أثارت إقالة الرئيس التونسي المنصف المرزوقي في الاسبوع الماضي لمدير الأمن الرئاسي في تونس سالم سيك سالم الذي كان يوصف بأنه الرجل القوي داخل القصر الرئاسي لاسيما وأنه كان من بين الحلقة الضيقة المحيطة بالرئيس المعزول زين العابدين بن علي وكان أحد الذين بقوا إلى جوار بن علي إلى آخر الوقت، كما نشرت تقارير عدة أنه كان أحد الذين رتبوا أوضاع تونس بعد هروب بن علي إلى السعودية، وقد فتحت هذه الاقالة الباب أمام القرارات السابقة التي قام بها الرئيس المنصف المرزوقي في 22 أغسطس الماضي حينما أصدر قرارا جمهوريا فاجأ به الكثيرين بإجراء تغييرات هائلة في قيادة أركان الجيش التونسي حيث قام بتسمية كل من: أمير اللواء بشير البدوي رئيساً لأركان جيش الطيران خلفاً لأمير اللواء محمد نجيب الجلاصي، الذي عين مديراً عاماً للعلاقات الخارجية والتعاون الدولي بوزارة الدفاع الوطني، وأمير اللواء النوري بن طاوس مديراً عاماً للأمن العسكري خلفاً لأمير اللواء بالبحرية كمال العكروت الذي عين ملحقا عسكرياً بالخارج، وأمير اللواء محمد النفطي متفقداً عاماً للقوات المسلحة وكان المرزوقي قد سبق ذلك بتغيير أكبر في بداية يوليو الماضي حينما أمر بتعيين العميد محمد صالح الحامدي، رئيساً جديداً لأركان الجيش التونسي بعد ترقيته إلى رتبة أمير لواء، بدلاً من الفريق رشيد عمار الذي قدم استقالته في يونيو الماضي، وكان رئيس أركان الجيش التونسي السابق الفريق رشيد عمار قد أعلن استقالته، مبرراً هذا القرار بتجاوزه سن التقاعد، وفجّر هذا الإعلان جدلاً حول تركه منصبه في وقت تمر فيه البلاد بتوتر سياسي حاد حيث كان عمار هو رئيس الأركان حينما أطاح الشعب بالمعزول بن علي. ومن ناحية أخرى أثارت ترقية العميد محمد صالح الحامدي إلى رتبة أمير لواء وتعيينه رئيسا لأركان الجيش تساؤلات كثيرة لأنها المرة الأولى التي يعين فيها رئيس اركان من المناطق الداخلية لتونس لأن الشائع في المناصب الهامة ومنها قيادة الجيش أن يكون أغلب القائمين بها من المدن الساحلية، وفي حواري مع الرئيس المرزوقي حول هذه النقطة قال إن الكفاءة وليست الجهوية هي التي دفعته لهذا الخيار. كثير من المراقبين للشأن التونسي نظروا لهذه القرارات على أنها قرارات ثورية لا تقل عن الخطوة التي قام بها الرئيس المعزول محمد مرسي حينما قام بإقالة وزير الدفاع طنطاوي ورئيس الأركان سامي عنان لكن الفارق هو أن الجيش التونسي ليس له تدخل في السياسة مثل الجيش المصري كما أنه كان حامي الثورة التونسية بحق علاوة على أن تونس دولة أمنية والانقلاب الذي جرى ضد بورقيبة وقاده زين العابدين بن علي عام 1987 كان انقلابا أمنيا ولم يكن عسكريا من ثم فإن المخاوف على الثورة التونسية تأتي من ناحية الأمن أكثر منها من ناحية الجيش.