كشفت وزارة الاقتصاد الألمانية أن الحكومتين المتعاقبتين للمستشارين غيرهارد شرودر وأنجيلا ميركل صدرتا 360 طنا من المواد الكيميائية القابلة للاستخدام في صناعة غازات سامة إلى سوريا بين عامي 2002 و2011. وذكرت القائمة التي أصدرتها الوزارة أن المواد الكيميائية المصدرة إلى سوريا يزيد حجمها عن ثلاثة أضعاف ما تم الإعلان عنه سابقا، وأن الشركات الألمانية أوقفت تصديرها بعد اندلاع الثورة الشعبية على نظام بشار الأسد. ونشرت وزارة الاقتصاد الألمانية هذه القائمة بعد أسبوعين من إعلانها -ردا على سؤال برلماني لحزب اليسار المعارض- أن الشركات الألمانية صدرت 135 طنا من المواد القابلة للاستعمال في صناعة أسلحة كيميائية إلى نظام بشار الأسد بين عامي 2002 و2006. وأظهرت القائمة أن صادرات ألمانيا من المواد الكيميائية مزدوجة الاستخدام إلى سوريا تضمنت أربعة أطنان من خليط لمادتي غالفانو ونترات السيانيد، و15 طنا من محلول الفلور المائي وهي مواد يمكن استخدامها بإنتاج سلاح كيميائي. وتضمنت الصادرات الكيميائية الألمانية بين عامي 2006 و2011 لنظام الأسد 270 طنا من مادة الفلوريد التي تعد من المكونات الرئيسية في صناعة غاز السارين السام، وأدى استخدام النظام السوري لغاز السارين -وفقا لتأكيدات دولية مختلفة- إلى قتل 1400 سوري بالقرب من العاصمة دمشق في 21 أغسطس/آب الماضي. وذكرت الوزارة أن تلك المواد يمكن استخدامها بشكل مزدوج لأغراض عسكرية ومدنية، غير أنها متأكدة أن هذه المواد تم استخدامها لأغراض مدنية، وكانت الوزارة قد ذكرت في بيان سابق أن الشركات الألمانية صدرت بين عامي 2002 و2006 إلى سوريا 135 طنا من الكيميائيات مزدوجة الاستخدام من بينها 110 أطنان من مادة الفلوريد، التي يمكن استعمالها بصناعة غاز السارين السام. الحكومة مسؤولة ومن جانبه اعتبر المتحدث باسم حزب اليسار يان فون أخن في لجنة الشؤون الخارجية بالبرلمان الألماني (البوندستاغ) في بيان تلقت الجزيرة نت نسخة منه، أن "الحكومة الألمانية تصرفت بلا مسؤولية بتصديقها عدة مرات على تصدير مواد كيميائية خطرة إلى النظام السوري الذي علم العالم كله بامتلاكه برنامجا نشطا لصناعة الأسلحة النووية، ورفضه التوقيع على الاتفاقية الدولية لحظر هذه الأسلحة". وقال فون أخن -الذي ينفرد حزبه دون كافة الأحزاب الألمانية بالتضامن مع نظام بشار الأسد- إن إيقاف برلين تصدير المواد الكيميائية مزدوجة الاستعمال بعد شهور من اندلاع الحرب الأهلية في سوريا لا يعفيها من المسؤولية. وأشار إلى أن الحكومة الألمانية غضت الطرف عن خطر استخدام النظام السوري للمواد الكيميائية التي حصل عليها في صناعة أسلحته الكيميائية، ورأى أن حكومة المستشارة أنجيلا ميركل وحدها صدرت 163 طنا من محلول الفلور المائي و38 طنا من مادة فلوريد الأمونيوم الهيدروجيني القابلين للاستخدام بصناعة غاز السارين السام. وقال إن حكومتي شرودر وميركل سمحتا بتصدير المواد الكيميائية المزدوجة الاستعمال استنادا إلى مجرد وعد من النظام السوري بعدم استخدامها في صناعة أسلحة.