية، قامت بعمليات مسح واستكشاف لمدينة عدن وضواحيها من تواجد أي قوى تابعة لميليشيات جماعة الحوثيين وقوات الرئيس السابق على عبد الله صالح، وذلك بغرض إنزال الجنود من قوات التحالف إيذانا ببدء الحرب البرية والتي ستكون بمسمى آخر غير عاصفة الحزم». وأكد المصدر العسكري، الذي فضل عدم ذكر اسمه، أنه عقب عملية المسح قامت طائرات شحن عسكرية تابعة لقوات التحالف بإنزال جنود في عدة مناطق من مدينة عدن (لم يسمها) لغرض القيام بعملية تمشيط لشوارع المدينة – بحسب إرم-. وأضاف: إن «القوة العسكرية المتواجدة في عدن تنتظر قوة أخرى قادمة عبر البحر للبدء في عملية تمشيط واسعة وفتح عدة جبهات مدعومة بطائرات الأباتشي، وأشار إلى أنه عقب انكسار قوات صالح والحوثي أمام مقاومة شعبية غير نظامية وبعد تدمير أسلحتها الجوية والصواريخ، اقتنعت قوات التحالف أنهم أضعف مما كانوا يتصورون».