الإستنتاجات من خلال الاطلاع على بيانات الصندوق الأسود أتضح الآتي : أ . بعد قيام الطيار بتنفيذ الدوران الثالث وعند خروجه من تنفيذ الدوران باتجاه 60 درجة لوحظ أن الجنيحين الأيمن والأيسر تحركا بصورة مفاجئة وغير منتظمة كلاهما الى الأعلى في وقت واحد حيث بلغ حركة الجنيح الأيسر 9.6 درجة والأيمن 3.1 للأعلى وتعتبر هذه الحركة غريبة ومخالفة لايروديناميكا الطيران لجميع أنواع الطائرات وبالتالي إثناء قيام الطيار بإنزال القلابات لوحظ ان وضعية احد الجنيحين أعلى من الأخر حيث كان الجنيح الأيمن 12.3 والأيسر 4.3 درجة إلى الأعلى ومع بدء خروج القلابات قامت الطائرة فجاءه بتنفيذ دوران حاد بشده الى جهة اليمين من زاوية 2.9 درجة حتى زاوية 84 درجة خلال فترة زمنية 2.30ثانية وتعتبر هذه الفترة الزمنية قصيرة جداً لتنفيذ هذا الميلان الكبير باعتبار العجلات نازلة وهذاما يدلل بان القلابات لم تنزل جميعها في وقت واحد بل نزل القلاب الخارجي الايسر قبل القلاب الخارجي الايمن بالاضافة الى وضع حركة الجنيحات إلى الأعلى كانت السبب الرئيسي للميلان السريع باتجاه اليمين وما يؤكد ذلك الوضع المتفاوت في مقدار خروج السلندرات الخاصة بالقلابات بين اليمين واليسار حيث كان مقدار خروج احدها 13,5 والآخر 16 ملم وذلك موضح في الصور المرفقة . ب. ان دخول الطائرة بصورة مفاجئة وسريعة في الدوران لليمين خلال 2.30من الثانية لم يتمكن الطيار من استيعاب الحدث ورد الفعل المباشر نتيجة لزيادة الميلان السريع المفاجئ وما يؤيد ذلك عند استعراض اللجنة لقراءات جهاز المراقبة الموضوعية الذي احضره الخبير المصنعي للتحليل الموضوعي وبين لنا بان حركة كلا الجنيحات كانت للأعلى والتي يجب ان تكون حركتها عكسية احدها للأسفل والأخر إلى الأعلى كما بين لنا أن الطائرة نفذت ميلان سريع باتجاه اليمين أكثر من 90 درجة خلال زمن اقل من ثانيتين كما هو موضح في تسجيل الفيديو الذي تم التقاطه من شاشة جهاز الكمبيوتر الشخصي التابع للمصنع مما يؤكد نزول أحد القلابات قبل الآخر وعزز قناعات اللجنة بصحة النتيجة التي وصلت إليها. ج. على الرغم من زيادة الميلان الى 84 درجة بعد انتهاء نزول القلابات بصورة كاملة علماً أن هذا الوضع للطائرة لا يحقق قوة رفع ايرودينامكي كافي لتجاوب الطائرة السريع للعودة إلى وضع الأفق كما إن الارتفاع الحقيقي كان حوالي 250 متر عن سطح الأرض إلا أن الطيار حاول اخراج الطائرة من الميلان حتى 70درجة وقام بتزويد دوران المحرك وسحب العصى نحوه إلى 21.9درجة حتى وصلت زاوية الهجوم الى27.5درجة وبعدها بنصف ثانية زادت زاوية الهجوم الى 32.8درجة مما ادى الى زيادة زاوية الميلان الى اليمين الى108 درجة مع تناقص الارتفاع كما قام الطيار بتقليل الميلان مع زيادة دوران المحرك الى95.2 وتقليل زاوية الهجوم إلى 3.3 درجة مما يدل على انه كان هناك محاولات من الطيار لإخراج الطائرة من هذه الوضعية الحرجة وتجنب القذف بالكرسي وضحى بنفسه وهو يحاول إخراج الطائرة حتى آخر لحظة إحساسا منه بالواجب والمسؤولية الوطنية والاخلاقية والانسانية واستمرت محاولاته حتى اصطدم بالأرض . د. من خلال الاستماع إلى أقوال شهود العيان ومطابقتها مع بيانات الصندوق الأسود والملاحظات المدونة التي ظهرت على الطائرة رقم (2224 )موضوع الكارثة وفحص الحطام تستنتج اللجنة أن السبب الرئيسي للكارثة خلل فني مصنعي في حركة الجنيحات حيث تحرك كلاهما إلى الأعلى وكان تحرك الجنيح الأيمن الى الاعلى بنسبة 12.3 درجة والجنيح الأيسر الى الأعلى بنسبة 4.3 درجة في لحظة أنزال القلابات مما ادى الى خلل أيروديناميكى أثر بشكل واضح على استقرارية القيادة العرضية للطائرة خارجة عن أرادة الطيار . التوصيات: نظراً لكون السبب الرئيسي لكارثة الطائرة وفقاً لاستنتاج اللجنة سبباً فنياً مصنعياً وبناءً على مجمل أعمال اللجنة المكلفة بالتحقيق توصي اللجنة بالاتي : - . إعادة النظر في العقد المبرم مع الشركة ووقف استلام الطائرات المتبقية ما لم تتوفر كل شروط وضمانات السلامة وفق شهادات رسمية صادرة عن مكتب التصميم . - . مراجعة العقد المبرم بين الشركة ومصنع التعمير ومعرفة جميع بنود التعمير. - . أن تتحمل الشركة الضامنة كافة التعويضات ( الطائرة ، الطيار ، وما أصاب المواطنين من أضرار مادية وبشرية ومعنوية وفقاً لتقارير اللجنة . - . تعويض المتضررين من نتائج الكارثة من قبل الجهات لمختصة . -. في حال عدم قبول الشركة الضامنة للنتائج التي توصلت إليها اللجنة فانه يمكن إشراك طرف ثالث لتحديد أسباب الكارثة وتتحمل الشركة الضامنة كلفة نفقات الطرف الثالث الذي سيتم التراضي علية من الطرفين . -. فحص جميع الطائرات في جميع ألوية الطيران وإجراء الفحوصات والصيانات حسب الوثائق الفنية. -. تكثيف الدروس النظرية والعملية للطيارين والفنيين خاصة ما يتعلق بأنظمة ولوائح الطيران والسلامة ونظريات الطيران مع إجراء الاختبارات الدورية التقييمية . - . رفع مستوى التامين الملاحي للطيران . - . سرعة إجراء الفحوصات الطبية الدورية للطيارين حسب ما هو معمول به في جميع دول العالم . -. تحسين المستوى المعيشي للطيارين والفنيين في القوات الجوية والدفاع الجوي . - . تنفيذ توجيهات الأخ رئيس الجمهورية المتضمنة نقل الأسراب التدريبية والطيارين اللذين لم يكملوا المستوى الأول ولازالوا تحت التدريب إلى مطار الحديدة . - . التنسيق مع الجهات الأمنية و الإعلامية والمجالس المحلية لتوعية المواطنين بضرورة تجنب التجمع في أماكن وقوع الكوارث والحوادث الجوية لما يمكن أن يؤثر ذلك على سلامة المواطنين وسهولة إنقاذ المتضررين ويعرقل إجراءات التحقيق ويجب إن يكون ذلك في خطة الطوارئ للدولة . -. عمل شهادات تقدير وشكر لكافة من ساهموا في عمليات الإنقاذ والإخلاء الناتجة عن الكارثة .