تسببت العاصفة القوية التي تضرب الشرق الأوسط منذ أربعة أيام في مقتل عشرة أشخاص وفقدان 11 آخرين على الأقل ما يجعل من ظروف حياة اللاجئين السوريين اكثر صعوبة لا سيما في لبنان. وتتعرض كل لبنان والأردن وسوريا وفلسطين ومصر لأسوأ عاصفة ثلوج وأمطار صاحبتها رياح عاصفة تسببت في قطع الطرقات، وحاصرت مئات آلاف السكان وسط تدني درجات الحرارة إلى ما دون الصفر مع موجات صقيع. وتسببت الأمطار والعواصف في شبه شلل في حركة النقل والتنقل وسط أنباء عن سقوط قتلى، لا سيما في رام الله، جراء الظروف الجوية الاستثنائية. وأطلقت بعض التسميات على العاصفة الثلجية غير المسبوقة منذ عشرات السنين، والتي تضرب عدة دول شرق أوسطية، مثل "العروس" في لبنان و"ضحى" في الأردن. ففي لبنان وصلت "العروس" بردائها الأبيض الذي غطى معظم المناطق اللبنانية، ولكنها حصدت في طيات ثوبها ستة قتلى وعدداً كبيراً من الجرحى. كما عزلت معظم المناطق بثلوجها التي امتدت من قمم الجبال حتى المناطق الساحلية. وفي دمشق، ساهم تساقط الثلوج بغزارة في إقفال الطرق الرئيسية في العاصمة، كما في عدد من المحافظات يعاني السكان من البرد القارس وخاصة في ظل أزمة المحروقات الخانقة التي تشهدها البلاد. وفي المملكة الأردنية، قطعت الطريق الرئيسية بين عمّان ومنطقة الزرقاء شمالاً بعد أن وصل منسوب المياه إلى متر في بعض المناطق. كما تراكمت الثلوج في شمال وجنوب الأردن. وحذرت مديرية الأمن العام الأردني المواطنين من الخروج من منازلهم إلا في حالات الضرورة القصوى نتيجة للظروف الجوية الاستثنائية. وشهد قطاع غزة تساقطاً خفيفاً للثلوج وسط استمرار انخفاض درجات الحرارة. وأدى تساقط الأمطار إلى فيضانات وسيول أغرقت ما يزيد على ثلاثين منزلاً في مدينة رفح. وبلغت حصيلة الأمطار أعلى معدل لها منذ عشر سنوات، بحسب وزارة الزراعة في الحكومة المقالة. هذا وتم العثور على جثتي فتاتين فلسطينيتين قرب طولكرم شمال الضفة الغربية، بعد أن جرفتهما السيول التي تجمعت نتيجة الأمطار الغزيرة والمستمرة منذ أيام، بحسب ما ذكر مراسل قناة "العربية" في القدس زياد حلبي. وأضاف أن هناك مئات البيوت التي تضررت بسبب سوء الأحوال الجوية. وفي لبنان قضى شخصان الاثنين في حوادث سير جراء رداءة الطقس وقتل طفل يبلغ من العمر ستة أشهر بعد ان جرفته السيول نحو البحر في وسط البلاد. وهذه الظروف المناخية تصعب من ظروف حياة اللاجئين السوريين. وقالت سيسيل فاردو، مسؤولة العلاقات الخارجية في مفوضية الاممالمتحدة لشؤون اللاجئين في لبنان، ان المفوضية استنفرت منذ الاحد للاستجابة لكل الحالات الطارئة. واضافت "مع هذا الطقس العاصف، باتت الملاجىء مهددة ومع تساقط الثلوج في البقاع (شرق) باتت الناس في حاجة ماسة الى المساعدة"، مشيرة الى "اننا نقوم اليوم بنقل العائلات التي دخلت المياه الى اماكن اقامتها في الشمال". وتقيم النسبة الكبرى من النازحين السوريين الى لبنان في الشمال والبقاع، وغالبيتم لدى عائلات او في منازل اقارب لهم، بينما يقيم ما بين ستة وسبعة آلاف منهم في خيم. وأضافت "نتلقى يوميا اتصالات من شركائنا على الارض، اضافة الى التنسيق مع وزارة الشؤون الاجتماعية والبلديات"، متوقعة ان "تزداد الامور سوءا. ما زلنا في بداية الشتاء".