ترى ماذا سيقول ناصر لرب العالمين عن عشرات آلاف الشهداء الذين ماتوا (فطيس) بسبب تركه عبد الحكيم في قيادة الجيش وهو الرائد الفاشل وإن جعله (مشيراً)؟ ما بضاعة الناصريين والقوميين الآن؟ ما الذي يقترحونه كفكر ومنهج وخريطة طريق؟ التأميم؟ المصادرات؟ الحزب الواحد؟ الصحفي الأوحد الذي خدع الأمة بخبث و"بصراحة" ثبت بهتانها؟ وقد تأكد المصريون والعرب والكون كله بعد يونيو67 أنه كان يعلم بفساد وخراب قيادة الجيش؟ هل تريدون سيطرة الدولة على وسائل الإنتاج؟ وهل تحبسون الدين داخل المسجد مرة أخرى؟ هل يأتي صلاح نصر القرن الواحد والعشرين وصفوت الشريف نسخة 2013 ليصوروا حريم الفن عرايا لأجل السيطرة عليهن وتجنيدهن للعمل في المخابرات؟. وهل تسجنون السلفيين والإخوان أو تشحنوهم إلى الربع الخالي؟ هل ترمونهم في البحر؟ وإذا كان العالم في أزمته المالية الأخيرة لاذ بالصيرفة الإسلامية كيف تصرون أنتم على البنوك التي تعتمد الفوائد؟ لماذا ينسب الناصريون واليساريون فضل العدالة الاجتماعية إلى شخص عبد الناصر الذي لم يعرف عنه أنه مفكر أو فيلسوف؟، وقد كان من أحاطوا به من أتباع نظرية ثبت فشلها كونياً بعد تجارب طويلة في مهدها وخارجه؟ يا إخواننا في الوطن والدين: العدالة الاجتماعية بحق يهدينا إياها منهج الله ورسوله. العدالة التي يتشدق بها إخوة ناصر وميشيل عفلق، تأثرا بكارل ماركس، ليست عدالة حقيقية شاملة؛ فقد ثبت أن التأميم والمصادرات وتفتيت الملكية ومحاربة الدين كانت لها آثار في غاية السوء على المجتمع. صحيح أنه استفاد في المدى القصير أناس أو قطاعات لكن الصحيح والأهم أن المَضَار كانت على المجموع أكثر بكثير. لا يعني ذلك انحيازنا فكرياً إلى الرأسمالية والاحتكارات وترف الأثرياء. تعالوا ندرس معاً مفهوم العدالة الاجتماعية الحقيقي الرباني من قرآننا وسنة نبينا ومن اجتهادات علمائنا وبيئتنا الثقافية، وليس من بشر ينحازون وينحرفون ويتغربون. سؤال أخير للإخوة المتعلقين بالتجربة الناصرية القومية اليسارية الفاشلة: إذا أردتم تأصيل وتطوير ما خلفه لكم ناصر، ماذا تقرؤون بالضبط؟ الميثاق وفلسفة الثورة وقوانين يوليو الاشتراكية؟ ما هي بضاعتكم الفكرية اليوم؟ كيف ننطلق معاً إلى العدالة الاجتماعية التي أصل لها الإسلام؟ ولعل أول من كتب فيها من منطلقات إسلامية سيد قطب الذي شنقه عبد الناصر. أرجوكم يا دعاة الناصرية واليسار راجعوا كتابات الراحلين المسيري وعادل حسين. في عام 1980 أجريت مقابلة صحفية مع العلامة أستاذ أساتذة السياسة د. حامد ربيع فقال عبارة عظيمة: الفكر القومي عفا عليه الزمن. وقد أخذ الرجل منذ بداية السبعينيات يراجع تراث أمته, ووجهَ طلاب العلوم السياسية إلى الفقه السياسي الإسلامي. يا دهاقنة الناصرية واليسار: تأكدوا أنكم ستكونون رموزا وفلاسفة، ومتنفذين أيضاً، إن أعدتم مراجعة أصول بضاعتكم الفكرية البائرة البالية. لقد ثبت كونياً وإقليمياً ومحلياً فشلها. عقيدتكم الإسلامية فيها أفضل بكثير مما تنتجه العقول البشرية إن كانت ماركسية قحة أو اشتراكية أو قومية أو ليبرالية. وفي نفس الوقت تنتفي في العقيدة الإسلامية كل بوائق ومثالب وسوءات الأيديولوجيات البشرية.