المعركة على أرض سورية لم تعد معركة شعب خرج يطالب بحريته، بل أصبحت معركة شعب يدافع عن عقيدته، كل ما نراه الآن هو صراع بين فئتين ، فئة تقاتل في سبيل الله وأخرى كافرة، فأما الذين يقاتلون في سبيل الله فهؤلاء فُرضت عليهم معركة لم يكونوا مخططين لها وأغلبهم كان سابقاً، مقصّرين في أداء بعض فروضهم التي أمر الله بها، ولكن مفعمين بعقيدة راسخة في حب الله والخوف من غضبه. وأما الذين يقاتلون في سبيل الطاغوت، في سبيل أعلاء كلمة الباطل، فهؤلاء أصحاب العقائد المزيفة والتي يسعون إلى فرضها على الشعوب بالقوة أو بشراء النفوس الضعيفة، لاتباعها فبالنسبة إلى الفئة الكافرة الفاجرة مثل روسيا والصين، نزلوا إلى ميدان المعركة بوجه قبيح تدل تعابيره على الحقد من أهل السنة أصحاب العقيدة المعتدلة التي لوتُركت دون محاصرتها، لانتشرت بسرعة وسهولة لأنها واضحة وجلية ليس فيها لبس ولاغموض، ولكن أهل الخبث والنفاق يعلمون هذه الحقيقة لذلك هاجموها في بقاع الأرض قاطبةً، فمجازر روسيا في الشيشان وسربرنيتسا لازالت لم تمحى من ذاكرة الشعوب وأيضاً مجازر الصين بالمسلمين في إيغور كانت ولا زالت، ويتسترون بحرية الأديان في بلدانهم ولكن هذا مجرد هراء لا أساس له على أرض الواقع. أما ايران فرغم العمائم والعباءات إلا أنهم يخبئون كراهية لم تكن مكشوفة سابقاً كما هي مكشوفة الآن من أهل السنة، تستروا بحب آل البيت إلى درجة التأليه، وساعدهم في نشر عقيدتهم الباطلة، غنى بلادهم بالنفط، فاستغلوا هذا المال في بناء حسينياتهم ومراكزهم الثقافية لنشر أباطيلهم وخرافاتهم وتوزيعها في البلاد التي فتحت أبوابها لهذا المد الشيعي المدمر، الذي يؤمن بعقيدة فاسدة مهلهلة مجرمة التي تدعو إلى قتل الآخر لمجرد مخالفتها بالعقيدة، ويطعنون بأهل السنة كلما سمحت لهم الفرصة وأما العلويون أو ما يسمى بالنصيرية فهؤلاء من يتفاجىء المرء بهم، وهل كنا مغفلين عندما اعتبرنا هؤلاء أخوة الوطن، كنا نرى الفساد المستشري في أركان الدولة ومؤسساتها ، كنا نسمع عن الانحلال الأخلاقي بين الموظفين في كثير من المؤسسات إلا مارحم ربي ، لكن فوجئنا بحجم الحقد والإجرام الذي فاق كل تصور، كل انسانية، والتي لم تعرفه البشرية لا في التاريخ البعيد ولا القريب، مما دفع بالبعض منا للسؤال عن خلفية هؤلاء المجرمون النصيريون، العقائدية، وبالرجوع إلى كتبهم وكتب المؤرخين وأهل العلم، وجدنا تاريخ أسود يعري هذه الطائفة الخبيثة التي كادت عبر الماضي وإلى اليوم مكائد ضد المسلمين السنة، وكأن جيلهم الآن يتابع إجرام آجداده وأسلافه، وفوق كل هذا مستعدون للتحالف مع المشركين واليهود والنصارى والمجوس والشياطين في سبيل تحقيق مآربهم الساسية والسيادية، لقد فضحت الثورة في سوريا خلفيات الدول عامة والنظام خاصة، وأظهرت كم كان التآمر على سوريا كبيراً، منذ الانتداب الفرنسي وإلى الآن، عندما سُمح لهؤلاء المجرمون بالوصول إلى كرسي الحكم، وأُعطوا كل الدعم من اسرائيل وحليفتها أمريكا والأوربيين وبمباركة من نظم دكتاتورية مستبدة زُرعت في الوطن العربي لتكرس الهيمنة والسيطرة على الشعوب حتى لا تقوم لهم قائمة والآن بعد كل ما يجري في سوريا وبعد ما توضح لنا من الحقائق والأمور التي كنا نجهلها، أكاد أجزم أن كل صراعات المنطقة في السنوات القادمة هي صراعات على كسر الإرادات، بمعنى أن أصحاب العقيدة السليمة من أهل السنة سيتعرضون إلى حروب إما معلنة وإما مخفية، مع أصحاب العقيدة الفاسدة المحرفة التي لا رصيد لها من الايمان الصحيح ، وطبعاً ستحاول كل فئة تثبيت أركان عقيدتها وكسر الآخر، ولكن وَعَدَ الله وتكفل بحماية دينه وكتابه وسنة نبيه قال تعالى:( إنّا نحن نزلنا الذكرى وإنّا له لحافظون) الحجر/9 .