في ليبيا أقر المؤتمر الوطني قانون العزل السياسي الذي يمنع رموز النظام السابق من المشاركة في المواقع الحكومية وذلك حماية للثورة من التلوث وحتى لاتعود حليمة من الباب أو من الطاقة، وهذا لا يعني بأية حال تجريم كل من شارك في النظام السابق ولكنها مجرد عملية حماية احتياطية لحماية التغيير، خاصة والمتوغلين في النظام السابق يكونون أقدر على الاختراق بحكم وجودهم الطويل ولا شك أن بعضهم سيئون للغاية بل أن السيئين هم من يسعون للتلون والحصول على مناصب جديدة لممارسة هوايات الخراب و«الطبع غلب التطبع» … هناك شخصيات محترمة في النظام السابق لكن هذا الاحترام وهذه الوطنية تجعلهم يساهمون في ترسيخ مبدأ «العزل السياسي» ولوكان يشملهم من أجل الحفاظ على نظافة الجديد وسيتحول معظمهم الى خبراء ومراقبين، هذا ما يقوله أصحاب الثورة الليبية الذين يبدو أنهم سينجحون في حماية مستقبلهم لأنهم يضعون اعتبارات المصلحة الوطنية فوق الأشخاص، ولقد بدأ رئيس الوزراء الليبي فعلاً الإعلان عن تغيير وشيك في وزارته لأن بعض الوزراء ينطبق عليهم قانون «العزل السياسي» … نحن أعطينا حصانة للقتلة وهذا أمر لا غبار عليه طالما يحفظ دماء اليمنيين لكن أن يزاحم هؤلاء المحصنون للعودة فهذه هي الفضيحة والكارثة والخيانة.. الأصل كل من شملته الحصانة معزول سياسياً وإلا ما معنى «الحصانة» هنا لن تكون إلا أخت الحصان؟ …هل نستطيع أن نكمل هذا بالتفكير الجاد بعمل«قانون العزل السياسي» على رموز النظام السابق الذين وطدوا النظام وساهموا في الفساد والخراب أوكانوا شهداء زور فيه دون أن يكون هذا العزل بالضرورة إدانة فهو إجراء يندرج تحت استحقاقات الثورة والدماء التي سالت ولايعني محاكمة أو إدانة وهو سيشمل شخصيات نظيفة ينطبق عليها المنصب أو المدة الزمنية وهم لن يهلكوا بل سيأخذوا إجازة واستراحة لهم وللوطن الذي اتعبوه ويتهيئون مجدداً للعودة بما يعني عودة الثورة واستمرار القلاقل..كنت أتمنى أن تملك بعض الشخصيات الشجاعة ويعلنوا استقالتهم من أجل خاطر الشعب اليمني ويتبنوا خطة استقرار وحسن نية من ضمنها قانون «العزل السياسي» لمدة عشر سنوات ولو على مناصب معينة تبدأ من الرئيس ورئيس الوزراء إلى الوزير ومنصب المحافظ مثلاً على الاقل لكل من شارك في النظام السابق، وممكن تحديد المستوى الى الدوائر الأولى والثانية خاصة وهم قد مصوا وشربوا وحلبوا وجرفوا وتقلبوا عرضاً وطولاً مدة ثلاثة عقود كاملة؟ ألايستحق هذا الشعب والشهداء منهم التفرغ لكتابة يومياتهم أو في استثمار أموالهم التي جمعوها بعرق الشعب وكده؟ هل تستطيع لجان الحوار الخروج بمثل هذه التوصية المجردة لصالح الاستقرار لضمان عودة «زعكمة» مشقرة بالدبور عن طريق ممثليها ورموزها الذين لن يغيروا طبعهم فمن «شب على شيء شاب عليه»؟ وللعلم سنجد أن هذا العزل سيشمل الجميع وسنجد شخصيات من كل القوى كل بقدر مساهمة عناصره حيث يتحدد القانون على الأشخاص والمناصب أياً كانوا .. هل هذا كثير أم ما زال الأشخاص عندنا هم الشعب والوطن ونضحي بالشعب والأجيال من أجل أشخاص أكلوا دهر الوطن وشربوه.؟ الله المستعان.