قالت مؤسسة التوعية والإعلام الصحي أنها رصدت 174189 انتهاكا في القطاع الصحي بمحافظة تعز خلال الفترة (20 أبريل – 2 يوليو 2015م) وذلك جراء الحرب الدائرة بين ميليشيا جماعة الحوثي والرئيس السابق ورجال المقاومة الشعبية المساندة للشرعية. وذكرت في تقريرها الذي دشنته الاثنين بمدينة تعز أن الانتهاكات توزعت بين قتل وخطف للعاملين في القطاع الصحي وحرمان الأطفال والنساء من خدمات الرعاية الصحية والاعتداء على المساكن والمنشأت الطبية ومنع دخول أي مساعدات طبية إلى المحافظة. وتحدث التقرير الذي أعدته المؤسسة بالتعاون مع شبكة (يمن تريبون) الإعلامية الحقوقية عن مقتل 11 من العاملين في القطاع الصحي وإصابة 3 أخرين برصاص ميليشيا جماعة الحوثي وصالح بمدينة تعز منذ بداية المواجهات بالإضافة إلى خطف طبيبين والاعتداء على 6 مساكن و62 حالة قصف تعرضت لها المستشفيات من قبل المليشيات. كما أشار التقرير إلى أن 367 مدنياً قتلوا بينهم 65طفلاً و39 امرأة وأصيب 4103 أخرين في محافظة تعز معظمهم جراء القصف العشوائي على الاحياء السكنية والمستشفيات التي يتم نقل المصابين إليها. من جهته أكد رئيس المؤسسة محمد طاهر عبدالجليل ، أن اندلاع الحرب في تعز شكلت بداية فصول من المأساة الحقيقة جراء الظروف القاسية التي تعيشها البلاد والوضع الصحي المتدهور من قبل. وقال خلال المؤتمر الصحفي: "إن عدم السماح بدخول الأدوية والمساعدات الطبية الاغاثية إلى مدينة تعز زاد من تعقيدات الوضع الصحي وضاعف من حجم المعاناة الإنسانية المزرية، نظراً لشحة الإمكانيات المتوفرة". لافتاً إلى "أن الاعتداءات المتكررة على المنشأت والمرافق الطبية تسببت في تعطيل منظومة الرعاية الصحية المتكاملة للأمومة والطفولة وتأثر برامج الوقاية ومكافحة الأمراض والحميات المنتشرة، بشكل ينذر بأن الوضع بات حرجاً ويهدد حياة الكثير من الأرواح ". وأوضح طاهر " إن نسبة 90% من المستشفيات والمرافق والمخازن الصحية كون تقع في المناطق التي تسيطر عليها اللجان الشعبية المؤيدة للشرعية تعرضت للاعتداء والقصف المتعمد من قبل ميليشيا جماعة الحوثي والرئيس السابق". من جهتها حذرت المحامية والناشطة الحقوقية معين العبيدي من خطورة انتشار وباء حمى الضنك خلال الآونة الأخيرة في محافظة تعز مؤكدة بأن كثير من المصابين يموتون في البيوت جراء هذا الوباء بسبب صعوبة الوصول الى المستشفيات مما يتعذر رصدهم من قبل الجهات المعنية. ودعت العبيدي إلى سرعة رفع الحصار المفروض على محافظة تعز وتخفيف معاناة المواطنين بالسماح للإغاثة الطبية بالوصول إلى المواطنين كما دعت كافة المنظمات والشركاء الدوليين إلى اتخاذ كل التدابير الضرورية لتلافي انهيار الأوضاع الصحية وتخفيف وطأة الكارثة الإنسانية والمجتمعية التي يعيشها السكان في محافظة تعز، مثمنة جهود منظمتي الصليب الأحمر وأطباء بلا حدود في مجال الإغاثة الطبية في تعز. إلى ذلك استعرض التقرير المشاكل الصحية الأساسية في محافظة تعز، والاحتياجات الطارئة للمستلزمات الطبية، وقائمة الأدوية الأساسية المطلوبة لدى المستشفيات العاملة بالمحافظة والتي تمثل نسبة 4% من إجمالي المستشفيات والمرافق الطبية الخاصة والعامة على مستوى المحافظة. وأفاد التقرير بأن 17 مستشفى ومرفق طبي هي الوحيدة التي تعمل من أصل 421 على مستوى محافظة تعز وأن 904 من أصل 932 كادرا طبيا وإداريا منقطعين عن العمل في القطاع الصحي بالمحافظة منذ بداية المواجهات. وبحسب التقرير فإن 231 صيدلية من أصل 412 صيدلية مرخصة و547 مخزن أدوية من أصل 578 مخزنا مرخصا قد أغلقت جراء الحرب. وشدد التقرير على دعوة كل أطراف النزاع إلى الالتزام بالمقررات والاتفاقات والمعاهدات الدولية لحماية ضحايا الحروب ومنها اتفاقية جنيف المؤرخة في 21/إبريل / 1946م وتجنيب المستشفيات والمرافق الصحية الاستهداف والقصف والتدمير وحماية المدنيين. داعياً في الوقت ذاته إلى سرعة رفع الحصار المفروض على محافظة تعز وتخفيف معاناة المواطنين، واتخاذ الاجراءات المتفق عليها دولياً بالسماح مواد الاغاثة الطبية والدوائية أثناء الحرب للوصول الى المواطنين .