أفادت الشبكة السورية لحقوق الإنسان، الأحد، بارتفاع عدد القتلى برصاص قوات الأمن والجيش النظامى إلى 95 شخصا معظمهم بدمشق وريفها وحمص. ذكرت ذلك قناة الجزيرة الفضائية الليلة، دون ذكر المزيد من التفاصيل. كان المرصد السورى لحقوق الإنسان قد أعلن، فى وقت سابق، مقتل 16500 شخص جراء أعمال العنف التى تشهدها البلاد منذ بدء الاحتجاجات قبل 16 شهرا، مشيرا إلى أن نحو 70% من القتلى مدنيون. من جانب أخر قال نشطاء سوريين إن الاشتباكات التي تجري في دمشق بين القوات الحكومية والمسلحين بعد دخول مجموعات من الجيش الحر قادمة من مدن متعددة وأنها أعنف معارك من نوعها في العاصمة منذ بدء الثورة. وخاض مسلحو الثورة السورية قتالا ضاريا مع القوات الحكومية في أحياء فقيرة بدمشق يوم الاحد في بعض من اعنف الاشتباكات أثناء النهار داخل حدود المدينة حتى الآن. وقال النشط سمير الشامي الذي تحدث إلى رويترز من دمشق إن القتال ما زال مستمرا في حي التضامن في جنوب العاصمة بعد معارك متواصلة طوال الليل في حي الحجر الاسود القريب. وقال إن دوي اطلاق النار يتردد بكثافة والدخان يتصاعد من المنطقة واضاف هناك بالفعل عدد من الجرحى وان السكان يحاولون الفرار من المنطقة وعرض لقطات حية للدخان يتصاعد فوق مباني الحي. وقال نشطاء إن انفجارا استهدف حافلة لقوات الامن في دمشق يوم الاحد فأصاب عدة اشخاص بجروح وقال سكان انهم سمعوا انفجارا قويا اعقبه دوي لابواق سيارات الاسعاف التي هرعت باتجاه الطريق الدائري بجنوبدمشق قرب حي الميدان. وفي سياق متصل اكدت صفحة الثورة السورية –أول صفحة دعت للثورة- أن انشقاقات كبرى تحدث حاليا في الجيش السوري التابع للنظام الاسدي خاصة الحرس الجمهوري . كما تواترت الانباء عن اغلاق مطار سوريا الدولي واشتباكات عنيفة في أحياء العاصمة السورية "دمشق" هي الأعنف منذ اندلاع الثورة السورية كما تم حرق مقر امن الدولة الرئيسي بدمشق بعد اشتباكات ومحاولة اقتحامة من قبل الثوار. سكان «التريمسة» يروون لحظات الرعب ووعلى الصعيد السوري أيضا روى سكان التريمسة امام الزوار وهم يجولون على منازل مدمرة او متفحمة لا تزال ارضياتها مغطاة ببقع الدم، لحظات الرعب التي عاشوها وأدت حسب ناشطين إلى مقتل نحو 150 من ابنائها بعد أربعة أيام على الهجوم الذي استهدف بلدتهم. وفتح احد سكان البلدة امام عدة اشخاص باب خزانة في منزل متفحم وقال "لقد اختبأ شاب في هذه الخزانة، وعندما كشف الجنود مكانه قتلوه بكل دم بارد". ولا تزال آثار بقعة دم ظاهرة تحت الخزانة مع ان لونها مال الى السواد نتيجة الحريق الذي التهم المنزل، وقد احرق ما بين 20 و30 منزلا في هذه البلدة اضافة الى مدرسة في الهجوم الذي شنه الجيش الخميس واوقع نحو 150 قتيلا حسب المرصد السوري لحقوق الانسان. وقال الرجل الذي قاد مرافقيه الى منزل عائلة اليونس مصطفى المعروفة بدعمها للجيش الحر "في هذا المنزل تم ذبح عدد من الاشخاص". وداخل المنزل لا تزال عدة جثث متفحمة ملقاة على الارض رغم مرور ثلاثة ايام على الهجوم الذي وصفته المعارضة مع قسم من المجتمع الدولي ب"المجزرة". وخارج المنزل شوهدت بقايا بشرية وقد تطايرت بسبب انفجار قنابل يدوية، اما الحمام الموجود خارج المنزل فبدا غارقا بالدماء التي غطت جدرانه وارضيته. ويؤكد السكان لمراسل فرانس برس ان المهاجمين هم من الشبيحة الذين استخدموا ايضا السلاح الابيض في هجومهم كما اقتادوا معهم عددا من الاشخاص بعد اعتقالهم. ويروي السكان ان الدبابات استهدفت المنازل بقذائفها قبل ان يدخل الشبيحة لنهبها واحراقها. وقال المراقبون الدوليون بعد زيارة البلدة السبت انه يبدو ان الهجوم "استهدف منازل محددة غالبيتها لمنشقين وناشطين" من المعارضة الا انهم اوضحوا ان حصيلة الضحايا "لا تزال غير مؤكدة". وشدد المراقبون على ان "انواعا عدة من الاسلحة استخدمت بينها المدفعية وقذائف الهاون والاسلحة الخفيفة" في خرق لخطة الموفد الدولي والعربي كوفي انان التي قضت بسحب الاسلحة الثقيلة من التجمعات السكانية. ويؤكد بعض الشهود في التريسمة ان البلدة تعرضت لقصف جوي ايضا. وكان الناطق باسم الخارجية السورية جهاد مقدسي قد اكد في مؤتمر صحافي عقد الاحد في دمشق ان الاحداث التي شهدتها البلدة "ليست مجزرة". وقال إن العملية التي قام بها الجيش "ليست مجرزة او هجوما من الجيش على مواطنين" بل عبارة عن "اشتباك بين الجيش وجماعات ارهابية مسلحة لا تؤمن بالحل السياسي". ولفت مقدسي إلى أن قوات حفظ النظام "لم تستخدم الطائرات ولا الدبابات ولا المدفعية" في مهاجمة التريمسة، معتبرا ان "كل كلام عن استخدام اسلحة ثقيلة في الهجوم على التريمسة عار عن الصحة". وقال إن "خمسة مبان فقط هي التي تعرضت للهجوم من قبل قوات حفظ النظام"، مشيرا إلى أن "الاضرار" في البلدة "اقتصرت على هذه المباني فقط التي اتخذها المسلحون مراكز للقيادة". وفي منزل مدرس اللغة الانكليزية محمود درويش لا تزال بقع الدماء ظاهرة على الارض. ويؤكد السكان ان الجثث اخرجت من هذا المنزل بالعشرات بعضها قضى ذبحا وبعضها الاخر بالرشاشات او القنابل اليدوية. اما مستشفى البلدة المتواضع فتعرض لاضرار جسيمة وبدا انه كان مستهدفا بالقصف. وترك المهاجمون على جدران البلدة تحذيرات واضحة قبل انسحابهم مثل "بشار هو الرئيس او البلاد الى الحريق" و"انتم فئران ونحن اسود". وفي المقبرة الرئيسية للبلدة حفر السكان على عجل نحو اربعين حفرة قبل يومين لدفن القتلى واكدوا انهم وضعوا ثلاث جثث في كل حفرة، حتى ان الحفر لا تزال بدون شواهد ولا اسماء. وفي مقبرة اخرى اكد احد السكان ان مئة جثة دفنت فيها. ويؤكد المرصد السوري لحقوق الانسان ان القصف والمعارك في التريمسة اوقعت اكثر من 150 قتيلا بينهم عشرات المقاتلين من المعارضة. واوضح ايضا ان بعضهم "اعدم" او قتل بينما كان يحاول الفرار في حين تم احراق نحو ثلاثين جثة.