الدور الآن على تونس وليبيا لإجهاض ثورتيهما وإعادة عقارب الساعة للوراء، وها هي الأولى تغلي على اغتيالات والثانية على انفجارات. ويبدو جليا الآن أنه من غير المسموح به أن يتمكن أي شعب عربي من نيل حرية حقيقية او أن ينعم بديمقراطية. أما الذي يقرر كل ما يجري لأمة العرب ويديرها ويتحكم بمصيرها ليس مجهولا، ومثله الذي ينفذ ممن يتربعون على صدور شعوبهم، وهم أضعف وأوهن من نسج العنكبوت لولا أسيادهم. عندما تذكر الأمة فانه قول عن بغداد أو فعل من الشام او تقرير من القاهرة، والآن القتل فعل في العراق، وما عاد فيه سوى الجلد والخراب، والدمار يلف كل سورية وباتت بلا حياة، والقاهرة برسم الدم ومصير شقيقاتها، وبذلك لا يعود غريبا الانعطاف نحو نهاية لن تبقي من الامة ما يذر شعبا، فالجميع الآن يواجهون الإلغاء، وكما حال كل الأمم التي طواها التاريخ. ما العرب ان لم تكن بغداد حاضرة والشام بألقها والقاهرة بعظمتها، وما قيمة الجغرافيا التي دجلاها وفراتها ونيلها لا تهب بغدان ولا جلق شهباء ولا مصر، وبدلا منها نفط يهب دوحة لا حياة فيها ورياضا بلا جداول. واي قوم يبقون وهم الادنى الان من بين كل من على الارض، ولو انه يسر اكتشاف قارة جديدة فان عبيدها سيساقون منهم اليها. ترى كم سيسي مر على الناس ام تراهم كلهم سيسي، وكم مضى عليهم وهم أقنان العبيد، عاد يتولاهم ابو لهب ويسوقهم ابو جهل وقد نسوا خير امة والمعروف ويأمرون اليوم بالمنكر؟. قلنا هنا، ليس اليوم في بغداد من يقتل رستما وبدل العلقمي المئات منه. والشام ما عادت بستان هشام، وقاهرة المعز تهب ذلا يزيده « أدب سيس « السيسي عهرا على الهواء مباشرة، ولم يعد معلوما الى متى ستظل الامة تضحك من جهلها الأمم.