أبناء ريمة يحتشدون وفاءً للقرآن وتضامناً مع غزة في مسيرة غير مسبوقة    بنات الحاج أحمد عبدالله الشيباني يستصرخن القبائل والمشايخ وسلطات الدولة ووجاهات اليمن لرفع الظلم وإنصافهن من أخيهن عبدالكريم    بنات الحاج أحمد عبدالله الشيباني يستصرخن القبائل والمشايخ وسلطات الدولة ووجاهات اليمن لرفع الظلم وإنصافهن من أخيهن عبدالكريم    أمين عام الأمم المتحدة تؤكد: قضية شعب الجنوب مفتاح السلام المستدام في اليمن    الإصلاح يصفي أبناء تعز: استقالات تتحول إلى حكم إعدام بسبب رغبتهم الانضمام لطارق صالح    الحبيب الجفري يحذّر من تسييس الدين: الشرع ليس غطاءً لصراعات السياسة    الذهب يسجّل أعلى مستوى له في التاريخ    انتخاب برهم صالح لقيادة مفوضية الأمم المتحدة للاجئين    الشيخ المفلحي يعزي في وفاة الشخصية الوطنية السفير المناضل محمد العبادي    أزمة خانقة في مخابز عدن.. المواطن يعاني والانتقالي يبيع الأوهام    خبير دولي: على الانتقالي التركيز على الإعلام الخارجي بالإنجليزية لبناء التفهم الدولي لقضية الجنوب    كأس ملك اسبانيا: تأهل اتلتيك بلباو وبيتيس لدور ال16    المغرب يتوج بطلاً لكأس العرب بانتصاره المثير على منتخب الاردن    انعقاد الاجتماع الفني لبطولة مديريات محافظة تعز - 2026 برعاية بنك الكريمي    صحيفة أمريكية: خطاب ترامب الأخير .. الأمور ليست على ما يرام!    الحرية للأستاذ أحمد النونو..    التكتل الوطني للأحزاب: استهداف مقر الإصلاح محاولة لجر تعز إلى الفوضى    السبت .. انطلاق سباق الدراجات الهوائية لمسافة 62 كم بصنعاء    دمعة وحرف في حضرة الإصلاح    شرطة تعز تعلن ضبط متورطين في تفجير عبوة ناسفة قرب مقر تجمع الإصلاح ومعلومات عن طبيعة الانفجار    وحدة حماية الأراضي تزيل استحداثات عشوائية في حرم مطار عدن المستقبلي بصلاح الدين    القرفة في الشتاء: فوائد صحية متعددة وتعزيز المناعة    الرئيس الزُبيدي يؤكد أهمية البيانات الإحصائية في بناء الدولة وصناعة القرار    أحزاب تعز تدين استهداف مقر الإصلاح والسلطة المحلية تؤكد ملاحقة الجناة    تجار تعز يشكون ربط ضريبة المبيعات بفوارق أسعار الصرف والغرفة التجارية تدعو لتطبيق القانون    إقامة ثلاثة مخيمات طبية خيرية مجانية في الحديدة    اختتام أعمال المؤتمر العلمي الثامن للمركز العسكري للقلب    لملس والعاقل يدشنان مهرجان عدن الدولي للشعوب والتراث    استشهاد قيادي إصلاحي وإصابة آخر بالتفجير الإرهابي الذي استهداف مقر الإصلاح في تعز    صنعاء.. البنك المركزي يعيد التعامل مع شبكة تحويلات مالية    انفجار حزام ناسف لأحد المجاهدين لحظة خروجه من مقر الإصلاح في تعز    سلطات مدينة تعز تفكك مخيمات الاعتصام بالقوة    الأرصاد: طقس بارد إلى بارد نسبيًا على المرتفعات    المحافظ لملس يعزّي الصحفي صلاح السقلدي في وفاة والدته    نادية الكوكباني تفوز بجائزة نجيب محفوظ لأفضل رواية عربية للعام 2025    أرقام فلكية.. الفيفا يعلن عن الجوائز المالية لكأس العالم 2026    سان جيرمان يتوج بكأس القارات للأندية لأول مرة في تاريخه    طائرة شحن إماراتية محمّلة بالسلاح تصل مطار الريان بحضرموت    بين الاعتزاز والانسلاخ: نداءُ الهوية في زمن التيه    شرطة أمانة العاصمة تكشف هوية الجناة والمجني عليهما في حادثة القتل بشارع خولان    من بينها اليمن.. واشنطن توسع حظر السفر على مواطني دول إفريقية وآسيوية    الصحفي والمقدم الإذاعي المتميز محمد السامعي    اتحاد كرة القدم يعلن استكمال تحضيراته لانطلاق دوري الدرجة الثانية    أيها المؤرخ العلم: ما نسيناك !    روائية يمنية تفوز بجائزة أدبية في مصر    الرئيس المشاط يعزّي الشيخ عبدالله الرزامي في وفاة أخته    تفقد سير أعمال الترميم في جامع الجند التاريخي    صباح عدني ثقيل    تحرير حضرموت: اللطمة التي أفقدت قوى الاحتلال صوابها    اليابان تقدم حزمة مساعدات إنسانية جديدة لليمن بقيمة 13.8 مليون دولار    صباح المسيح الدجال:    دراسة: الأطفال النباتيون أقصر قامة وأنحف من أقرانهم متناولي اللحوم    مأرب.. السلطة المحلية تكرم فريق نادي السد لكرة القدم بمناسبة الصعود لدوري الدرجة الثانية    تأكيداً على عظمة ومكانة المرأة المسلمة.. مسيرات نسائية كبرى إحياء لذكرى ميلاد فاطمة الزهراء    جوهرة الكون وسيدة الفطرة    مرض الفشل الكلوي (32)    بدعم سعودي.. مشروع الاستجابة العاجلة لمكافحة الكوليرا يقدم خدماته ل 7,815 شخصا    ضرب الخرافة بتوصيف علمي دقيق    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



مهمة اللجنة الرئاسية لإعادة السلام إلى دماج في حوار مع الشيخ علوي الباشا بن زبع
نشر في نشوان نيوز يوم 03 - 10 - 2013

9 ألوية من الجيش في صعدة لا تستطيع الخروج في مهام خارجية، وميزة هادي أنه يعطي صلاحيات ويترك لك الاجتهاد، وواجهنا إشكالية أن هناك تحفظاً على قوام اللجنة نتيجة ظروف قبلية متصلة ببعض التوترات في أماكن أخرى..

عضو اللجنة الرئاسية لإنهاء النزاعات بين الحوثيين والسلفيين في دماج الشيخ علوي الباشا بن زبع يتحدث لصحيفة "الناس" في هذا الحوار..
*ما هو آخر ما توصلتم إليه في لجنة الوساطة بدماج؟
- انتهينا من صياغة وإقرار الحل النهائي أو ما اسميناه آلية إنهاء التوتر والنزاعات في دماج وإحلال الامن والتعايش السلمي في دماج، وقدمناها للأخ الرئيس ممهورة بتواقيع الجانبين ممثلي السلفيين والحوثيين الذين شاركوا مع اللجنة في اجتماعات وتفاهمات عدة في صنعاء على مدار أسبوع توج باستقبال الأخ الرئيس للجنة وسلمت له الاتفاق النهائي أو الآلية، ووافق عليها الرئيس ووجه الجهات المعنية بالتنفيذ في ضوء نصوص الاتفاق "آلية الحل"، هذه كانت المحصلة النهائية لبقية أعمال اللجنة وهي متعددة تعاطينا مع قضية معقدة أهمها مواجهات دموية كانت قائمة تحتاج ان توقفها ونزاعات مزمنة عليك ان توجد أساسا لحلها مقبولا عند الجانبين وعند الدولة أيضا ولهذا قمنا بتوزيع العمل على مرحلتين من البداية، مرحلة أولى "إيقاف المواجهات" ومرحلة ثانية" إيجاد اتفاق يحل النزاعات الموجودة لمنع عودة المواجهات والتوترات من جديد الى أبعد حد ممكن".
* ولماذا ذهبتم إلى دماج أنت والأستاذ يحيى ابواصبع ولم يذهب بقية أعضاء اللجنة؟
- واجهنا إشكالية أن هناك تحفظا على قوام اللجنة نتيجة ظروف قبلية متصلة ببعض التوترات في أماكن أخرى فقررت اللجنة أن يكون الفريق أقل عددا إلى دماج لينجز المرحلة الأولى وهو ما تم، والرئيس كان واضحا من البداية حيث أكد على ضرورة أن تنتهي المشكلة وان نعمل على جو إيجابي لبلورة الحلول وحلحلة القضية، نظرا لحساسيتها وان لا نربطها بقضايا أخرى ربما أراد ان تكون التسوية هناك نموذجا يمكن ان يقاس عليه في آليات فض النزاعات في قضايا أخرى خاصة ذات البعد الفكري او السياسي. وبعد وصولنا صعدة عملنا برنامجنا للرحلة الأولى "إيقاف إطلاق النار وسحب المسلحين إلى الوضع الذي كانوا عليه من قبل في ظل الوساطة السابقة، واخلاء الجرحى والقتلى وإعادة الرقابة القبلية التي انسحبت بسبب انهيار الهدنة السابقة. وكانت تحدث في اليوم الأول بعض الاختراقات لإطلاق النار والقصف المدفعي ولكنها كانت محدودة وتمت السيطرة عليها وانتهت المواجهات في دماج وجرت الهدنة بشكل جدي منذ اليوم التالي لوصولنا ومستمرة ولله الحمد.
* من قبل من القصف المدفعي؟
- من قبل الحوثيين حدث قصف قبل أن نصل دماج وقذيفة واحدة أثناء وجودنا واحتجينا واعتذروا عنها بحجة أنها من موقع لم يكن قد بلغ بوقف إطلاق النار، بالمناسبة كانت المواجهات شرسة قبل وفي يوم وصولنا بشكل لو استمر كان سيخلف خسائر بشرية ومادية كبيرة لدى الطرفين، وبدأنا من الساعات الأولى بالالتقاء بالمحافظ والقيادات العسكرية، ثم التقينا بالجانب الحوثي وممثل السيد عبدالملك الحوثي ثم بالجانب السلفي والشيخ يحيى الحجوري ونقلنا لهم رسالة الرئيس هادي بضرورة إيقاف الحرب وأن استمرار الحرب غير مسموح به، خصوصا والناس على طاولة الحوار والجميع مشارك في هذا الحوار الوطني.
* عندما دخلتم دماج، هل كانت الطريق مغلقة من قبل الحوثيين؟
- نعم كانت مغلقة كانوا في حالة حرب مفتوحة، نسقنا مع الحوثيين عبر ممثلهم المخول التنسيق مع اللجنة وقلنا لهم نريد أن تتوقف الحرب لأن نلتقي بالطرف الآخر ونعقد وقفا شاملا ومستمرا لإطلاق النار من الجانبين في وقت واحد كنا حددناه في اللجنة وافقوا ووافق الطرف السلفي، وأوقفنا إطلاق النار بعد لقائنا بالشيخ الحجوري، وبدأنا بنقل الجرحى وإرسالهم إلى صنعاء للعلاج وإخلاء جثث قتلى لم يتمكن الطرف المعني من إخلائهم نتيجة الاشتباكات وسحبنا المقاتلين من الجانبين من المواقع التي كانت في عهدة الرقابة القبلية، وأعدناها إليهم. وكانت لدينا إشكالية أن هناك مواقع تم استحداثها بعد الوساطة السابقة، لكنا حسمنا الأمر في هذا نهاية الأسبوع "تعود الأمور إلى ما كانت عليه إبان الوساطة السابقة التي قادها الشيخ حسين بن عبدالله الأحمر ومن معه من القبائل قبل حوالي عامين، وأي مستحدث يزال" والحقيقة أن التوتر الذي وجدناه ليس قتاليا فحسب بل نفسيا وانفعالات لدى بعض أهل دماج، نظرا لحجم المنطقة الصغير، ما يقارب اثنين كيلو متر، والشك والتحفز كان سيد الموقف في دماج أما التوازن القتالي من الناحية البشرية يبدو موجودا إلى حد ما.
* لكن هل يمكن أن نقارن بين قوة الحوثي وترسانته العسكرية، بقوة طلاب دماج؟
- بالنسبة للتواجد القتالي البشري هناك توازن معقول، لكن التسليح أكيد أن الحوثي عنده سلاح ثقيل، لكنه لم يستخدمه بإفراط، حدث ان استخدمه أثناء ما كنا هناك ولاحظنا ثلاث أو أربع حالات قصف مدفعية قبل وصولنا، واحدة منها سببت خسائر بشرية وبعد وصولنا سقطت قذيفة واحدة أثناء وجودنا في دماج وأخرى في اختراق آخر على خلفية حادثة قتل طرأت في شمال دماج وتم السيطرة عليها من قبل الجانبين ولم يحدث اي قصف مدفعي آخر، الحوثي صحيح عنده آلة عسكرية، لكن دماج عندها آلة بشرية بالمقابل ولديهم أسلحة خفيفة يقاتلون بها ويقال أن لديهم متوسطة، لم اهتم بهذا هو تحصيل حاصل القبائل اليمنية لديها أسلحة.
* بالنسبة للهدنة السابقة، هل اطلعتم على أسباب خرقها ومن قبل من؟
- لاحظنا مشكلة، وهي أن الوساطة الأولى عملت جهدا كبيرا وعملت ضمانات معينة، لكن الذي بدا لنا أن الطرفين المتنازعين لم يتعاملوا مع الاتفاقات بشكل جيد هم يتعاملون مع الصلح على انه ينتهي بأي تصرف من الآخر حتى ولو بسيط ولذلك الخروقات البسيطة حتى التي تحدث من أفراد انفعاليين من هذا الطرف او ذاك بدون رضاء قياداتهم وأعيان المنطقة يؤدي إلى انتكاسات للهدنة، فتخلق أزمة تولد حربا، هذا الذي كان يحصل غالبا والقرار السياسي يحضر أحيانا ولذلك كان لابد من تسوية تهدئ النفوس وتنزع التوتر والاحتقان وتعيد الناس إلى مربع التعايش الذي كان سائدا في دماج وغيرها في العقود التي مضت فالتعايش كان موجودا كما سمعت من الناس هناك.
* من الذي بدأ بخرق الهدنة؟
- لا نستطيع أن نؤكد من أي طرف حدث الخرق، لكن ما لاحظناه ان التوتر القتالي والنفسي يكاد يكون سيد الموقف، ولذلك من الصعب أن تقول أن الطرف هذا أو ذاك هو المسبب لعودة الحرب. هناك أسباب مختلفة، الحوثيون عندهم إستراتيجية أمنية، عندهم نقاط أمنية في كل مكان، ويحب أن يسيطر على كل مكان، ولذلك يضايق السلفيين ويعتقل أحيانا ويفتشهم أحيانا، ومن جهة أخرى، السلفيون أغلبهم من قبائل صعدة فيتصرفون على أن الحوثي يمارس سلطة الدولة وان هذه بلادنا ليش يفتشنا أو يضع نقاط في طريقنا وينزعجون من ذلك، فتحدث المشكلة بشكل تلقائي، إضافة إلى عملية استحداث مواقع وانتشارات مسلحة كانت تحصل لاعتبارات مختلفة، قد تكون لاعتبارات قبلية وهذه الأخيرة السلفيون يقعون فيها نتيجة شعورهم بالقلق على المعهد وعلى مواقعهم، والحوثي يقع فيها نتيجة تخوفات لديه من وجود الأجانب في دماج ربما تحت العامل الأمني يتسبب عناصر الحوثيين في إزعاج المواطنين في دماج وهذه من المشاكل التي حاولنا معالجتها في آلية الحل النهائي.
* لكن ألم تلاحظوا أن الحوثي، عنده رغبة في اجتثاث واستئصال دماج، كونها تشكل عليه خطرا، وتقف حجر عثرة في طريقه؟
- يتبادر إلى ذهن أي شخص عادي هذا الكلام، لكن أنا تحدثت مع السيد عبدالملك الحوثي، وقلت له أن هؤلاء مواطنون ومن الصعب عليه أن يستبعد أي مواطن مهما اختلف معه، واليمن تعايشت فيها كل الطوائف مع بعضها والزيدية حكمت اليمن قرابة ألف عام ولم نسمع أي مضايقات لمدارس ومعاهد الطائفة السنية في اليمن، عبدالملك الحوثي كان واضحا في رده، هو أكد أن المشكلة ليست مذهبية، فهو يقول إن هناك معاهد سلفية في مديريات أخرى ولا تحصل معهم مشاكل، لكن هؤلاء في دماج نتيجة وجود الأجانب نشعر بقلق منهم هذه هي المشكلة من وجهة نظرهم.
* ولكن العامل المذهبي ألم يكن حاضرا في التصعيد؟
- العامل المذهبي والحساسية الفكرية موجودة، لكن لا أعتقد أن لدى الحوثي نية لاجتثاث دماج، ولا عند السلفيين رفض مطلق للحوثيين في صعدة هناك قدر من التوازن وهناك العامل القبلي المتداخل في دماج كل هذا لا يسمح بفكرة الاجتثاث او الإقصاء بالشكل الذي قد تكون تقصده.
* أليس من حق الرأي العام، أن يفهم ما الذي يجري في دماج، ولا تنسى أن هناك حروبا في مناطق متعددة طرفها هو الحوثي؟
- تقصد الحوثيين كقوة سياسية أو عسكرية، تتوسع ومن الطبيعي أن تتوسع، كل الأطراف تتوسع في كل مكان لا أحد في اليمن راضي بحجمه وعليه الكل يتوسع يعني "التوسع ثقافة مشتركة في اليمن".
* تتوسع فكريا وثقافيا، وليس بقوة السلاح واحتلال المناطق بالعنف؟
- التوسع العسكري بالقوة مرفوض من اي طرف كان، ولكن علينا ان نكون صادقين هناك أطراف أخرى تعمل هذا الشيء نفسه، لكن بدرجة اقل او غير واضحة مما عليه الحركة الحوثية، واعتقد أنهم قد ينخرطون في العمل السياسي عن العسكري، إن فعلوا فسيكون وضعهم أفضل مما هم عليه الآن، فلغة السلاح لغة عفى عليها الزمن ولا تخدم اي قوة سياسية او فكرية على المدى الطويل مهما انتشرت عسكريا على الأرض تظل جروح الحروب والثارات السياسية عوامل تأثير سلبي غير عادية وأنت تلاحظ ان الناصريين والبعثيين لازالوا حتى الآن يدفعون ضريبة قسوة الجيش والأجهزة في التعامل مع بعض المواطنين منذ عقود لم تندمل الجروح بعد.
* على الأقل عندما نقلتم النتائج إلى الأخ رئيس الجمهورية، هل كشفتم له بشكل واضح، وحددتم الأطراف التي تكرر الحرب وتعتدي دائما؟
- نعم الأمر واضح له من برنامجنا ومسلم للأطراف بشفافية كاملة، المرحلة الثانية نحن وضعنا الأسس، لماذا تحدث الحروب وما هي المشكلة، ومشكلة كل طرف مع الآخر، عملنا حوارا مصغرا، استدعينا خمسة من كل طرف، وبدأنا نقاشا معهم على الوضع الموجود على الأرض، وكان عند السلفيين قلق من ممارسة الحوثي لمهام الدولة، وعند الحوثيين قلق من تواجد الأجانب في دماج، ولعدم الإطالة وثائق اللجنة وتقاريرها ونتائجها المسلمة للأخ الرئيس ولممثلي الجانبين واضحة ولا شيء لدينا نخفيه وحين تنشر لاحقا ستتبلور لك وأي مهتم إجابة واضحة عن كل هذا.
* الحوثيون هل قلقهم هذا منطقي، مع أن هؤلاء الأجانب دخلوا بطريقة رسمية ولديهم إقامات، ومنذ عشرات السنين وهم لم يحدثوا أي إشكالية؟
- الحوثيون في تصورهم أن قلقهم قد يكون منطقيا مع الوضع العسكري، لأن المواجهات واستمرار الحروب قد يغير توجه الطلبة، ونحن نعرف ان السلفيين لا يحملون السلاح، لكن الآن أصبحوا كلهم مسلحين. المنطقي في هذا هو ما يخص اي مقاتل أجنبي جاء للنجدة وليس طالب علم، هذا أمره محلول في الآلية التي انتهينا اليها خروج جميع المقاتلين من دماج من الجانبين لا يبقى هناك إلا مواطنو دماج وطلاب وأساتذة العلم في معهد دار الحديث، وتسوية وضع اي طالب علم أجنبي مخالف لتكون إقامته مشروعة والشيخ الحجوري أكد لنا انه لا يقبل اي مشبوه أو مطلوب بين طلابه وبدا لي انه جاد فيما يقول.
* ماذا صنعتم في مسألة الحوار المصغر الذي تحدثت عنه سابقا؟
- نحن كلفنا كل طرف يعد رؤية تتضمن ما هي المشاكل والحلول في دماج من وجهة نظر الطرفين، وأعد كل طرف رؤية معينة، وكل طرف ركز على المشكلة التي يعاني منها، السلفيون ركزوا على أن الحوثي يمارس دور الدولة، ويمارس علينا ضغوطات في الطرقات وغيرها، والحوثيون يضغطون في اتجاه الأجانب. نحن أعددنا رؤية أخذنا من رؤى الطرفين وتوصلنا إلى أربع نقاط مهمة: أن الوضع العسكري متوتر في دماج ولن تهدأ دماج في ظل غياب الدولة، وغياب الدولة مشكلة ويجب أن تعود الدولة، كما أن بقاء الأجانب بطريقة غير مقننة شيء مقلق أيضا، لكن بصراحة هناك تهويل بالنسبة للأجانب، ليس بالشكل الذي يتخيله الحوثيون، وهناك قضايا مدنية داخل صعدة لا بد لها أن تحل. وبعد ذلك عملنا على اقتراح لجنة عسكرية، والجيش يقوم باستلام وتأمين المنطقة.
* كيف يستلم الجيش المنطقة، والحوثيون هم المسيطرون على المنطقة وليس للجيش أي دور يذكر؟
- بصراحة نحن طرحنا ضرورة وجود قوة عسكرية قيادتها محايدة، أي جيش محترف لا يميل لهذا الطرف او ذاك ووافق الحوثيون على تسليم مهمة التأمين والسيطرة للجيش في دماج، والسلفيون رحبوا ووافقوا على الفكرة، واعتقد أن هذه القضية حساسة ويجب أن تكون معالجتها نوعية واستثنائية فدماج كما بدت لي بمثابة خاصرة السلفيين في اليمن، والضغط على الخاصرة يفقد الجسم اعتداله وتوازنه.
* وهل وافق الحوثي على هذه القوة العسكرية، وسمح لها بالعمل؟
- نعم تم التوافق عليها، رغم علمنا أن هناك تسعة ألوية من الجيش في صعدة لا يستطيعون الخروج في مهام خارجية. لازال الوضع في صعدة ينتظر نتائج ومخرجات الحوار الوطني، لكن الرئيس بموجب تقرير وتوصيات اللجنة في المرحلة الأولى قرر أعطاء دماج وضعا خاصا، والسلفيون قلنا لهم إذا وجدت الدولة هنا يجب أن تهدءوا، لم يعد القلق مبررا والكل تقبل وحصلنا على تعهد من الحوثي ومن الحجوري ان الجيش يتفضل إلى دماج في أي وقت واعتقد هذه القوة ستكون هناك خلال أسابيع إن لم تكن أيام كما هو المتفق عليه.
* كيف تقرأ مستقبل الصراع هناك في صعدة؟
- باعتقادي أن الحل الذي بدأناه في دماج، هو بداية الحل الحقيقي في صعدة، والحل هو عودة الدولة ومخرجات الحوار الوطني ستقدم صفة كاملة للحل ملزمة للجميع.
* هل هناك فارق بين هادي وعلي عبدالله صالح في التعامل مع مثل هذه اللجان؟
- ميزة هادي أنه يعطي صلاحيات يضع الإطار العام ويترك لك الاجتهاد، ويوفر قدر لا بأس به من سرعة التجاوب وتوظيف ثقل الدولة لاسناد الجهود، لاحظت ان وزارة الدفاع سهلت لوجستيا بشكل كبير، مثلا في دماج واجهتنا مشكلة أن أكثر من 17 جريحا بعضهم أطفال ونساء ينزفون لهم أيام وبعضهم أسابيع وهم محاصرون بمرافق المعهد والبيوت، على الفور بمجرد أن عقدنا الهدنة تكلمنا مع الطرفين أن يتم إخلاء القتلى والجرحى قبل إخلاء المقاتلين، بسهولة تواصلنا مع الدفاع ووفروا لنا النقل الجوي العسكري والحجوزات في المستشفى العسكري في صنعاء خلال ساعات. من يريد أن ينجح سيسمح له الرئيس أن ينجح لكن هو بحاجة إلى أن يتعامل مع الآخرين ويكونون صادقين، لاحظت السلفيين والحوثيين كانوا يهتمون أن تتعامل بصدق حتى لو كنت تقسو عليهم يحترمونك وينفذون برنامجك بروح طيبة الناس ملوا المجاملات والتسويات على حساب الدماء والسكينة العامة.
* البعض كان يتهمكم بعدم الضغط على الحوثي بسبب وجودكم تحت رحمة الحوثي والتخوف منهم؟
- لا استطيع أن أقول أن الحوثي ترك لنا ما لم يتركه للآخرين، هو تقبل منا ترحيل قضايا من المرحلة الأولى إلى الثانية التي نقلناها الى صنعاء رغم أنها في برنامجنا وكان بإمكانه ان يعطل المرحلة الأولى حتى تتم تسويتها لكنه تقبل محاذير كنا نتحاشاها بغية نجاح أعمال اللجنة، يبدو ان من يقول هذا هو من جاء في وساطات أخرى، هذه اللجنة وضعها مختلف كان وراءها ثقل رئيس الجمهورية وحيادية الوسطاء وهذه تكفي لان تمارس عملها بشكل مريح وبتقدير من الجانبين وهو ما لمسناه بالفعل.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.