الرد الأمريكي المتوقع ( أو غير المتوقع ، ربما) على مصرع الضحايا السوريين بالغاز القاتل هو حديث الدنيا اليوم أكثر من أي موضوع آخر : الرد ، وليس حجم الجريمة التي قطفت أرواح أولئك السوريين وبالجملة ! أن تموت إختناقاً بالغاز ، سواء أكان الغاز هو الزارين أو التابون فتلك من الميتات الشنيعة جداً التي يعرفها صناع هذه الغازات ويعرفون ما تتسبب به من أهوال وبأكثر مما يجهله عامة الناس الذين يتصورون الأمور على غير حقيقتها بحكم عدم المعرفة ، كما أن صناع الغازات هذه يعرفون صعوبة ربط القصة بالمعارضة فهذا ليس غاز بروبان أو أستلين كي يتصور المرء إعارته أو بيعه أو تحضيره أو مناقلته بيد أفراد ومسلحين، لذا فالجريمة متلبسة نظام المجرم بشار تلبّس القميص واللباس والبيريّه !ودعك من كل الأكاذيب التي يطلقها الروس والفرس المجوس على قاعدة ( ومين يشهد للعروس غير أمها؟). هي ميتة جد بشعة تستلزم تدخل المجتمع الدولي حتى لو كان التدخل من قبل العدو الصهيوني نفسه ، لكن من جهة أخرى، فأن يتم إعدام عوائل وحرقها بالكامل بقنابل النابالم وعلى أيدي مليشيات القرى العلوية ، أو أن يتم تهجيرها بمئات الآلاف أو إستباحة أعراض نسائها ورجالها وأطفالها طيلة هاتين السنتين ليس بالشيء الهين الذي يمكن لهذه الدول أن تسكت عنه وتغض الطرف لتنام قياداتها عقب ذلك قريرة العين، هذا بفرض أنها تملك ضميراً يحسبها كما نتمنى نحن المربوطون كل ليلة قبالة شاشات التلفاز نتفرج على أشلاء الأبرياء ونسمع إستغاثات تصل للسماء السابعة لكنها لا تجاوز أسماع البشر كما قال المرحوم عمر أبو ريشة ، وهكذا موت وتعذيب وحرق بالجملة هو أمر أشد شناعة وإيلاماً من ميتة الغاز وتبعاته وأحزانه تستغرق ما تبقى من العمر بالقياس لميتة الغاز السريعة تلك ، ففيها قال الله تعالى " الفتنة أشد من القتل" . لذا فقد كان المفروض أن يصار لقطع يد النظام وشبيحته منذ سنة ونصف بالقليل وليس إنتظار حصول جريمة كهذه لتكون القشة التي أيقظت ضمير الغرب ، لكن يبدو أن العالم معني بمظهرية الجريمة وليس بمضمونها، مدى عدم مطابقتها لمعايير الجودة و ضوابط الفحص النوعي لسكين القصاب ! فقد سبقت هذه الجريمة التي يتناوب بشأنها رأي العالم بين تحميل على النظام المجرم و تحميل على الثوار باعتبارهم ( قتلوا أنفسهم كي يتعاطف العالم معهم !!!!) سبقت هذه الجريمة أطنان من الجرائم التي لا تحتاج لكثير نقاش فالشبيحة معترفون بها ومتباهون ومتفاخرون ويشهد آية الله يوتيوب على ذلك، فهو نفس حال الصفويين في العراق وهم يقتلون ويعذبون وينتهكون الأعراض ويحرقون المواطنين السنة على الظنة وبدون تيقن ومن ثم يصورون ذلك وينشرونه على اليوتيوب هم أيضاً : تشابهت قلوبهم وتوحدت مرجعيتهم . موقع يوتيوب اليوم هو المرآة التي يستعرض بها الصفوي الجبان عضلاته المنفوخة بالدعم الإيراني والمساندة الأمريكية غير مدرك أنها إدانة تنتظر محاكم نورمبرغ مقبلة . إنها جرائم فظيعة تدمي القلوب ومع هذا لم تتأثر بها ضمائر الكثير من العراقيين(الألمان) رغم نشرها ووضوح جرمية الشبيحة وجيش بشار الجبان بشأنها فبعد الإعتراف سيد الأدلة ذاك لا يتبقى أيّ مجال للتشكيك ، ولكن يوم رد أحد السوريين بمضغ قلب المغتصب الحقير أصيب هؤلاء بإرتجاعات و(بكفاير) جعلهم يتقيئون دماً من فرط تعاطفهم وتوادهم وتراحمهم مع المجرم الحقيقي الذي بدا كضحية هنا في أعينهم العوراء وضمائرهم القحباء . لقد ذكّرهم (المجرم المتوحش آكل الأكباد) بهند بنت أبي سفيان قبل إسلامها في تاريخ مرت عليه قرون متعددة لكنه ماثل بذاكرة القوم لا زال،ماثل وحاضر أكثر من جدول الضرب أو صيغ الأفعال بالعربية وبالإنكَليزية ! ذكرهم بهند بنت أبي سفيان التي لاكت كبد حمزة يومها ، وما كان حمزة بن عبد المطلب شروكَياً ولا كان من آل الحكيم كي يكون هؤلاء ولاة الدم وحاملي راية الإنتخاء له ! وما كان حمزة منتمياً للبيت الشيعي أو عضو دولة القانون كي يحسبوه منهم وبيهم ومن عدهم كما هو دأب هتافاتهم ! ولا كانت هند بنت أبي سفيان سنيّة أو دليمية أو تكريتية بعثية كي يعيروننا بها بفرض أنها تستحق التعيير ، ولا هي كانت مشركة في عاقبة أمرها كي نستعرّ منها ويستعرّون فقد أسلمت والإسلام يجبّ ما قبله رغماً عن كل أنف مجوسي لا يتقن العربية ويفسر الأمور على هواه الكسروي فهو لا يرتضي هذه القاعدة ! كل هذه المعطيات: فعلام صخمان الوجه إذن؟ لماذا لم تتحرك ضمائرهم لكل تلك الإنتهاكات التي تناظر جرائم صرب البوسنة مطلع التسعينات تلك، وأوقفوا الصورة عند لقطة سوري ثائر متمرمر الفؤاد ينتقم لشرفه وشرف سوريا وهو من كامل حقه ، وأقل بكثير من مستحق المجرم المفسد في الأرض ذاك لعنة الله عليه وعلى كبده وقلبه ؟ وأنا أتأمل بتعليقات العراقيين والعرب والأجانب في كذا صفحة وموقع منذ أيام ، وأجد نفس التناقضات التي عصفت بالناس قبيل وعقب غزو العراق، فهم اليوم بين مستنكر للضربة المتوقعة ومؤيد ، ولا داع لمناقشة من لا رأي لهم فهؤلاء يبدون أسعد الكل وأكثرهم راحة بال لأنك ما أن تدلي برأي يطابق رأي وهوى أحد الفريقين الأوليين حتى تنهال عليك اللعنات والشتائم ويتم تخوينك من قبل الفريق المقابل فيسلبونك راحة منامك وخيال أحلامك لكثرة ما سيلحقونه من شتائم بك و بأهلك . ليس المهم هو تأييد الضربة من معارضتها فذلك أمر هو بطريقه للحصول بإذن الله وكما نصلي وندعو أو لعدم الحصول ربما، لذا لا نفع من النقاش بشأنه ، المهم هو : ما هي دوافعك لتخيّر أحد الخيارين أعلاه ؟ كثير من مستنكري الضربة ومعارضيها هم من ذيول نظام بشار ومشاركيه بالعقيدة فهي غيرة طائفية منتنة لا أكثر لذا لا غرابة إن نبحوا كما تنبح إيران اليوم وتهدد بحرق دول المنطقة وهي تحاول إبعاد النار عن ربيبها إبن الحرام بشار ، نفس حركة الكلبة وهي ترى شخصاً يتقصد جراءها فهي تنبح وتنبح لمشاغلته وسحبه بعيداً عن الجراوة العاجزين.. وهناك غير أولئك، يستنكرون العقاب لأنهم يمقتون أميركا ويستحضرون ما فعلته بالعراق قبل عشر سنوات فهؤلاء لهم وجهة نظر تتقبل المناقشة ولها بعض الحق بالقياس لغيرهم، لكنني أذكرهم هنا أن الأمريكان أنفسهم أعلنوا أنها ستكون عملية تأديبية وتجريدية محدودة وليس غزواً كما حصل بالعراق لذا لا داع للقلق، إضافةً إلى أنّ من قلبه على العراق لا يمكن أن يكون قلبه على سوريا الأسد فحريق العراق لن ينطفئ إلا بحريق دمشق وطهران وجنوب لبنان/ قضي الأمر الذي فيه تستفتيان . هذه زمرة خايسة آذت العراق منذ عقود وللعراق ديون ثقيلة بذمة عديمي الذمم هؤلاء، دعونا نستمتع بالألعاب النارية عن بعد فهي أجمل وصورتها أبهى يوم تحرق دمشق بشار. وأما من يؤيدون الضربة فهم بغالبيتهم كما أرى ينظرون لحقارة بشار وبطانته ومؤيديه من حزب اللات وملالي قم وطهران وزبالات العراق التي تسافر لسوريا ( لتجاهد) في الحسين حق جهاده ولترفع راية " علي أكبر" خفاقة مراقة ومن ثم تعود كفطايس البقر محمولة على الأكتاف إلى مقبرة تؤوي جيفتهم والمشيعون يغلقون خياشيمهم خلف التوابيت فالجيفة (عاطّه) من درب شهر ولسان حالهم يقول: إطمروا إبن الزفرة هذا أي طمر كان ، صحياً كان أم غير صحّي ، وأنقذونا من جيفته"! هذا نفر من البشر لا ينتبه لأحوال بيته لكنه يهتم ببيت الجيران السابع عن اليمين والعاشر عن الشمال، فهل هي إلا لكونه إبن الجيران من يومه وليس إبن أبيه ؟ مع من تقف أنت نفسك؟ المعطيات تنبئ بأنّ السوريين المعارضين لحكم بشار يموتون ميتة بطيئة وليس هناك من أمل منظور طالما الروس يحبطون كل مقررات مجلس الأمن والمجتمع الدولي:بالضبط كما كان الأمريكان يفعلون مع العرب والفلسطينيين في كل قرار يستهدف إدانة إسرائيل طيلة نصف قرن وأكثر مما مضى . اليوم الروس السفلة يذيقون الأمريكان طعم الفيتو المر لكن على حساب أطفال ونساء ورجال لا ذنب لهم ، واليوم يدفع السوريون المبتلون بالنصيرية والبعثية السورية المنتنة ثمن أكاذيب ومزاعم نظام جورج بش وعصابته قبيل وعقب عدوانه على العراق عام 2003 والتي تكشفت للأمريكان كشعب وككونغرس كذلك بحيث أصبح أي تورط جديد في حرب أو عملية عسكرية بسوريا أمراً مشكوكاً بدوافعه وغير محبّذ بنظر الأمريكان، هكذا، وليمت الشعب السوري على راحته ! ليس لحكومات البشر من رحمة بالقياس للسماء وتعاليمها فهم يحسبونها بكل حساب إلا الرحمة . لو كان للرحمة من وجود في قواميس السياسة ونظام عمل الأممالمتحدة لما وصل الحال بالسوريين (وبالعراقيين من قبلهم ) إلى ما وصل إليه فعلاً ، والعراقيون قد يكونون مستحقين لما يصيبهم اليوم من حيث أنهم إنتخبوا هؤلاء الصفويين ومن تحالف معهم من عرب سنة ومسيحيين وأكراد فيليين وتركمان من هواة المشاركة بالعملية السياسية الإجرامية هذه ، ومَن يمشي وراء الزمال يتلقى ضراطه وفق المثل العراقي الشهير! ومن ثم كرروا إنتخاب نفس الأحزاب( أو غيرها حتى) ممن لا مجال لإفتراض توفر أيّ خير فيهم هم الآخرين أيضاً فتكررت المأساة لأن أساس اللعبة فاسد وموبوء ، ومع هذا فقد كرروا الخطأ و إنتخبوا وغطسوا العراق كله بالدم والبارود من خلال تلك الصبغة البنفسجية، ومن يكرر الخطأ يجعل منه خطيئة، ومن لا يتعظ من أول زلة فلن تكون ثانيته مجرد زلة ولا هو بمستحق للشفقة أو المعذرة .السوريون لم يحظوا بفرصتهم واليوم هم يدفعون الغالي والرخيص للخلاص من المجرم الزنيم هو وبطانة أولاد الحرام التي تعينه لكن النظام المجرم هذا يحظى بدعم كل بلد ساقط كروسيا وإيران وحكومة المزبلة الخضراء وبتكالب محموم قل نظيره لإسناده ومنعه من السقوط الذي هو آيل له ، لذا فمساعدة الثوار هي فرض عين وفرض كفاية ، وفرض مفروض على كل إنسان شريف بالغ الحلم يزعم أنه من فصيلة البشر ، أمريكياً كان أم لا . إضربوهم وأحرقوهم ولا تأخذكم بهم أية رحمة فأقل ما تفعلوه يا أولاد العم سام هو أن تبيدوا هالأولاد الحرام لعلكم تكفّرون عن بعض جرائم جيشكم في العراق .أحرقوا ترسانتهم الروسية الإجرامية فهي مشتراة بعزيز المال لقتل العراقيين من وقت القادسية الثانية وما أعقبها ومن ثم لإسكات أصوات أية ثورة سورية تنتفض. ممانعة لم تكن إلا موادعة وسفالة المضاجعة ، وجيش حقير يتسمى بالعربي وهو فارسي الهوى والإنتماء ، لم يطلق رصاصة مفردة صوب حدود الجولان طيلة عقود ومع هذا يحتفل بيوم تأسيسه كما لو كان جيش العراق الباسل ذاك، فهل له من قيمة كي نستنكر تعريضه لعدو آخر لم يقترف لليوم ما إقترفه هؤلاء؟ وهل لأسلحته من قيمة أو كرامة إلا بقدر ما يمتلكه خنجر كان بحزام منحرف سلبي من غلمان النصيريين سأله الفاعل: ولماذا تضع هذا الخنجر وأنا أفعل معك ما أنت مرتضيه ؟ أجابه: إنه مدّخر لوقت الحاجة !! منظر يتنعم بمقر إقامته على مبعدة ألفي كيلومتر عن بغداد ، يداه ورجلاه وردهات قلبه الأربع مغطسة بالثلج البارد بعيداً عن نار العراق وسوريا ومع هذا فهو يجرؤ على توجيه النصائح لأهالي الضحايا في سوريا أن ( يتحملوا ولا يقعوا بفخ منصوب لهم سيقود لمنفعة إسرائيل وتقسيم البلاد) ! وكم تراه كان سهمك أنت من هذا التحمل يوم احتل العدو عاصمة بلدك قبل عشر سنوات، التحمل الذي لا يطيقه الحُرّ ولا يرتضي تحمله، فالعرض غال والذرية والأهل بنفس الإعزاز كما هي غلاة الوطن ووحدته ؟ هل تترتب ضريبة الحفاظ على وحدة الوطن برأس الضعفاء والمحرومين واللصيقين بالتراب طيلة أعمارهم فيما يسلم منها المتنعمون طيلة عمرهم ممن لا يعانون من الحر في الصيف ولا يعرفون شكل البرد في الشتاء ، مَن يرون الجلوس على التل أسلم دائماً ؟ هل بقي من مجال للتنظير بعد كل هذا الذي دار ويدور ؟ هل بقي من دور لك لتلعبه يا صلاح المختار ، وجماله بالريموت كونترول . كتابات (ابو الحق)