في اول تغير في الموقف المصري من الحرب التي يشنها التحالف العربي بقيادة السعودية ضد الحوثيين في اليمن ، وهي القضية التي ظلت مصر تتخذ إزاءها موقفا حذرا ، وضابيا، لكن تغيرا ملحوظا طرأ على السياسة الرسمية المصرية أولا ، وعلى مواقف مقربين ومحسوبين على النظام الحاكم هناك ، بالتزامن مع زيارة العاهل السعودي الملك سلمان بن العزيز للقاهرة في اول زيارة رسمية له منذ توليه الحكم، خلفا للراحل عبدالله . أولى هذه المواقف من الحرب السعودية في اليمن ، كان على لسان الاعلامي المصري عماد الدين أديب ، والذي قال إن الحرب التي قادتها المملكة العربية السعودية في اليمن كانت ضرورة حتمية، نظرًا لوجود تهديد واضح لحدودها وأمنها القومي، من جانب أطراف يمنية. وأضاف "أديب" هاتفيًا لبرنامج "كلام تاني"، المذاع على قناة "دريم"، الخميس، أن التحول الاستراتيجي الذي لوحظ في السياسة السعودية هو انتقالها من مرحلة الدعم السياسي والمالي فقط، إلى العمل في خط المواجهة، من خلال تحالف "عاصفة الحزم" العسكري الذي تقوده المملكة، موضحًا أن السعودية اكتشفت أنها لا تحارب الحوثيين فقط، بل تواجه الأطماع الإيرانية وحلفاءها في المنطقة. وتعليقًا على اختلاف وجهات نظر مصر والسعودية فيما يتعلق بالأزمة السورية، رد قائلا: "لا يوجد دولتان بينهما تطابق في الآراء في كل شيء، فعلاقات الدول تقوم على المصالح والتفاهم وهذا هو الأساس". وتابع: "بقاء الرئيس السوري بشار الأسد أو رحيله أمر غير مطروح أصلا، فروسيا نفسها غير حريصة على بقائه، لكن السؤال هو متى وفي أي ظروف سيرحل (الأسد)". وأكد، أن تقارب المملكة العربية السعودية مع تركيا أمر لا يجب أن يزعج مصر، بل إن العلاقات القوية بينهما قد تساعد على إنهاء الخلاف المصري التركي، قائلا: "الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، تراجع في الفترة الأخيرة عن مواقف كثيرة مع دول مختلفة، فهو مناور من الدرجة الأولى، وأعتقد أنه سيضع شروطًا تتعلق بالإفراج عن قيادات جماعة الإخوان المسلمين مقابل التخفيف من حدة الأزمة مع النظام المصري".