أثار قرار رئيس الجمهورية/عبد ربه منصور هادي الذي اصدره امس ونص على إنشاء اللجنة الفنية للإعداد والتحضير لمؤتمر الحوار الوطني الشامل، استياءً واسعاً أوساط قيادات في أحزاب اللقاء المشترك. واعتبرت تلك القيادات أن التمثيل التي تضمنته اللجنة استبعد القوى الفاعلة في البلاد. واعتبرت شخصيات سياسية وأكاديمية ودينية أن تشكيل اللجنة يكشف عن توجه لجعل الحوار غير مثمر وأن يخرج مؤتمر الحوار بصورة هزلية لا جدوى منه ولا يستفيد منه اليمنيون في حل قضاياهم العالقة. حيث اكدالشيخ أحمد حسن المعلم رئيس مجلس علماء حضرموت أن التمثيل التي ظهرت به اللجنة الفنية للإعداد والتحضير لمؤتمر الحوار الوطني والذي تم إقصاء القوى الفاعلة في البلاد منه، يشير إلى أن من يقف وراء هذا القرار ليس يمنياً ولا يريد الخير لليمن. وأشار إلى أن القوى الخارجية التي لا تريد لليمن الخير وتضع خططها للحوار الوطني في الإطار الذي يجعل الحوار يخرج عن مساره الذي يخدم اليمن وأهل اليمن، مؤكداً أنهم كعلماء يرفضون هذا الإقصاء في الإجراءات الأولية للحوار، يستهدف دور العلماء والقوى الفاعلة في البلاد. ووصف المعلم ذلك الإقصاء بالانحراف المتعمدمبديا إستغرابه من تمثيل هذه الحركة في الحوار وفي اللجنة الفنية للتحضير لمؤتمر الحوار رغم أنها حركة مسلحة تخريبية رفعت السلاح على النظام والشعب في آن واحد. وأعتبر الشيخ المعلم بحسب مانقلت عنه يومية "أخبار اليوم" ذلك القرار دليلاً على أن هناك توجهاً لا يريد ان يكون الحوار مثمراً. ولفت إلى أن السفير الأمريكي وسفراء الاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة يسعون إلى أن يكون الحوار في اليمن غير مثمر باليمن, حيث أن من اتخذهم اليمنيون بطانة لا يحبون الخير لهم وبالتالي فإن نتائج الحوار ستكون مؤسفة جداً وسيئة على حد رئيس مجلس علماء حضرموت. مسرحية هزيلة تعيد إنتاج النظام السابق من جهته أكد الدكتور فؤاد الصلاحي – أستاذ علم الاجتماع السياسية بجامعة صنعاء – أن تشكيل اللجنة الفنية بهذا التمثيل الذي أقصى عدد من القوى الفاعلة في البلاد وأقتصر على الحراك والحوثي والمنظمات غير المعروفة دليلٌ على أن هناك إصراراً لإخراج الحوار بطريقة هزيلة. ورأى الصلاحي أن تشكيل اللجنة بهذه الصورة يكرس استبعاد كل القوى السياسية الفاعلة في البلد ، ذلك أن اللجنة ركزت على القوى الأقل حضوراً وأقل فعالية في اليمن بحسب الصلاحي. ونوه الصلاحي إلى أن الحوار لن يكون جاداً، كون تشكيل اللجنة الفنية لإعداد وتحضير الحوار يؤكد عدم الجدية في ذلك. وقال إن القائمين على الحوار يريدون تمثيلاً هزيلاً لإخراج مسرحي على حد قوله. لافتاً إلى أن قادة المشترك التي تم تمثيلهم باللجنة هم من شكلوا انحرافاً عن مسار الثورة وهناك أشخاص تم تمثيلهم وهم خارج نطاق العمل السياسي والفاعلية من سنوات طويلة وآخرين مجهولين، إضافة إلى بعض من جاءوا إلى الثورة بشكل متأخر وذلك من باب التكتيك السياسي كونهم مدعومين حزبياً لتوزيع أدوار. وقال بأن هذا التمثيل الذي لا يشمل القوى الفاعلة ذات القاعدة في البلد، يعني أن هناك توجهات لإخراج مسرحية لمشروع حوار قد يكون جاهزاً بنتائجه من الآن ويريدون إقناع بعض الأفراد تشكيل مجموعات. وأضاف أن تشكيل هذه اللجنة بهذا التمثيل دليل على عدم الجديد في الحوار وليس لأعضائها أي فاعلية ولا حضور ولا ممثلين للساحات ولا للقوى الحقيقية في البلد من الأكاديميين والمثقفين والمجتمع المدني والقوى التقليدية، كماانه ليس هناك أي اعتبار للحراك السلمي الجنوبي وهو قوة أساسية في الحوار بل أن جزءاً رئيسياً في الحوار ستكون هذه القوة إحدى موضوعاته. وباالتالي فإن نتائج الحوار أصبحت جاهزة لإعادة إنتاج النظام السابق، لأن القائمين على الحوار يريدون من خلال إخراجهم لهذه المسرحية الهزيلة، إصباغ شرعية على ما أصبح مكسوباً لديهم بالتنسيق بين الراعي الخليجي والأمريكي. من استبداد إلى استبداد أخر من جانبه استغرب أمين عام حزب الرشاد اليمني عبد الوهاب الحميقاني استبعاد العلماء والمثقفين والسلفيين والشباب من التمثيل في اللجنة الفنية لتحضير مؤتمر الحوار. وبحسب الحميقاني فإن اليمنيين وبهذا التشكيل يكونون قد انتقلوا من استبداد إلى استبداد أخر، حيث يقوم الاستبداد على ركيزتين – من وجهة نظره – استبعاد الشركاء واستعباد الضعفاء. مشيراً إلى أن هاتين الركيزتين سواءً مارسهما فرداً أو مجموعة أو مؤسسة أو نظام فهو الاستبداد ذاته. واعتبر الحميقاني تشكيل اللجنة الفنية للحوار الوطني،بهذه الآلية يعد صورة من صور الاستبداد والاستبعاد للشركاء والإقصاء للآخرين. لافتاً إلى أنه وفي ظل المعطيات الأولية للحوار بهذا الإقصاء يشير إلى أنه لن يكون يتم التوصل إلى حوار صحيح، بل أن هذه اللجنة ستسير عرجاء إن لم تكن كسيحة وإن وصلت لن تصل بحمولة نافعة إلى الحوار الوطني. وأستطرد الحميقاني : إن كان هناك حوار فإنه سيكون بين أعضاء اللجنة الفنية التي تم تشكيلها مساء أمس ولن يكون هناك حوار بين الآخرين وأكد في هذا السياق أن السلفيين لن يحضروا ما طبخه الحوثيون لهم دون أن يشاركوا في الإعداد والتحضير لهذا الحوار.. وعاتب الحميقاني رئيس الجمهورية مخاطباً الرئيس هادي بأنه أب للجميع ورئيس للبلاد وليس رئيساً لحكومة الوفاق ولفرقاء المبادرة الخليجية بل رئيس لكافة اليمنيين الذي كان يجب أن تمثل هذه اللجنة كل اليمنيين طالما صدرت بمرسوم رئاسي لها أن يقتصر التمثيل فيها لفئات معينة لم يوكل إليها تمثيل اليمن بكل شرائحه وفئاته. إنعدام الرغبة لإنجاح الحوار إلى ذلك اعتبر القاضي/حمود الهتار-وزير الأوقاف والإرشاد السابق وعضو مجمع البحوث الفقهي بالأزهر الشريف- قرار رئيس الجمهورية الذي قضى أمس بإنشاء اللجنة الفنية للإعداد والتحضير لمؤتمر الحوار الوطني الشامل، وتحديد مهامها واختصاصاتها.. اعتبر ديباجة القرار ومهام اللجنة تعبر عن إرباك وحالة نفسية سيئة لدى معد القرار ومصدره. واستهجن القاضي/حمود الهتار في اتصال مع يومية "أخبار اليوم" مساء أمس إقصاء الأكاديميين والمثقفين والعلماء والتجار والمشائخ والعسكريين والعمال من اللجنة التحضيرية لمؤتمر الحوار الوطني. معتبراً ذلك أمراً مرفوضاً ولا يبشر بخير.. ويبدو أن معرفة القائمين على إصدار القرار بالشعب محدودة.. وقال( إن القرار من باب إسقاط الواجب ولا يعبر عن وجود رغبة لإنجاح الحوار). وعن مكمن الخلل في قرار تشكيل اللجنة التحضيرية طالب الهتار بمراجعة الديباجة والمهام.. وقال"ستلاحظ ركاكة الألفاظ والمهام والتكرار والتناقض ويمكن قراءة الخمسة الأسطر الأخيرة من الديباجة والمواد"5,4,3,2″ وسترى حقيقة الركة والتناقض الذي شاب القرار".. مضيفاً:(ولك أن تفسر عبارة "تضمن اللجنة" التي وردت في المادة الثالثة مرتين ..ماذا تعني لغة وشرعاً وقانوناً؟). وعلق القاضي/ حمود الهتار-على القرار في صفحته على موقع التواصل الاجتماعي- الفيسبوك بالقول:(أجمل ما في قرار رئيس الجمهورية بتشكيل اللجنة الفنية للإعداد والتحضير لمؤتمر الحوار هي الأسماء التي وقع عليها الاختيار, أما ديباجة القرار ومهام اللجنة فإنها تعبر عن إرباك وحالة نفسية سيئة لدى معد القرار ومصدره).