أقر حزب "البديل من أجل المانيا" اليميني المتطرف، الأحد، برنامجه الأول منذ تأسيسه قبل ثلاث سنوات تضمن نبرة مناهضة للاسلام، واكد سعيه "لاستقطاب الأكثرية" في البلاد. وقرر المندوبون ال2400 المشاركون في أعمال مؤتمر حزب "البديل من أجل المانيا" في شتوتغارت (جنوب غرب)، أن "الاسلام ليس جزءاً من المشهد في المانيا" وإنه "يجب حظر" المآذن والآذان والحجاب في المدارس. وتعالت صيحات الاستهجان لدى القاء كلمات دعت مثلاً الى "وقف الأسلمة وفتح حوار مع الإسلام". وقال أحد المندوبين إن "الإسلام بحد ذاته سياسي!"، في حين أشار اخر الى "الشريعة والعمليات الانتحارية والزيجات القسرية". ويستعد "البديل من اجل المانيا" الذي تقوده فراوكي بيتري من ساكسونيا (شرق) ويورغ موتن من بادي فورتنبرغ (جنوب غرب)، ممثل في البرلمان الاوروبي وفي برلمانات نصف المقاطعات في البلاد، لخوض الانتخابات التشريعية في العام 2017 بعد أن فاز بنصف البرلمانات المحلية في الأقاليم. والسبت، قالت زعيمة الحزب فراوكي بيتري لدى افتتاح المؤتمر في شتوتغارت (جنوب غرب): "الصيف الماضي قالوا إنه لم يعد لدينا وجود"، مشيرة الى أن نسبة التأييد للحزب ارتفعت من 3 الى 13 في المئة، وفقاً لدراسة نشرتها الأحد صحيفة "بيلد". وقالت الصحيفة إن هذا الحزب بات ثالث أحزاب البلاد. واضافت ان الحزب "لاستقطاب أكثرية" يريد ان يحدد "مشروعه المضاد" الذي لم يكن واضحاً حتى الان. وتحول نهج الحزب منذ تأسيسه في ربيع العام 2013 الذي كان يكتفي بمعارضة اليورو، الى معاداة اللاجئين في خريف العام 2015 في أوج تدفق طالبي اللجوء الى المانيا، ثم الى معاداة الاسلام منذ اغلاق الحدود. وفي ختام مؤتمره كرر الحزب معارضته للعملة الأوروبية الموحدة، داعياً الى انهاء "تجربة اليورو" عبر استفتاء في المانيا حول هذه المسألة. واثار التوجه اليميني المعلن للحزب أجواء عدائية مع شرائح اخرى من المجتمع الالماني كانت واضحة في نهاية الاسبوع. فبعد الصدامات التي وقعت، السبت، مع ناشطين مناهضين للنازية تم توقيف 500 منهم قبل اطلاق سراحهم، نشر موقع يساري ليلا البيانات الشخصية للمشاركين في المؤتمر. وكان الرئيس الألماني السابق كريستيان فولف رد على مثل هذه الدعوات التي يتبناها الحزب المتطرف ، وقال ان "من يرفض الإسلام في ألمانيا وأوروبا، يُعدّ مخالفاً للدستور الذي ينص على الحرية الدينية"، مشيراً أن حروباً عديدة اندلعت في البلاد الأوروبية بسبب الخلافات الدينية. وفي كلمة ألقاها خلال اجتماع "سابق" جمعه برابطة الصحفيين الأجانب، في برلين، لفت فولف الى ان "العديد من الدول تشهد نزعات قومية متنامية بسبب مخاوف ناجمة عن العولمة والإرهاب والحروب"، مبيناً أنه "يؤيد التعدد العرقي والديني والثقافي في ألمانيا". وأشار أن "ثمة حاجة للعيش المشترك بدلاً من صراع الحضارات"، مؤكداً أن "عدداً كبيراً من المسلمين المؤيدين للدستور يقيمون في ألمانيا، ولما كان جيشنا يتمتع بتأثيره الحالي لولا العدد الكبير من جنودنا ذوي الأصول التركية، كما أن هناك العديد من المفكرين المهاجرين المسلمين يمثلون بلادنا ويدافعون عنها في وسائل الإعلام المختلفة". وأوضح فولف أن "أية انقسام تشهده البلاد، سيعرض الديمقراطية فيها إلى الخطر، وأن الاتهامات التي توجه للمسلمين، على خلفية التطورات والهجمات الأخيرة، تعد أمر خطيراً جداً"، منتقداً حزب "بديل ألمانيا" اليميني المتطرف والمعادي للإسلام، وحركة "وطنيون أوروبيون ضد أسلمة الغرب" "بيغيدا" العنصرية. وشدد على أن "معظم أنصار حركة بيغيدا لم يقرأوا حتى اليوم الدستور الألماني"، لافتاً إلى تعرض المسلمين للتمييز والعنصرية في ألمانيا.