رأت جماعة الإخوان المسلمون بمصر أن الحل الأمثل لإنهاء الأزمة الراهنة هو احترام إرادة الشعب المصري المتمثلة في الشرعية الدستورية وإصراره على حمايتها بدمائه، وإنهاء كل مظاهر الانقلاب العسكري وإعادة الشرعية الدستورية رئيسًا ودستورًا وبرلمانًا. وأضافت الجماعة فى بيان لها اليوم الأحد، "كان من أهم أهداف ثورة 25 يناير 2011 إقامة حياه ديمقراطية دستورية كاملة وحقيقية لأول مرة في تاريخ مصر"، مشيرة إلى أن الشعب شارك في بناء مؤسساته الدستورية في خمسة استحقاقات انتخابية. وأوضحت "كان هناك على الدوام من يعمل بجد لهدم كل مؤسسة دستورية يبنيها الشعب، وكان إصرار الشعب أكبر على استكمال بناء النظام الديمقراطي الدستوري". وتابعت قائلة "في الثالث من يوليو 2013 قامت مجموعة انقلابية من قادة الجيش بدعم خارجي نتيجة تحريض من بعض الأحزاب والقوى بالإطاحة بكل آمال الشعب في النظام الديمقراطي وهدم كل المؤسسات الدستورية المنتخبة (الرئيس، البرلمان، الدستور) في عدوان صارخ على إرادة الشعب وانتهاك صريح لسيادته، رغبة في زرع اليأس في نفوس المصريين من تحقيق أهداف ثورتهم العظيمة في يناير 2011م، حيث لن يؤمن الشعب بالمسار الديمقراطي إذا تم إهدار إرادتهم بجرة قلم وعبر الانقلابات العسكرية المتتالية"، بحسب البيان. ومضت قائلة "خرجت الجماهير، ونحن في القلب منها لتعلن رفضها للانقلاب الذي تحول إلى ارتكاب مجازر بالقتل العمد للمتظاهرين السلميين، وأغلق قنوات التعبير، واعتقل القيادات السياسية والشعبية ومئات المتظاهرين، وقتل النساء علنا". ولفتت إلى أن الجماهير بقيت ثلاثة أسابيع معتصمة ومتظاهرة، ومصممة على رفض الانقلاب العسكري الدموي. وأعلنت جماعة الإخوان المسلمين رؤيتها للخروج من أزمة الانقلاب العسكري فيما يلي: أولا: احترام إرادة الشعب المصري المتمثلة في الشرعية الدستورية وإصراره على حمايتها بدمائه، وإنهاء كل مظاهر الانقلاب العسكري وإعادة الشرعية الدستورية رئيسًا ودستورًا وبرلمانا. ثانيا: أن يقوم الرئيس المنتخب بتنفيذ مبادرة الإصلاح التي التزم بها وفق الدستور الذي أقره الشعب، وذلك بإجراء الانتخابات النيابية وإعداد التعديلات الدستورية لطرحها على السلطة التشريعية ثم استفتاء الشعب عليها ورعاية المصالحة الوطنية وإعداد ميثاق شرف إعلامي، وكل بنودها التي أعلنها . ثالثا: أن تلتقى جميع القوى الوطنية والسياسية للحوار بدون سقف حول كل المطالب، وما يتم التوافق عليه يلتزم به الجميع . وأكد البيان أن الإخوان المسلمون رفضوا الانقلاب العسكري منذ اللحظة الأولى وعملوا في الإطار الشعبي السلمي لإنهاء الانقلاب، ويعلنون أنهم وسط الشعب، ويقدمون مصلحة الشعب على مصالحهم الخاصة والشخصية ويعملون على تحقيق السلام الاجتماعي الداخلي ويرفضون أي تدخل خارجي في الشأن المصري الداخلي ويحافظون على الأمن القومي للبلاد والوطن العربي، ويحرصون على حرمة الدم المصري كله. وأوضح "نعمل في ضوء التوجيه القرآني (وقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ ورَسُولُهُ والْمُؤْمِنُونَ وسَتُرَدُّونَ إلَى عَالِمِ الغَيْبِ والشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ) (قُلْ كُلٌّ يَعْمَلُ عَلَى شَاكِلَتِهِ فَرَبُّكُمْ أَعْلَمُ بِمَنْ هُوَ أَهْدَى سَبِيلاً)".