قالت مصادر دبلوماسية إن مبادرة المعارض السوري معاذ الخطيب التي طرحها أمس تلقى دعما سعوديا وتركيا فضلا عن الولاياتالمتحدة وبريطانيا وفرنسا، وإنها من المنتظر أن تكون ورقة رئيسية في مؤتمر جنيف. ونقلت صحيفة «العرب» عن المصادر أن الخطيب توجه إلى أسبانيا ليلتقي قيادات من مختلف فصائل المعارضة ويعلمهم بتفاصيل المبادرة التي جاءت ثمرة تحركات مختلفة في الفترة الأخيرة، مؤكدا لهم أن هذه المبادرة ترضي مختلف الأطراف المحلية والإقليمية والدولية، وأن جهات غربية وعدت بمحاولة إقناع روسيا بدعم هذه المبادرة. وقال الخطيب للقيادات التي التقاها في أسبانيا «إن المبادرة تقوم على اعتماد السيناريو اليمني الذي تم خلاله تصعيد نائب الرئيس لخلافة الرئيس التي طالبت المظاهرات الواسعة باستقالته الفورية». وكان الخطيب حث أمس بشار الأسد على تسليم صلاحياته كاملة لنائبه فاروق الشرع المختفي عن الأنظار، أو لرئيس الوزراء الحالي وائل الحلقي، ومغادرة البلاد مع 500 شخص ممن يختارهم مع عائلاتهم وأطفالهم إلى أي بلد يرغب باستضافتهم دون حصانة من الملاحقة القانونية. وأضافت المصادر أن قائمة الخمسمئة شخص لن تضم القيادات الأمنية والعسكرية التي أشرفت على عمليات التعذيب والمجازر الجماعية، أو التي أمرت بقصف المدن واستهداف المدنيين، وأن المقصود العوائل المقربة من الأسرة الحاكمة. لكن مبادرة الخطيب تظهر استعدادا للعمل مع أشخاص ارتبطوا بالأسد خلال الانتفاضة ولأعضاء في الحكومة. وكان الخطيب قد استقال من رئاسة الائتلاف الوطني السوري المعارض في مارس آذار ثم عاد مؤخرا إلى واجهة المعارضة بدعم سعودي قوي. وقالت وثيقة الخطيب : «إنه ينبغي على الأسد إعلان موافقته في غضون عشرين يوما على أن يحل قبل المغادرة مجلس الشعب وتنقل صلاحياته التشريعية إلى الشخص المكلف بصلاحيات رئيس الجمهورية». وأضاف : «يعطى رئيس الجمهورية الحالي بعد قبوله الانتقال السلمي للسلطة مدة شهر لإنهاء عملية تسليم كامل صلاحياته... وتستمر الحكومة الحالية بعملها بصفة مؤقتة مدة (مائة يوم) من تاريخ تسلم الشخص المكلف صلاحيات رئيس الجمهورية الحالي». وبحسب الخطيب فإنه سيتم إعادة هيكلة الأجهزة الأمنية والعسكرية قبل تسليم مقاليد الحكم في البلاد إلى حكومة انتقالية ينبغي أن يتم الاتفاق والتفاوض عليها في إطار ضمانات دولية. وتدعو المبادرة أيضا إلى إطلاق سراح جميع السجناء السياسيين، وإعادة كل اللاجئين، وفتح سوريا أمام جميع أنواع الإغاثة الإنسانية المحلية والدولية. وفي أولى ردود الفعل، رفضت دمشق مبادرة الخطيب، مؤكدة أن أي مبادرة لحل الأزمة لابد أن تستند على اتفاق «جينيف» الذي ترك مصير الأسد دون تفصيل. وقال معاون وزير الإعلام السوري خلف المفتاح إن المبادرة مبادرة «شخصية» وغير قابلة للنقاش لأنها بعيدة على الواقع الميداني الذي تشهده سوريا. يأتي ذلك وسط حراك سياسي على المستوى الدولي لدفع المعارضة والنظام السوري للجلوس على مائدة التفاوض في المؤتمر الدولي المزمع عقده قريبا بدعوة من موسكو وواشنطن، واصطلح على تسميته «جينيف2» لإيجاد حل للأزمة السورية استنادا إلى اتفاق «جينيف »الذي تم التوصل إليه في يونيو من العام الماضي. وجاءت مبادرة الخطيب متماهية مع نتائج مؤتمر «مجموعة أصدقاء سوريا» الذي احتضنه الأردن الأربعاء، وقد طالب بأن يكون الأسد خارج أي حل قادم. كما اتفقت 11 دولة شاركت بالمؤتمر على أنه لا يمكن أن يكون لبشار الأسد ونظامه ومساعديه (...) أي دور في مستقبل سوريا. وشارك في لقاء الأردن وزراء خارجية الولاياتالمتحدة وبريطانيا وفرنسا وألمانيا وإيطاليا وتركيا ومصر وقطر والسعودية والإمارات إضافة إلى الأردن. كما حضر ممثلون عن الائتلاف الوطني السوري. ومن المنتظر أن يتبنى اجتماع الائتلاف الوطني لقوى المعارضة في إسطنبول الذي يستمر لمدة ثلاثة أيام مقترح الخطيب ليذهب به كرؤية مشتركة لمختلف الفصائل المعارضة إلى مؤتمر «جنيف 2».