كشفت دراسة دولية اليوم الخميس أن المحيطات تواجه خطرا أكبر مما كان يعتقد في السابق بسبب ثلاثة عوامل وصفتها بالمميتة، وهي الاحتباس الحراري وتناقص مستويات الأكسجين وزيادة حموضة المياه. وجاء في الدراسة -التي نشرها في العاصمة النرويجية أوسلو البرنامج الدولي لحالة المحيطات- أن درجة حرارة مياه المحيطات آخذة في الارتفاع، مما يدفع الكثير من الأسماك المطلوبة تجاريا باتجاه القطبين، وذلك رغم تباطؤ وتيرة ارتفاع درجة حرارة الجو هذا القرن. وأضاف التقرير أنه "جرى التهوين كثيرا من شأن المخاطر التي تتعرض لها المحيطات والأنظمة البيئية التي تدعمها". وأوضح معدو التقرير -الذين عملوا بالاشتراك مع الاتحاد الدولي للحفاظ على الطبيعة- أن حجم ومعدل اضطرابات الكربون في الوقت الحالي وما ينتج عنها من زيادة حموضة مياه المحيطات، أمر لم يسبق له مثيل في التاريخ المعروف للكوكب. ونبهوا إلى أن "الثلاثي المميت" المكون من الاحتباس الحراري ونقص كمية الأكسجين وزيادة الحموضة يضر بإنتاجية وفعالية المحيط وبدرجة كبيرة. ومن المعروف لدى العلماء أن درجة حرارة المحيطات ترتفع بسبب الحرارة الناجمة عن تراكم غازات الاحتباس الحراري في الغلاف الجوي، كما يمكن للأسمدة ومياه الصرف التي تصب في المحيطات أن تتسببا في زيادة نمو الطحالب التي تقلل مستويات الأكسجين في المياه. ويمكن لثاني أكسيد الكربون المتزايد في الهواء أن يؤدي إلى زيادة في حموضة مياه البحر عندما يتفاعل معها. وتأتي هذه الدراسة بعد أيام قليلة على اختتام اجتماع استمر أسبوعا في العاصمة السويدية ستوكهولم، واتفق فيه علماء ومسؤولون حكوميون من معظم دول العالم على تقرير للأمم المتحدة يقر بمسؤولية الإنسان بالدرجة الأولى عن ارتفاع درجة حرارة الأرض. وتوقع التقرير الذي قدمته اللجنة الأممية أن تتحمل الأنشطة البشرية مسؤولية 95% من أسباب ارتفاع درجات الحرارة منذ منتصف القرن العشرين بدلا من 90% حسب تقديرات اللجنة عام 2007، و66% في تقريرها عام 2001.