كلما جاءت عساكر، تلعن التي قبلها، تسحلها، تسجنها، تعذبها، ورأفة بها تقتلها..!! ذاك هو مشوار الأنظمة، بل العصابات الانقلابية، الدراما التراجيدية ذاتها، مشهد ما زال فيه الكل يلعن كله..؟! في مصر انقلب العسكر على الملكية، ومن ثم انقلب على نفسه، بدأ بمحمد نجيب فعزله ووضعه تحت الإقامة الجبرية، ومن ثم أوغلوا بكل القوى "المعادية للثورة"؛ إخوان مسلمون وقوى الرجعية والعمالة، وبعدها وإذا بالسادات "حية من تحت تبن"، فعل الذي فعله، وتسلم مبارك من بعده المهمة، وما أن انتفض الشعب وتخلص من استبداده ليبدأوا التداول السلمي للسلطة، حتى أزعل هذا العساكر، ففعل السيسي فعلته..؟! وفي سوريا؛ مسلسل انقلابات من إثني عشر حلقة، فما أن كاد زعيم الإنقلاب يزبط جلسته، حتى يتم الإمساك برقبته، حينا يتم قتله مباشرة، وحينا، من قبيل العدالة..!! تقام له محكمة الخيانة العظمى، وهكذا أمضى الرفاق يقتلون بعضهم بعضا، لغاية الحركة "التشليحية"، فيعزل الأب القائد ويسجن ويقتل رفاقه، متفرغا لقتل الشعب على مهلة، ويأتي ابنه من بعده ليصحح إعوجاج شعبه لا بيده وحسب بل بمليشيات ايران المقاومة..؟! أما في العراق؛ فما أن زبط الرفيق عبد الكريم قاسم بدلته، حتى استأسد على رفاقه، وظفر الشيوعيون باللعبة، ضاق الرفاق البعثيون بصولاته فانقلبوا عليه وأقيمت له محكمة "توم أند جيري"، وجرى طخه مباشرة، وذاتهم الرفاق عادوا لذاتها اللعبة الانقلابية، إلى أن استقر الحال أخيرا، لكن القمع والقتل والحروب بقي "على حطة ايده"، لغاية ان جاء راكبوا الدبابة الأمريكية بالتفاهم مع العربان وإيران، كل سحب سكين المحاصصة، فبقي العراق في عناية الكراهية الطائفية الحثيثة، حيث الكل يذبح الكل باسم الله والعرق والعشيرة والطائفة..؟! هذه ثلاثة نماذج من حكم العسكر والبقية ليست بأحسن حال منها، فمنذ ان رحلت بساطير Made in England،لبسنا بساطير Made in Arabland دججت الأوطان بالأسلحة لمحاربة الصهيونية والإمبريالية وإعادة المحتل من أرضنا، فأفقنا على اسرائيل العظمى..؟! والمفارقة أن الرفاق والرعاع ما زالوا يتلعمظون بالمؤامرة، و" يهتفون "بالروح.. بالدم" ف"يقووا عيون" العساكر- غرانيق الانقلابات الأوفياء للهتيفة في ممارسة طقوس القمع ومجازر قطف أرواح الناس في مصر وسوريا بالجملة..؟!