عمَّ الاستنكار والإدانة الشديدة لجرائم الانقلاب في مصر الكثير من عواصم العالم يومي أمس وأول أمس، ولم يرحب بها سوى عدة دول عربية أبرزها الأردن والسعودية والإمارات والبحرين. حيث أدانت كل من الولاياتالمتحدةوألمانيا وفرنسا وبريطانيا وإيطاليا والدانمارك وهولندا والنرويج وتركيا وإيرانوجنوب إفريقيا وبريتوريا وفنزويلا المجازر التي شهدتها مصر في اليومين الماضيين، فيما تزايدت القوى المصرية الرافضة للانقلاب والمنددة بجرائمه. الولاياتالمتحدة: إدانة وتوقع الأسوأ - دعت الولاياتالمتحدة الجمعة السلطات المصرية إلى عدم استخدام «القوة القاتلة» ضد المتظاهرين، وكتبت المتحدثة باسم وزارة الخارجية جنيفر بساكي «قلنا بوضوح إنه يحق للمصريين بموجب القانون الدولي التجمع والتعبير بحرية بما في ذلك في إطار مظاهرات سلمية». أضافت بساكي أن الدبلوماسية الأميركية دعت مرة جديدة جميع الأطراف إلى وقف العنف»، مشيرة إلى أنه «تقع على الحكومة مسؤولية خاصة لتأمين مناخ ملائم حتى يتمكن المصريون من ممارسة حقوقهم العالمية بهدوء». وأصدر العضوان الجمهوريان بمجلس الشيوخ الأميركي جون ماكين وليندسي غراهام بيانا يندد بما وصفاه بالمجازر الجارية في مصر. يأتي ذلك مع دعوات لبعض النواب الأميركيين لإدارة الرئيس باراك اوباما لوقف المساعدات لمصر في أعقاب الأحداث الدامية. وأكد عضوا الكونغرس ماكين وغراهام أن الحكومة المصرية المعينة من الجيش «تسير في طريق مظلم لا تستطيع الولاياتالمتحدة أن تسلكه معها». وقال ماكين خلال مقابلة مع شبكة «سي إن إن» إن تصرفات جنرالات مصر، قد تقود بلادهم إلى سيناريو الجزائر، حسب تعبيره. وكان النائبان قد قالا في مقال لهما نشرته صحيفة واشنطن بوست الأميركية يتناول نتائج زيارتهما الأخيرة إلى مصر «كنا من أوائل مؤيدي ثورة 25 يناير، ودافعنا عن الطموحات الديمقراطية للشعب المصري، إلى جانب تعاطفنا مع ملايين المصريين الذين خرجوا إلى الشوارع بالشهر الماضي للاعتراض على حكم الرئيس المعزول محمد مرسي، ورغم ذلك صرحنا في القاهرة بأنه من الصعوبة إيجاد تفسير لوصف الظروف التي أطاحت بمرسي سوى كونها انقلابا». ولم يتردد السيناتور الجمهوري جون ماكين في التحدث عن «انقلاب» ووجه انتقادا لاذعا الأربعاء إلى وزير الخارجية الأميركي جون كيري في تغريدة على موقع تويتر كتب فيها «كما كنا نتوقع ونخشى، إنها الفوضى في القاهرة، والوزير كيري لم يساعد حين امتدح سيطرة العسكريين على السلطة». في هذه الأثناء دعا بعض النواب الأميركيين إدارة الرئيس باراك أوباما لوقف المساعدات لمصر في أعقاب الأحداث الدامية في مصر. وقال السيناتور الجمهوري راند بول الذي له صلة بحزب الشاي المحافظ «على الرغم من إدانة الرئيس أوباما للعنف في مصر فما زالت إدارته ترسل ملايين الدولارات من أموال دافعي الضرائب للمساعدة في تمويله». رسالة أوروبية -حث قادة ألمانيا وفرنسا وبريطانيا وإيطاليا الاتحاد الأوروبي الجمعة على توجيه رسالة موحدة تدين العنف في مصر، ودعت ألمانيا أوروبا إلى مراجعة علاقاتها مع القاهرة، وذلك بعد أن كان مجلس الأمن الدولي دعا فجر الجمعة إلى وقف العنف في مصر فورا. -دعت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل والرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي للاجتماع الأسبوع القادم لمناقشة طبيعة علاقات الاتحاد مع القاهرة. ومن المقرر أن يعقد مسؤولون كبار في الاتحاد الأوروبي اجتماعا الاثنين بشأن مصر قبيل اجتماع الوزراء. -قال بيان صادر عن مكتب ميركل بعد اتصال هاتفي بينها وبين هولاند «أوضحت المستشارة أن الحكومة الألمانية ستراجع علاقاتها مع مصر في ضوء التطورات الأخيرة». وأضاف البيان أن ميركل اتفقت مع الرئيس الفرنسي على أنه يتعين أن يجري الاتحاد الأوروبي مراجعة شاملة لعلاقاته مع مصر. -تحدث هولاند مع رئيس الوزراء الإيطالي أنريكو ليتا االجمعة، وجاء في بيان صادر عن مكتب هولاند أن الزعيمين طالبا بإنهاء العنف في مصر والعودة إلى الحوار الوطني والانتخابات. وجاء في البيان أيضا أن الزعيمين اتفقا على ضرورة توصل وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي إلى رد فعل مشترك على الأحداث، فيما قال بيان صادر عن مكتب رئيس الوزراء البريطاني ديفد كاميرون إنه دعا رئيس المفوضية الأوروبية جوزيه مانويل باروسو إلى إبداء قلقه تجاه الوضع في مصر. أوروبا: إيقاف مساعدات أوقفت ثلاث دول أوروبية مساعدات مالية مخصصة لمشروعات تنموية في مصر. وجمدت الحكومة الألمانية أموال مساعدات لمصر بقيمة 25 مليون يورو على خلفية تصاعد وتيرة العنف الدموي في البلاد. وأعلن وزير التنمية والتعاون الدولي الألماني ديريك نيبيل إيقاف برنامج تعاوني في مجال المناخ وحماية البيئة كانت هذه الأموال التي تم تجميدها مخصصة له، ومن المقرر أن يتم تخصيص 15 مليون يورو من تلك الأموال لمساعدة اللاجئين السوريين في الأردن. وليس من المنتظر تعهد برلين بمشروعات تنموية جديدة في مصر بعد العنف الدامي الذي وقع فيها. وقال نيبيل «لكننا لن نترك الشعب المصري وحده»، وذكر أن الحكومة الألمانية ستواصل دعمها لمصر في مجال إمدادات الطاقة والمياه وتدعيم الديمقراطية وحقوق الإنسان. وخصصت وزارة التنمية الألمانية لهذه المشروعات مئة مليون يورو منذ عام 2010، ورأى الوزير الألماني أن الخروج من تلك المشاريع سيعني «معاقبة الذين يريدون مصر جديدة ديمقراطية». تجميد دانماركي كما انضمت الحكومة الدانماركية لنظيرتها الألمانية وجمدت اثنين من مشروعات المساعدات لمصر. وقال وزير التنمية الدانماركي كريستيان فريس باخ في تصريحات لصحيفة «برلينجسكه» الدنماركية إن أحد هذين المشروعين تديره منظمة العمل الدولية التابعة للأمم المتحدة، والآخر يديره البنك الدولي. وأضاف باخ «أبلغنا البنك الدولي ومنظمة العمل الدولية بتعليق المجالات التي تمولها الدانمارك فورا». ووفقا لبيانات الوزير الدانماركي فإن قيمة هذه المساعدات المقدمة من بلاده للقاهرة تبلغ ثلاثين مليون كرونة (ما يعادل أربعة ملايين يورو)، وكانت تلك الأموال مخصصة لدعم الشركات الصغيرة وتوفير فرص عمل للشباب في مصر. وكانت وزارة الخارجية النرويجية قد أوقفت قبل الصيف الجاري تصدير بضائع وأسلحة لمصر، بينما لم تجمد السويد أي أموال مساعدات لها حتى الآن. إيقاف هولندي استدعت هولندا السفير المصري لديها وأبلغته إيقافها برنامج مساعدات مخصصة لبلاده بصورة مؤقتة بسبب العنف الدامي الذي تشهده مصر حاليا. وقال وزير الخارجية الهولندي فرانس تيمر مانس في تصريحات للتلفزيون الهولندي، إن برنامج المساعدات الذي تم إيقافه تبلغ قيمته نحو ثمانية ملايين يورو، وهو مخصص لدعم مشروعات تنموية في مجالات حقوق الإنسان والإدارة وإمدادات المياه. وأضاف الوزير «لا يمكننا التعاون مع هذه الحكومة بهذه الطريقة». مطالبة أفريقية -طالبت جنوب أفريقيا السلطات المصريةَ بوقف ما سمته الأعمال الدموية ضد شعبها، وبدء تحقيق قضائي في كل المجازر التي ارتكبتها منذ الثلاثين من يونيو، حسب نص بيان صادر عن الخارجية الجنوب أفريقية. -عبرت بريتوريا عن إدانتها الشديدة لما وصفته بالعنف الذي استخدمه الأمن المصري لفض الاعتصامات السلمية، كما شددت على محاكمة كل من ساهم في إراقة دماء المتظاهرين العزل، حسب نص البيان. -في كراكاس أعلن الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو الجمعة أنه أمر باستدعاء سفير فنزويلا من القاهرة «حتى إشعار آخر» وأنه طالب بعودة الرئيس الإسلامي محمد مرسي الذي قام الجيش المصري بعزله في الثالث من تموز الماضي. وقال مادورو في كلمة نقلتها وسائل الإعلام الرسمية «مع هذا الوضع المؤلم في مصر قررت استدعاء سفيرنا في القاهرة إلى فنزويلا والابقاء على قائم بالأعمال حتى إشعار آخر». وأضاف «يجب أن يعود الرئيس مرسي إلى رئاسة مصر للبدء بعملية مصالحة وطنية للشعب المصري. كفى انقلابات عسكرية وانقسامات». تركيا: نحن من قرر إلغاء المناورات مع مصر - نفت تركيا أن تكون مصر هي التي اتخذت قرار إلغاء المناورات المشتركة التي تحمل اسم «بحر الصداقة» والمقررة في تشرين الأول المقبل، مؤكدة أن قرار الإلغاء جاء من الجانب التركي الذي أخطر القاهرة بعدم إجراء تلك التدريبات، وكذلك بإلغاء تدريب مشترك للقوات المصرية مع حلف شمال الأطلسي «ناتو.» وقال الناطق باسم الخارجية التركية، ليفنت جمركجي، إن السلطات التركية هي التي أبلغت القاهرة ، في رد من أنقرة على إعلان القاهرة الجمعة عن إلغاء المناورات. ونقلت وكالة أنباء الأناضول التركية الرسمية عن جمركجي قوله: «أخطرنا السلطات المصرية بإلغاء المناورات البحرية الثنائية، وكذلك المناورات مع حلف الناتو.» وكان من المقرر أن يجري تنفيذ المناورة المشتركة بين القوات البحرية في كلا الدولتين، خلال الفترة من 21 إلى 28 أكتوبر/ تشرين الأول القادم، في تركيا. إيران تطلب تدخل منظمة التعاون الإسلامي - دعا وزير الخارجية الايراني الجديد محمد جواد ظريف إلى تدخل منظمة التعاون الاسلامي لايجاد «حل سلمي» للازمة المصرية، وفق ما نقل عنه موقع التلفزيون الرسمي. وفي اتصال هاتفي مع الامين العام لمنظمة التعاون الاسلامي أكمل الدين إحسان أوغلي، ندد الوزير الايراني ب»المجزرة بحق السكان العزل في مصر طالبا وقف أعمال العنف.» كذلك، دعا الى «تدخل منظمة التعاون الاسلامي في أسرع وقت لمنع تفاقم التوتر وإيجاد حل سلمي»، وفق التلفزيون الايراني، وبدوره حذر وزير الدفاع الإيراني الجديد العميد حسين دهقان، أمس السبت، من أن اتساع نطاق عدم الاستقرار بمصر يتسبب في ثغرة أمنية في شمال إفريقيا. وأكد ضرورة إرساء الديمقراطية وإرادة الشعب فيها، قائلاً: «إن الأحداث المؤسفة في مصر لا نتيجة لها سوى إضعاف قدراتها الوطنية»، بحسب وكالة فارس الإيرانية. وأكد ضرورة عودة الجيش إلى مكانته السابقة كمؤسسة توازن في التطورات الجارية بمصر، موضحًا أن استمرار الوتيرة الراهنة من شأنها أن تؤدي إلى «اتساع نطاق الاشتباكات الداخلية وبالتالي الانهيار الاجتماعي والأمني في هذا البلد». إدانات مصرية - الإخوان المسلمون: أصدرت جماعة الإخوان المسلمين بيانا قالت فيه إن القضية باتت قضية شعب يسعى إلى استعادة كرامته وسيادته وشرعيته. وأضاف البيان أن الانقلاب وسفك الدماء لن يزيدا الشعب إلا ثباتا، محذرا من أن «الجرائم» ضد المتظاهرين وبث الكراهية، واستخدام الجيش ضد الشعب، يزيد الخلافات. - حزب الحرية والعدالة: دعا حمزة زوبع المتحدث باسم حزب الحرية والعدالة السلطة الحالية إلى الرحيل. وقال زوبع لقناة الجزيرة إن على قادة الانقلاب أن يرحلوا قبل أن «تكبر فاتورة» الحساب. وأضاف أن مصر تنتفض، وأن الحشود التي خرجت يوم الجمعة سحبت فكرة أن الإخوان هم فقط الذي يتظاهرون. وعلى حد قول المتحدث نفسه، فإن تلك الحشود خرجت لتقول إن وقت «الانقلاب» انتهى. - الأزهر: دعت مشيخة الأزهر في بيان أصدرته مساء الجمعة إلى الوقف الفوري لجميع أعمال العنف والابتعاد تماما عن إراقة الدماء، وضرورة الحفاظ على سلمية المظاهرات. - محمد العوا: قال المرشح الرئاسي السابق محمد سليم العوّا لقناة الجزيرة إن ما حدث يوم الجمعة أشبه بجمعة الغضب يوم 28 يناير 2011، والتي مهدت لرحيل الرئيس السابق حسني مبارك. وتساءل العوا عن «القدرة الشيطانية» على قتل المعتصمين والمتظاهرين، مؤكدا أن من تظاهروا يوم الجمعة من عامة الشعب، ولا يشكل الإخوان سوا عشرة في المئة منهم تقريبا.