الصراع الدائر الآن فى مصر بين المؤيدين والمعارضين لقرارات الرئيس هو فى حقيقته صراع بين العلمانيين والليبراليين والزنادقة الذين يكرهون كلمتى الإسلام أو الشريعة الإسلامية، وبين التيار الإسلامى الذى يطالب بأن تكون كلمة الله هى العليا وأن تخضع القوانين لسلطان الشريعة، وهو التيار الذى ينتمى إليه السيد الرئيس المنتخب الدكتور محمد مرسى. ومهما فعل الرئيس لترضية هؤلاء المعارضين فلن يجدى معهم أى شىء، ولن يرضيهم إلا أن يتنازل الرئيس عن حكم مصر ويقدم لهم كرسى الحكم على طبق من ذهب ويقول "تفضلوا بالهناء والشفاء". وأنا لا أعتقد أن المعارضين لقرارات الرئيس من المسلمين والوطنيين الشرفاء قد خططوا لقتل الإسلاميين المؤيدين لتلك القرارات واستعدوا لذلك بإحضار أسلحة القتل، فلا يُتصور أن تطوع لهم أنفسهم ارتكاب تلك الجريمة الشنعاء، فمن الذى قتل المسلمين إذن؟ اسمعوا ما كتبه الأستاذ محمد حلمى فى جريدة "المصريون" عدد الجمعة 7 ديسمبر فى مقال بعنوان "صباحك عسل" قال فيه: "اقترب مخطط عصابة النخبة ومذيعى التضليل والتهييج من نهايته، وبات الاقتتال وشيكاً، والوطن على حافة الحريق.. الخمر والحشيش هيَّأ لهم أنهم سوف يكونون فى مأمن، والحقيقة الحتمية أنهم لن يعثروا على ملاذ آمن، الطوفان الشعبى الإسلامى الوطنى سيقتلعهم اقتلاعاً.. وبعده سنجد من بين الغنائم دولارات وزجاجات ويسكى، وقمصان نوم "رجالى" وباروكات.. (وحَمَّالات)! هذه هى الحقيقة التى عبر عنها الأستاذ محمد حلمى.. عصابة النخبة وغيرهم الذين يدّعون أن شرعية الرئيس قد سقطت لمجرد أنهم اعترضوا على قراراته.. يا سلام.. إنهم الزنادقة أعداء الشريعة وأعداء الدين الذين يبطنون الكفر ويدّعون الإسلام، هم قادة هذه الفتنة الذين يحرضون على قلب نظام الحكم وهى جريمة تستوجب القبض عليهم ومحاكمتهم، كما حرّضوا على ارتكاب جرائم قتل وحرق مقرات لحزب الحرية والعدالة، وأمدوهم بالأسلحة وزجاجات المولوتوف، وقد سبق أن طالبنا السيد الرئيس بالقبض عليهم ومحاكمتهم أمام محكمة ثورة كما فعل الرئيس السادات عام 1971 فيما أصبح يعرف فى تاريخ مصر بثورة التصحيح، وحينئذ هب الشعب المصرى لنصرة الرئيس والشرعية هاتفاً: :طهّر طهّر يا سادات.. افرم افرم يا سادات. افعلها يا سيادة الرئيس واعلم أن الشعب كله وراءك يؤيدك ويناصرك (عدا القلّة الزنادقة المرتدون). اقبض على هؤلاء وحاكمهم ولا تخشاهم فإنهم على باطل وأنت على الحق. وعندئذ سيهب الشعب هاتفا لك: طهّر طهّر يارئيس.. افرم افرم يا رئيس.. وامض قدمًا يا سيادة الرئيس ولا تستجب للجرابيع الذين يطالبون بتأجيل الاستفتاء على الدستور أو تعديله أو إلغاء الإعلان الدستورى. إن عصابة النخبة ومذيعى التضليل والتهييج يعتبرون أنهم أصحاب الشرعية ونسوا أننا موجودون.. الغالبية العظمى الإسلامية يطالبون الرئيس بالرحيل وتغافلوا عن أننا موجودون نقف لهم بالمرصاد. إنهم ثلاثة من كلاب العلمانيين الذين يقودون هذه الفتنة، ووراءهم كلاب آخرون، مكانهم الطبيعى السجون.. ثم البدلة الحمراء.. ثم عشماوى.. وإذا كان منهم من يستقوى بالغرب، وأمريكا بالذات، فليعلموا أن الرئيس الأمريكى باراك أوباما قد أدان أعمال العنف التى قامت بها (قوى معارضة) وأسفرت عن مقتل سبعة مواطنين مصريين، كما دعا المعارضة إلى قبول الحوار الذى دعا إليه الرئيس محمد مرسى (بدون فرض شروط مسبقة)، وأعرب أوباما عن "قلقه العميق" بعد المظاهرات التى أوقعت سبعة قتلى فى مصر خلال الساعات الماضية وذلك خلال اتصال هاتفى مع الرئيس المصرى محمد مرسي، حسب ما أعلن البيت الأبيض فى بيان. وحسب بيان البيت الأبيض فإن الرئيس الأمريكى قال إنه "من الضرورى أن تضع جميع القيادات المصرية ومن كل الاتجاهات خلافاتها جانبًا والتفاهم معًا على الوسائل الكفيلة بتقدم مصر". والذى يبين ذلك أن الحكومة الأمريكية تعلم أن قوى المعارضة هى التى قتلت الإسلاميين، وأن تلك القوى الخبيثة التى هى محور الشر تضع شروطاً مسبقة للحوار الذى دعا إليه الرئيس وهو ما استنكره الرئيس الأمريكى. وأكد الرئيس أوباما أنه ينبغى على جميع القادة السياسيين فى مصر أن يعلنوا لأنصارهم أن العنف غير مقبول، وكأنه يقول يوجه هذه العبارة لثلاثى الشر والفتنة الذين نطالب بالقبض عليهم ومحاكمتهم. كما رحب الرئيس الأمريكى بدعوة مرسى إلى الحوار مع المعارضة. وقال أوباما إن الولاياتالمتحدة دعت زعماء المعارضة إلى المشاركة فى ذلك الحوار دون شروط مسبقة، مجددًا فى الوقت نفسه دعم الولاياتالمتحدة المستمر للشعب المصرى وانتقاله إلى الديمقراطية التى تحترم حقوق جميع المصريين. ونقدم لكم صورة من قلب الحقائق: فقد صرح حمدين صباحي، المرشح الرئاسى السابق، بأنه يحمّل الرئيس محمد مرسى مسؤولية أى اعتداء على المتظاهرين أمام قصر الاتحادية، وكتب صباحى فى تدوينة له عبر "تويتر"، "ثورتنا ومسيراتنا واعتصامنا سلمي.. أى اعتداء على المتظاهرين أمام قصر الاتحادية والتحرير والمحافظات يتحمل مسئوليته مرسى مباشرة". كما قال البرادعى إنه يراهن الرئيس على وطنيته!! (جريدة الوطن عدد الجمعة 7 ديسمبر). أما حبيب الصهاينة فهو كثير التشدق عن الحرية والديمقراطية التى لن تأتى على يد الدكتور مرسى. ختامًا.. إن زعماء الفتنة يخدعون الناس بالحديث المعسول.. إنها مؤامرة كبرى على مصر وعلى الرئيس وعلى الشرعية.. ولا بد للشعب أن يهب عن بكرة أبيه للدفاع الشرعى عن نفسه.