إلغاء الدستور، إلغاء الشرعية، إلغاء مجلس الشعب، إلغاء مجلس الشورى، إعلان حالة الطوارئ، قتل منظم، اعتقال غير قانوني، اغتصاب للسلطة الشرعية واعتداء على الرئيس المنتخب واعتقاله دون سند قانوني مع آلاف من المعارضين لحكم العسكر والانقلاب الدموي وتكميم الأفواه وإغلاق القنوات الفضائية والصحف المعارضة، كل ذلك يجري تحت ادعاء كاذب ومزور لإرادة المصريين من قبل الجنرال عبد الفتاح السيسي وزير الدفاع وقائد الجيش المصري المعيَّن من الرئيس الشرعي، كل ذلك يحدث وما يسمى بفرسان جبهة الإنقاذ يؤكدون أنّ ما حدث ليس انقلاباً وإنّما تصحيحاً لثورة 25 يناير. إذن لماذا فجّر شعب مصر العظيم ثورته ضد نظام حكم حسني مبارك ودولته العميقة وأجهزته الأمنية سيئة الصيت التي فجّرت الكنائس في الاسكندرية وعذّبت حتى الموت خالد سعيد ومئات الأبرياء في زنازين وأبنية سجون أمن الدولة؟! إنّ ما حدث ويحدث في مصر له أهداف بدأت تتضح أمام كل إنسان لديه ضمير حي وذرة واحدة من التفكير السليم وهذه الأهداف هي: 1- إشاعة عدم الاستقرار في أكبر دولة عربية ذات تأثير إستراتيجي على المنطقة العربية وأفريقيا وبقية العالم. 2- إشغال الجيش المصري عن واجبه الأساسي في حماية الأرض المصرية والأمن القومي ووضعه في مواجهة شعبه العظيم وتلطيخ صورته أمام العالم والشعب المصري وبأنّه جيش سلطة عسكرية وليس جيش الشعب. 3- إنّ إسناد تهمة التخابر للرئيس الشرعي المنتخب مع حركة حماس إنّما هو تهمة باطلة وملفَّقة ولا أساس لها من الصحة، إذ لو كانت صحيحة لما سمح القضاء المصري له بالترشح وإعلانه رئيساً للجمهورية بعد فوزه بأصوات الغالبية، وهي تهمة لا سند لها في الدستور أو القانون المصري لأن من حق رئيس الدولة أن يتخابر مع من يشاء لمصلحة الدولة إلاّ مع الأعداء، وعلى رأسهم العدو الصهيوني، ولكن الهدف من ذلك هو إحكام الحصار الظالم على قطاع غزة وذلك بالتزامن مع انطلاق المفاوضات العبثية التي يخوضها صغير المفاوضين الفلسطينيين مع عشيقته الملطخة أياديها بقتل بعض قادة فتح في أوروبا، وذلك تمهيداً لتصفية القضية الفلسطينية تصفية نهائية وحرمان الشعب الفلسطيني من حقه في الحياة الحرة الكريمة والعودة وحقه في تقرير المصير مثل باقي شعوب الأرض. 4- تدمير فكرة الدولة الديمقراطية والحكم الرشيد والاحتكام لصناديق الاقتراع بعد أن تم إرساء قواعدها في مصر بانتخابات تشريعية ورئاسية شهد بنزاهتها القضاء المصري «المخترق» قبل غيره وبشهادة العالم بأسره. 5- تكريس فكرة عدم التداول السلمي للسلطة بين الأحزاب المصرية واللجوء إلى العسكر لاغتصاب السلطة وتعيين الرئيس ورؤساء الوزارات والمحافظين وتزوير أيّة نتائج مقبلة للانتخابات كما حدث في عهد حسني مبارك. 6- الحفاظ على المصالح الأجنبية والصهيونية داخل مصر وخارجها واستمرار عملية نهب مقدرات الشعب المصري وبقاء حالة الانكماش الاقتصادي وتدمير مصادر الدخل القومي من سياحة وزراعة وغاز وقناة السويس، إلخ، خدمةً للماسونية والصهيونية العالمية ولحفنة صغيرة من شيوخ الأحزاب والمنتفعين من حالة الفوضى الاقتصادية والأمنية في البلد. 7- إغراق مصر في الفوضى الخلاقة (إحدى منتجات الإدارة الأمريكية للعالم الثالث) لإغراقها في المشاكل الداخلية والديون ممّا يضمن استمرار تبعيتها للأجندة الإمبريالية الغربية ويحول بينها وبين إنتاج غذائها ودوائها وسلاحها والنهوض بالمستوى الاقتصادي لشعبها ويضمن للدوائر المعادية إنهاكها وإلحاقها بدول فاشلة مثل العراق وسوريا واليمن. 8- إشغال الجيش المصري بحرب عبثية ضد الإرهاب وحرمانه من تثبيت حمايته لأجزاء من الوطن في سيناء وصرفه عن عقيدته القتالية الأساسية وهي الدفاع عن أرض مصر وأمنها القومي واستنزاف قدراته العسكرية في معارك هامشية مع شعبه لا يستفيد منها سوى العدو الصهيوني البغيض. هذه هي بعض الأهداف الحقيقية للتحالف غير المقدس فيما بين جبهة الإنقاذ والعسكر وقد فوت هذا التحالف على شعب مصر العظيم هذه الفرصة التاريخية بسبب عدم الصبر لتحقيق إنجاز تدريجي وتراكمي للتداول السلمي للسلطة وبناء دولة القانون والمؤسسات والحكم الرشيد، ولكن الشعب الذي ذاق طعم الحرية لا يمكن أن يضحي بشهدائه وجرحاه بهذه السهولة.