يشهد العالم موجة عنيفة من الطقس السيء لم تعشها بعض الدول منذ عشرات السنين وخلفت موجة البرد المصحوبة بالأمطار والسيول والثلوج والعواصف خسائر بشرية واقتصادية فادحة. ففى الاردن شهدت مختلف مناطقها اليوم ولليوم الثاني على التوالي تساقطًا كثيفًا للثلوج وتراكمها على الطرق الرئيسية والفرعية مما أدى إلى توقف شبه تام لحركة المواصلات داخل المدن والقرى. وقال الأمن العام الأردني في بيان اليوم إن مناطق جنوبالأردن مثل رأس النقب ووادي موسى والبتراء باتت مغلقة ومعزولة عن باقي المناطق بسبب تراكم الثلوج. وأدى تساقط الثلوج إلى إلحاق أضرار كبيرة بشبكات الكهرباء والماء والهاتف مما أدى إلى تعطلها وانقطاعها بصورة تامة. وفى مصر تسببت الامطار الغزيرة وسوء الاحوال الجوية في تعطل قطارات الوجهين القبلي والبحري ،وتأخرها بالساعات كذلك تأخر وصول ركاب إلى مطار القاهرة وعدم لحاقهم برحلاتهم بسبب غرق الطرق بمياه الامطار، وخلفت الامطار نحو 11 قتيلا و25 مصابا في حوادث سير مختلفة بالاضافة الى إغلاق مواني السويس والأدبية والزيتيات وبور توفيق بسبب ارتفاع الأمواج لأكثر من ثلاثة أمتار، وسرعة اتجاه الرياح مما أدى لصعوبة استقبال السفن وتعيش مدينة الاسكندرية أسوأ موجة امطار أدت الى غرق مناطق بأكملها بالمياه. كما أدى الطقس السيئ والأمطار الغزيرة التي لم تشهدها منطقة شبة جزيرة سيناء منذ عشرات السنين وكذلك هطول الأمطار على الحدود مع غزة التي تعاني من الصقيع إلى انهيار عشرات الأنفاق على الشريط الحدودي بين مصر وغزة وكذلك هدم بعض منازل رفح المصرية وتصدعها بفعل المياه. وتضررت الاراضي الفلسطينية بشدة من موجة الطقس السيئ حيث تسببت أسوأ عاصفة ثلجية منذ 20 عاما في توقف وسائل النقل العام واغلاق الطرق والمدارس (الخميس) بالقدس ومنطقة شمال الاراضى المجتله الواقعة على الحدود مع لبنان. وأعلنت مصادر الدفاع المدني الفلسطيني انه تم العثور على جثتي فتاتين فقدتا بعد ان جرفتهما السيول في بلدة/عنبتا/ في طولكرم شمال الضفة الغربية ،وكانت العاصفة الجوية التي تسود فلسطين منذ أربعة أيام قد اشتدت بشكل عنيف ليلة امس حيث اصيب أكثر من 500 مواطن، وغرق أكثر من 400 منزل بالسيول الجارية، في محافظات الضفة الغربية. وأضاف التقرير أنه جرى إنقاذ أكثر من 300 مواطن بمحافظة طولكرم، وتم تسجيل أكثر من 120 إصابة في جنين، وغرق 130 منزلا، وإنقاذ 6 أطفال في منطقة جبع وعنزة،و تم إخلاء 50 منزلا وإنقاذ 23 مواطنا من السكان في محافظة طوباس جراء الفيضانات والسيول، وبلغ عدد المصابين في محافظة سلفيت وقلقيلية 40 شخصا إضافة إلى إخلاء أكثر من 100 منزل، وفي رام الله وأريحا تم إنقاذ أكثر من 30 مواطنا، إضافة إلى إخلاء 20 منزلاً. وتسببت عاصفة البرد التي تضرب لبنان منذ الاثنين الماضي، في وفاة ثلاثة أطفال ورجل من النازحين السوريين ،وكانت احصائية الدفاع المدني بمديرية قوى الأمن الداخلي، قد أعلنت عن وفاة 6 أشخاص، وإصابة أكثر من 50 آخرين جراء موجة البرد القارس التي تمر بها لبنان حاليا. ولا تزال العاصفة الباردة التي ضربت لبنان تتواصل ، حيث تتساقط الثلوج على ارتفاع 500 متر وما فوق في محافظة جبل لبنان، الأمر الذي أسفر عن قطع الطرقات بالكامل، وعزلت القرى وألحقت أضراراً جسيمة بالمزروعات في البقاع الغربي، في الوقت الذي لامست فيه الثلوج شاطئ البحر في منطقة البترون مقاربة مستوى ال 300 متر. وصعبت الاحوال المناخية كذلك من ظروف حياة اللاجئين السوريين،وقالت سيسيل فاردو مسؤولة العلاقات الخارجية في مفوضية الامم المتحدة لشؤون اللاجئين في لبنان، ان المفوضية في حالة استنفار لتلبية كل الحالات الطارئة حيث باتت مخيمات اللاجئين في لبنان مهددة بالانهيار. ومع تساقط الثلوج في البقاع يتم نقل العائلات التي دخلت المياه الى اماكن اقامتها الى مناطق اكثر امناً. والأمر ذاته على الحدود التركية والعراقية ومخيم الزعتري بالاردن،ووسط النزاع المستمر منذ 21 شهرا، تعاني مناطق واسعة في سوريا من نقص في مادة المازوت، تزامنا مع حرمان السكان الذين يواجهون بردا قارسا، وانقطاع التيار الكهربائي ساعات يوميا. فيما يتأهب العراق لاستقبال موجة جديدة من العواصف الثلجية ووجهت الحكومة بمضاعفة الجهود بعد ورود انباء عن موجة البرد التي سيشهدها العراق خلال الايام المقبلة،وان تكون جميع فرق الصيانة على استعداد تام لمواجهة مثل هذه الظروف. وشهدت منطقة تبوك شمال المملكة العربية السعودية هطول أمطار غزيرة صاحبها تساقط للثلوج،في كل من جبل اللوز والظهر الشمالي ومركز علقان والطفحة والنقيرة والغصن وشهدت المنطقة حوادث مرورية ناجمة عن سوء الأحوال الجوية، خلفت وفاتين وخمس إصابات. وفي روسيا أدت موجة البرد القارس إلى مقتل ثمانية أشخاص خلال الساعات ال 24 الأخيرة ،ونقل عن مصادر طبية في موسكو قولها إن الموجة حصدت ارواح 135 شخصًا منذ بدئها ،كما شهدت درجات الحرارة في موسكو انخفاضًا وصل إلى ما دون ال 30 درجة مئوية تحت الصفر خلال الليل. وتصاحبت موجة البرد مع ما اعلن عنه في مدينة بوسطن عاصمة ولاية ماسشوسيتس الامريكية من تفشي نوع من مرض الانفلونزا يصل الى حد وفاة المصابين به ،وقد أودت حتى الآن بحياة 18 شخصا كما ذكرت وسائل اعلام امريكية أن 44 ولاية على الأقل حتى الأن أبلغت عن تفش واسع للأنفلونزا. وفى المقابل تعاني استراليا من قيظ الحر وحرائق الغابات بسبب ارتفاع درجة الحرارة لمعدل غير مسبوق حيث تجتهد فرق الإطفاء في جنوب شرقي أستراليا للسيطرة على الحرائق قبل ارتفاع درجات الحرارة وهبوب الرياح مجددا،ولا يزال 120 حريقا مشتعلا في نيو ساوث ويلز على مساحة 300 ألف هكتار من الأراضي، مما أدى إلى نفوق آلاف المواشي. وقد ساعد انخفاض درجات الحرارة - المؤقت - على تقدم عمليات الإطفاء، ولكن خبراء الأرصاد الجوية يتوقعون موجة حر جديدة في نهاية الأسبوع. وقد دمرت الحرائق عمارات في نيو ساوث ويلز، وفكتوريا وتاسمانيا،وانتقلت موجة الحرارة إلى الساحل الشرقي في كوينزلاند، حيث اندلع حريق في غابة بجزيرة بريبي، شمالي مدينة بريسبان.