اجتماع حكومي يقر استكمال تنفيذ مشروع إعادة تأهيل ميناء الاصطياد    مسيرة بجامعة حجة تضامناً مع غزة    الحديدة.. لقاء موسع للعلماء والخطباء بالمراوعة لتعزيز الحشد لفعاليات المولد النبوي    إلى حضارم العزلة: خريطة حضرموت التاريخية من باب المندب إلى المهرة    الرئيس الزُبيدي يؤكد حرص الدولة على دعم الاستثمارات المحلية    قواتنا الجنوبية تكسر هجومًا حوثيًا في باب غلق وتكبد العدو خسائر فادحة    مناقشة استعدادات القطاع الصحي للاحتفاء بذكرى المولد النبوي    وجع بحجم اليمن    السلطات البريطانية تعتقل 365 شخصا في مظاهرة مؤيدة لمنظمة "فلسطين أكشن"    رامي المحمود وفعل الإدارة الوطنية للإفراج عنه    فعالية لشركتي النفط والغاز بذمار بذكرى المولد النبوي    الاصاد يحذر من أمطار رعدية مصحوبة بحبات البرد على 9 محافظات خلال الساعات القادمة    جلسة عاجلة لمجلس الأمن لبحث خطة إسرائيل لاحتلال غزة    روسيا تحذر إسرائيل من عواقب وخيمة بعد قرارها احتلال غزة    هل ينجح برشلونة في تجاوز حاجز ال100 هدف في الليغا؟    تقرير أممي: نزوح داخلي لعشرات الأسر اليمنية لاسباب متعددة    شكراً للفريق السامعي الذي ألف بينهم    أسعار الصرف مقابل الريال اليمني الأحد 10 أغسطس/آب 2025    أحمد سيف.. الذاكرة التي لا تغيب وصوت الدولة المدنية    الدكتورة زايد : هذا ما يحدث للإنسان عند فقدان أحد الأسنان    بعد محاولة اختطاف طفلة في ذمار .. ظاهرة اختطاف الأطفال يعود إلى الواجهة    البيض ماذا يريد بالضبط؟؟    رسميا.. النصر يضم مدافع برشلونة    علماء يكتشفون أن نقص عنصر غذائي "شائع" قد يسبب الزهايمر    فوائد صحية لتناول القرفة لا يعرفها كثيرون    المناظرة اليتيمة التي طأطأت رأس الإمامة في التاريخ!    مقتل 3 مسلحين وشرطي في هجوم على قوات الأمن في إيران    جيولوجيون يعثرون على آثار كارثة كونية في قاع المحيط    مركز الراهدة الجمركي يحبط عمليتي تهريب كمية من الأدوية والإلكترونيات    بالعلامة الكاملة.. نيوزيلندا في ربع النهائي    موريتانيا تنعش آمالها في بلوغ ربع نهائي كأس إفريقيا للمحليين    مواجهة نارية مساء اليوم بين ليفربول وكريستال بالاس    مأرب بلا كهرباء.. الفساد يلتهم جزء من موازنة المحطة الغازية ويخرجها عن الخدمة    عودة 6 صيادين بعد أشهر من الاختطاف في سجون العدوان السعودي    تراجع حوادث الدراجات النارية بنسبة 65%    وزارة التربية والتعليم تعلن نتيجة الدور الثاني لاختبارات الشهادة الأساسية    لماذا تتجعد أصابعنا في الماء تفسير طبي    الدكتور عبدالله العليمي يعزي أمين عام محلي شبوة عبدربه هشلة في وفاة شقيقه الشيخ محمد هشلة    الانفصال الذي يسوّقه إخوان اليمن على مقاسهم    لا للمنطقة العسكرية الاولى ولا للكلاب الحمر و للجرو الرضيع من ثديها    السكوتر ينقذ مدرب جوام    البرازيلية ألين تنتقل من الهلال إلى العلا    وقف صرف مرتبات المسؤولين بما فيهم أعضاء مجلس الرئاسة بالعملة الأجنبية    شباب المعافر يخطف نقطة ثمينة من شباب المسراخ في بطولة بيسان    إصلاح المهرة ينفذ برنامجاً تدريبياً لتعزيز قدرات كوادره في الإعلام الجديد    وزير الثقافة والسياحة يؤكد على أهمية الدور التنويري للمثقفين والأدباء    رحلة في متاهات الوطن    الأرصاد يتوقع هطول أمطار رعدية وهبوب رياح شديدة السرعة    انتقالي حضرموت يشارك في ختام مهرجان خريف حجر السنوي ويطّلع على أبرز فعالياته    انتقالي الضالع يدشن المرحلة الثالثة من تمكين المرأة اقتصادياً    تعز.. نقطة عسكرية تحتجز نائب مدير موانئ الحديدة وأسرته والمحور يرفض توجيهات المحافظ    استئناف أعمال الترميم والصيانة في قلعة القاهرة التاريخية بتعز    فؤاد الحميري، له من اسمه نصيب    هل هما شخص واحد.. الشبه الكبير بين البغدادي والشيباني    لهايات للبالغين تنتشر في الصين لتخفيف التوتر والإقلاع عن التدخين    مهرجان القاهرة السينمائي يطلق «CAIRO'S XR»    المدرسة الديمقراطية تكرم الصحفي حسن الوريث    من أين لك هذا المال؟!    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الباشا : ألوية الجيش في صعدة لاتستطيع الخروج في مهام خارجية وهادي يترك لنا الإجتهاد
نشر في الخبر يوم 05 - 10 - 2013

قال عضو اللجنة الرئاسية لإنهاء النزاعات بين الحوثيين والسلفيين في دماج علوي الباشا بن زبع إن اللجنة انتهت من صياغة وإقرار الحل النهائي وإنهاء التوتر والنزاعات وإحلال الامن والتعايش السلمي في دماج.
وأكد أنهم قدموا الوثيقة للرئيس هادي ممهورة بتواقيع الجانبين ممثلي السلفيين والحوثيين الذين شاركوا مع اللجنة في اجتماعات وتفاهمات عدة في صنعاء على مدار أسبوع ، مشيرا إلى أن هادي وافق عليها ووجه الجهات المعنية بالتنفيذ في ضوء نصوص الاتفاق.
وأشار زبع في حوار مع صحيفة «الناس» إلى أن الحل الذي توصلوا إليه في دماج، هو بداية الحل الحقيقي في صعدة، لافتا إلى أن الحل هو عودة الدولة ومخرجات الحوار الوطني ستقدم صفة كاملة للحل ملزمة للجميع.
وأوضح أن هناك تسعة ألوية من الجيش في صعدة لا يستطيعون الخروج في مهام خارجية.
ولفت إلى أن ميزة هادي في التعامل مع اللجنة هو أنه يعطي صلاحيات يضع الإطار العام ويترك لك الاجتهاد، ويوفر قدر لا بأس به من سرعة التجاوب وتوظيف ثقل الدولة لإسناد الجهود.
نص الحوار
*ما هو آخر ما توصلتم إليه في لجنة الوساطة بدماج؟
- انتهينا من صياغة وإقرار الحل النهائي أو ما اسميناه آلية إنهاء التوتر والنزاعات في دماج وإحلال الامن والتعايش السلمي في دماج، وقدمناها للأخ الرئيس ممهورة بتواقيع الجانبين ممثلي السلفيين والحوثيين الذين شاركوا مع اللجنة في اجتماعات وتفاهمات عدة في صنعاء على مدار أسبوع توج باستقبال الأخ الرئيس للجنة وسلمت له الاتفاق النهائي أو الآلية، ووافق عليها الرئيس ووجه الجهات المعنية بالتنفيذ في ضوء نصوص الاتفاق "آلية الحل"، هذه كانت المحصلة النهائية لبقية أعمال اللجنة وهي متعددة تعاطينا مع قضية معقدة أهمها مواجهات دموية كانت قائمة تحتاج ان توقفها ونزاعات مزمنة عليك ان توجد أساسا لحلها مقبولا عند الجانبين وعند الدولة أيضا ولهذا قمنا بتوزيع العمل على مرحلتين من البداية، مرحلة أولى "إيقاف المواجهات" ومرحلة ثانية" إيجاد اتفاق يحل النزاعات الموجودة لمنع عودة المواجهات والتوترات من جديد الى أبعد حد ممكن".
* ولماذا ذهبتم إلى دماج أنت والأستاذ يحيى ابواصبع ولم يذهب بقية أعضاء اللجنة؟
- واجهنا إشكالية أن هناك تحفظا على قوام اللجنة نتيجة ظروف قبلية متصلة ببعض التوترات في أماكن أخرى فقررت اللجنة أن يكون الفريق أقل عددا إلى دماج لينجز المرحلة الأولى وهو ما تم، والرئيس كان واضحا من البداية حيث أكد على ضرورة أن تنتهي المشكلة وان نعمل على جو إيجابي لبلورة الحلول وحلحلة القضية، نظرا لحساسيتها وان لا نربطها بقضايا أخرى ربما أراد ان تكون التسوية هناك نموذجا يمكن ان يقاس عليه في آليات فض النزاعات في قضايا أخرى خاصة ذات البعد الفكري او السياسي. وبعد وصولنا صعدة عملنا برنامجنا للرحلة الأولى "إيقاف إطلاق النار وسحب المسلحين إلى الوضع الذي كانوا عليه من قبل في ظل الوساطة السابقة، واخلاء الجرحى والقتلى وإعادة الرقابة القبلية التي انسحبت بسبب انهيار الهدنة السابقة. وكانت تحدث في اليوم الأول بعض الاختراقات لإطلاق النار والقصف المدفعي ولكنها كانت محدودة وتمت السيطرة عليها وانتهت المواجهات في دماج وجرت الهدنة بشكل جدي منذ اليوم التالي لوصولنا ومستمرة ولله الحمد.
* من قبل من القصف المدفعي؟
- من قبل الحوثيين حدث قصف قبل أن نصل دماج وقذيفة واحدة أثناء وجودنا واحتجينا واعتذروا عنها بحجة أنها من موقع لم يكن قد بلغ بوقف إطلاق النار، بالمناسبة كانت المواجهات شرسة قبل وفي يوم وصولنا بشكل لو استمر كان سيخلف خسائر بشرية ومادية كبيرة لدى الطرفين، وبدأنا من الساعات الأولى بالالتقاء بالمحافظ والقيادات العسكرية، ثم التقينا بالجانب الحوثي وممثل السيد عبدالملك الحوثي ثم بالجانب السلفي والشيخ يحيى الحجوري ونقلنا لهم رسالة الرئيس هادي بضرورة إيقاف الحرب وأن استمرار الحرب غير مسموح به، خصوصا والناس على طاولة الحوار والجميع مشارك في هذا الحوار الوطني.
* عندما دخلتم دماج، هل كانت الطريق مغلقة من قبل الحوثيين؟
- نعم كانت مغلقة كانوا في حالة حرب مفتوحة، نسقنا مع الحوثيين عبر ممثلهم المخول التنسيق مع اللجنة وقلنا لهم نريد أن تتوقف الحرب لأن نلتقي بالطرف الآخر ونعقد وقفا شاملا ومستمرا لإطلاق النار من الجانبين في وقت واحد كنا حددناه في اللجنة وافقوا ووافق الطرف السلفي، وأوقفنا إطلاق النار بعد لقائنا بالشيخ الحجوري، وبدأنا بنقل الجرحى وإرسالهم إلى صنعاء للعلاج وإخلاء جثث قتلى لم يتمكن الطرف المعني من إخلائهم نتيجة الاشتباكات وسحبنا المقاتلين من الجانبين من المواقع التي كانت في عهدة الرقابة القبلية، وأعدناها إليهم. وكانت لدينا إشكالية أن هناك مواقع تم استحداثها بعد الوساطة السابقة، لكنا حسمنا الأمر في هذا نهاية الأسبوع "تعود الأمور إلى ما كانت عليه إبان الوساطة السابقة التي قادها الشيخ حسين بن عبدالله الأحمر ومن معه من القبائل قبل حوالي عامين، وأي مستحدث يزال" والحقيقة أن التوتر الذي وجدناه ليس قتاليا فحسب بل نفسيا وانفعالات لدى بعض أهل دماج، نظرا لحجم المنطقة الصغير، ما يقارب اثنين كيلو متر، والشك والتحفز كان سيد الموقف في دماج أما التوازن القتالي من الناحية البشرية يبدو موجودا إلى حد ما.
* لكن هل يمكن أن نقارن بين قوة الحوثي وترسانته العسكرية، بقوة طلاب دماج؟
- بالنسبة للتواجد القتالي البشري هناك توازن معقول، لكن التسليح أكيد أن الحوثي عنده سلاح ثقيل، لكنه لم يستخدمه بإفراط، حدث ان استخدمه أثناء ما كنا هناك ولاحظنا ثلاث أو أربع حالات قصف مدفعية قبل وصولنا، واحدة منها سببت خسائر بشرية وبعد وصولنا سقطت قذيفة واحدة أثناء وجودنا في دماج وأخرى في اختراق آخر على خلفية حادثة قتل طرأت في شمال دماج وتم السيطرة عليها من قبل الجانبين ولم يحدث اي قصف مدفعي آخر، الحوثي صحيح عنده آلة عسكرية، لكن دماج عندها آلة بشرية بالمقابل ولديهم أسلحة خفيفة يقاتلون بها ويقال أن لديهم متوسطة، لم اهتم بهذا هو تحصيل حاصل القبائل اليمنية لديها أسلحة.
* بالنسبة للهدنة السابقة، هل اطلعتم على أسباب خرقها ومن قبل من؟
- لاحظنا مشكلة، وهي أن الوساطة الأولى عملت جهدا كبيرا وعملت ضمانات معينة، لكن الذي بدا لنا أن الطرفين المتنازعين لم يتعاملوا مع الاتفاقات بشكل جيد هم يتعاملون مع الصلح على انه ينتهي بأي تصرف من الآخر حتى ولو بسيط ولذلك الخروقات البسيطة حتى التي تحدث من أفراد انفعاليين من هذا الطرف او ذاك بدون رضاء قياداتهم وأعيان المنطقة يؤدي إلى انتكاسات للهدنة، فتخلق أزمة تولد حربا، هذا الذي كان يحصل غالبا والقرار السياسي يحضر أحيانا ولذلك كان لابد من تسوية تهدئ النفوس وتنزع التوتر والاحتقان وتعيد الناس إلى مربع التعايش الذي كان سائدا في دماج وغيرها في العقود التي مضت فالتعايش كان موجودا كما سمعت من الناس هناك.
* من الذي بدأ بخرق الهدنة؟
- لا نستطيع أن نؤكد من أي طرف حدث الخرق، لكن ما لاحظناه ان التوتر القتالي والنفسي يكاد يكون سيد الموقف، ولذلك من الصعب أن تقول أن الطرف هذا أو ذاك هو المسبب لعودة الحرب. هناك أسباب مختلفة، الحوثيون عندهم إستراتيجية أمنية، عندهم نقاط أمنية في كل مكان، ويحب أن يسيطر على كل مكان، ولذلك يضايق السلفيين ويعتقل أحيانا ويفتشهم أحيانا، ومن جهة أخرى، السلفيون أغلبهم من قبائل صعدة فيتصرفون على أن الحوثي يمارس سلطة الدولة وان هذه بلادنا ليش يفتشنا أو يضع نقاط في طريقنا وينزعجون من ذلك، فتحدث المشكلة بشكل تلقائي، إضافة إلى عملية استحداث مواقع وانتشارات مسلحة كانت تحصل لاعتبارات مختلفة، قد تكون لاعتبارات قبلية وهذه الأخيرة السلفيون يقعون فيها نتيجة شعورهم بالقلق على المعهد وعلى مواقعهم، والحوثي يقع فيها نتيجة تخوفات لديه من وجود الأجانب في دماج ربما تحت العامل الأمني يتسبب عناصر الحوثيين في إزعاج المواطنين في دماج وهذه من المشاكل التي حاولنا معالجتها في آلية الحل النهائي.
* لكن ألم تلاحظوا أن الحوثي، عنده رغبة في اجتثاث واستئصال دماج، كونها تشكل عليه خطرا، وتقف حجر عثرة في طريقه؟
- يتبادر إلى ذهن أي شخص عادي هذا الكلام، لكن أنا تحدثت مع السيد عبدالملك الحوثي، وقلت له أن هؤلاء مواطنون ومن الصعب عليه أن يستبعد أي مواطن مهما اختلف معه، واليمن تعايشت فيها كل الطوائف مع بعضها والزيدية حكمت اليمن قرابة ألف عام ولم نسمع أي مضايقات لمدارس ومعاهد الطائفة السنية في اليمن، عبدالملك الحوثي كان واضحا في رده، هو أكد أن المشكلة ليست مذهبية، فهو يقول إن هناك معاهد سلفية في مديريات أخرى ولا تحصل معهم مشاكل، لكن هؤلاء في دماج نتيجة وجود الأجانب نشعر بقلق منهم هذه هي المشكلة من وجهة نظرهم.
* ولكن العامل المذهبي ألم يكن حاضرا في التصعيد؟
- العامل المذهبي والحساسية الفكرية موجودة، لكن لا أعتقد أن لدى الحوثي نية لاجتثاث دماج، ولا عند السلفيين رفض مطلق للحوثيين في صعدة هناك قدر من التوازن وهناك العامل القبلي المتداخل في دماج كل هذا لا يسمح بفكرة الاجتثاث او الإقصاء بالشكل الذي قد تكون تقصده.
* أليس من حق الرأي العام، أن يفهم ما الذي يجري في دماج، ولا تنسى أن هناك حروبا في مناطق متعددة طرفها هو الحوثي؟
- تقصد الحوثيين كقوة سياسية أو عسكرية، تتوسع ومن الطبيعي أن تتوسع، كل الأطراف تتوسع في كل مكان لا أحد في اليمن راضي بحجمه وعليه الكل يتوسع يعني "التوسع ثقافة مشتركة في اليمن".
* تتوسع فكريا وثقافيا، وليس بقوة السلاح واحتلال المناطق بالعنف؟
- التوسع العسكري بالقوة مرفوض من اي طرف كان، ولكن علينا ان نكون صادقين هناك أطراف أخرى تعمل هذا الشيء نفسه، لكن بدرجة اقل او غير واضحة مما عليه الحركة الحوثية، واعتقد أنهم قد ينخرطون في العمل السياسي عن العسكري، إن فعلوا فسيكون وضعهم أفضل مما هم عليه الآن، فلغة السلاح لغة عفى عليها الزمن ولا تخدم اي قوة سياسية او فكرية على المدى الطويل مهما انتشرت عسكريا على الأرض تظل جروح الحروب والثارات السياسية عوامل تأثير سلبي غير عادية وأنت تلاحظ ان الناصريين والبعثيين لازالوا حتى الآن يدفعون ضريبة قسوة الجيش والأجهزة في التعامل مع بعض المواطنين منذ عقود لم تندمل الجروح بعد.
* على الأقل عندما نقلتم النتائج إلى الأخ رئيس الجمهورية، هل كشفتم له بشكل واضح، وحددتم الأطراف التي تكرر الحرب وتعتدي دائما؟
- نعم الأمر واضح له من برنامجنا ومسلم للأطراف بشفافية كاملة، المرحلة الثانية نحن وضعنا الأسس، لماذا تحدث الحروب وما هي المشكلة، ومشكلة كل طرف مع الآخر، عملنا حوارا مصغرا، استدعينا خمسة من كل طرف، وبدأنا نقاشا معهم على الوضع الموجود على الأرض، وكان عند السلفيين قلق من ممارسة الحوثي لمهام الدولة، وعند الحوثيين قلق من تواجد الأجانب في دماج، ولعدم الإطالة وثائق اللجنة وتقاريرها ونتائجها المسلمة للأخ الرئيس ولممثلي الجانبين واضحة ولا شيء لدينا نخفيه وحين تنشر لاحقا ستتبلور لك وأي مهتم إجابة واضحة عن كل هذا.
* الحوثيون هل قلقهم هذا منطقي، مع أن هؤلاء الأجانب دخلوا بطريقة رسمية ولديهم إقامات، ومنذ عشرات السنين وهم لم يحدثوا أي إشكالية؟
- الحوثيون في تصورهم أن قلقهم قد يكون منطقي مع الوضع العسكري، لأن المواجهات واستمرار الحروب قد يغير توجه الطلبة، ونحن نعرف ان السلفيين لا يحملون السلاح، لكن الآن أصبحوا كلهم مسلحين. المنطقي في هذا هو ما يخص اي مقاتل أجنبي جاء للنجدة وليس طالب علم، هذا أمره محلول في الآلية التي انتهينا اليها خروج جميع المقاتلين من دماج من الجانبين لا يبقى هناك إلا مواطنو دماج وطلاب وأساتذة العلم في معهد دار الحديث، وتسوية وضع اي طالب علم أجنبي مخالف لتكون إقامته مشروعة والشيخ الحجوري أكد لنا انه لا يقبل اي مشبوه أو مطلوب بين طلابه وبدا لي انه جاد فيما يقول.
* ماذا صنعتم في مسألة الحوار المصغر الذي تحدثت عنه سابقا؟
- نحن كلفنا كل طرف يعد رؤية تتضمن ما هي المشاكل والحلول في دماج من وجهة نظر الطرفين، وأعد كل طرف رؤية معينة، وكل طرف ركز على المشكلة التي يعاني منها، السلفيون ركزوا على أن الحوثي يمارس دور الدولة، ويمارس علينا ضغوطات في الطرقات وغيرها، والحوثيون يضغطون في اتجاه الأجانب. نحن أعددنا رؤية أخذنا من رؤى الطرفين وتوصلنا إلى أربع نقاط مهمة: أن الوضع العسكري متوتر في دماج ولن تهدأ دماج في ظل غياب الدولة، وغياب الدولة مشكلة ويجب أن تعود الدولة، كما أن بقاء الأجانب بطريقة غير مقننة شيء مقلق أيضا، لكن بصراحة هناك تهويل بالنسبة للأجانب، ليس بالشكل الذي يتخيله الحوثيون، وهناك قضايا مدنية داخل صعدة لا بد لها أن تحل. وبعد ذلك عملنا على اقتراح لجنة عسكرية، والجيش يقوم باستلام وتأمين المنطقة.
* كيف يستلم الجيش المنطقة، والحوثيون هم المسيطرون على المنطقة وليس للجيش أي دور يذكر؟
- بصراحة نحن طرحنا ضرورة وجود قوة عسكرية قيادتها محايدة، أي جيش محترف لا يميل لهذا الطرف او ذاك ووافق الحوثيون على تسليم مهمة التأمين والسيطرة للجيش في دماج، والسلفيون رحبوا ووافقوا على الفكرة، واعتقد أن هذه القضية حساسة ويجب أن تكون معالجتها نوعية واستثنائية فدماج كما بدت لي بمثابة خاصرة السلفيين في اليمن، والضغط على الخاصرة يفقد الجسم اعتداله وتوازنه.
* وهل وافق الحوثي على هذه القوة العسكرية، وسمح لها بالعمل؟
- نعم تم التوافق عليها، رغم علمنا أن هناك تسعة ألوية من الجيش في صعدة لا يستطيعون الخروج في مهام خارجية. لازال الوضع في صعدة ينتظر نتائج ومخرجات الحوار الوطني، لكن الرئيس بموجب تقرير وتوصيات اللجنة في المرحلة الأولى قرر أعطاء دماج وضعا خاصا، والسلفيون قلنا لهم إذا وجدت الدولة هنا يجب أن تهدءوا، لم يعد القلق مبررا والكل تقبل وحصلنا على تعهد من الحوثي ومن الحجوري ان الجيش يتفضل إلى دماج في أي وقت واعتقد هذه القوة ستكون هناك خلال أسابيع إن لم تكن أيام كما هو المتفق عليه.
* كيف تقرأ مستقبل الصراع هناك في صعدة؟
- باعتقادي أن الحل الذي بدأناه في دماج، هو بداية الحل الحقيقي في صعدة، والحل هو عودة الدولة ومخرجات الحوار الوطني ستقدم صفة كاملة للحل ملزمة للجميع.
* هل هناك فارق بين هادي وعلي عبدالله صالح في التعامل مع مثل هذه اللجان؟
- ميزة هادي أنه يعطي صلاحيات يضع الإطار العام ويترك لك الاجتهاد، ويوفر قدر لا بأس به من سرعة التجاوب وتوظيف ثقل الدولة لاسناد الجهود، لاحظت ان وزارة الدفاع سهلت لوجستيا بشكل كبير، مثلا في دماج واجهتنا مشكلة أن أكثر من 17 جريحا بعضهم أطفال ونساء ينزفون لهم أيام وبعضهم أسابيع وهم محاصرون بمرافق المعهد والبيوت، على الفور بمجرد أن عقدنا الهدنة تكلمنا مع الطرفين أن يتم إخلاء القتلى والجرحى قبل إخلاء المقاتلين، بسهولة تواصلنا مع الدفاع ووفروا لنا النقل الجوي العسكري والحجوزات في المستشفى العسكري في صنعاء خلال ساعات. من يريد أن ينجح سيسمح له الرئيس أن ينجح لكن هو بحاجة إلى أن يتعامل مع الآخرين ويكونون صادقين، لاحظت السلفيين والحوثيين كانوا يهتمون أن تتعامل بصدق حتى لو كنت تقسو عليهم يحترمونك وينفذون برنامجك بروح طيبة الناس ملوا المجاملات والتسويات على حساب الدماء والسكينة العامة.
* البعض كان يتهمكم بعدم الضغط على الحوثي بسبب وجودكم تحت رحمة الحوثي والتخوف منهم؟
- لا استطيع أن أقول أن الحوثي ترك لنا ما لم يتركه للآخرين، هو تقبل منا ترحيل قضايا من المرحلة الأولى إلى الثانية التي نقلناها الى صنعاء رغم أنها في برنامجنا وكان بإمكانه ان يعطل المرحلة الأولى حتى تتم تسويتها لكنه تقبل محاذير كنا نتحاشاها بغية نجاح أعمال اللجنة، يبدو ان من يقول هذا هو من جاء في وساطات أخرى، هذه اللجنة وضعها مختلف كان وراءها ثقل رئيس الجمهورية وحيادية الوسطاء وهذه تكفي لان تمارس عملها بشكل مريح وبتقدير من الجانبين وهو ما لمسناه بالفعل.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.