ثمة خط متعرج، تخللته تقاطعات عدة، لمسار العلاقة بين المملكة العربية السعوية وجماعة الإخوان المسلمين، خلال ثمانية عقود. والكيانان، دولة السعوديين الثالثة والجماعة، من عمر واحد تقريباً، ولهما في طفولتهما ذكريات طيبة، كانت علامتها الفارقة إدخال السيفين المتقاطعين على أرضية خضراء إلى شعار الجماعة. فقد وقف الشيخ المؤسس حسن البنا، موقفه الذكي والجريء، في العام 1932 عندما رحب وبارك إعلان قيام المملكة العربية السعودية. اختلط عنصر الذكاء في ذلك الموقف بعنصر التبرم من الملك فؤاد، إن كان بسبب سيرته، قبل أن يصبح ملكاً، أو في سلوكه عندما اعتلى العرش. فقد كان فؤاد يطمح إلى أن يصبح خليفة المسلمين ومرجعهم الزمني والديني، بعد سقوط الخلافة العثمانية، فيما هو غير مؤهل لذلك، لا بالثقافة ولا باللسان ولا بالمسلك السياسي والشخصي. أما جرأة الموقف، فكانت بحكم إنكار الدولة، وعلى رأسها فؤاد، ومعه "الأزهر" لحق الدولة الناشئة، في اعتراف شقيقتها مصر.