أعلن نائب رئيس مؤتمر الحوار الوطني الدكتور عبد الكريم الإرياني اليوم خلال حضوره اجتماع فريق العدالة الانتقالية، أن هيئة الرئاسة ولجنة التوفيق أقرتا أن يتم التصويت على تقرير العدالة الانتقالية حزمة واحدة بعد أن أخذ التقرير حقه من النقاش والتداول مع رئيس الجمهورية وهيئة الرئاسة ولجنة التوفيق وتوافقت عليه المكونات السياسية. وفي خطوة غير متوقعة، رفض مكون المؤتمر الشعبي العام وحلفاؤه في الفريق هذا القرار، واقترحوا برفع التقرير إلى رئيس الجمهورية للبت فيه دون التصويت عليه. ورفضا عضوا مكون المؤتمر الشعبي العام في الفريق، الشائف والمقدشي، استمرار عملية التصويت، وقام أحدهم بمحاولة سحب المايك من يد رئيس الفريق عبدالباري دغيش، في خطوة استفزت أعضاء الفريق بشكل غير مسبوق. وغالبا ما توجه أصابع الإتهام إلى الشائف بحمله سلاحه الشخصي ، حيث شهد آخر اجتماع للفريق قبل نحو شهر مشادات بينه وبين بن الدكتور بن مبارك وصلت إلى حد تهديده بن مبارك ، بحسب ما أكدته مصادر ل «الخبر» في وقت سابق. وطرح الفريق اليوم، أمام الأمر الواقع برفع التقرير إلى رئيس الجمهورية للبت فيه، وهو ما اعتبره بعض أعضاء الفريق خطوة إيجابية خصوصاً وأن التقرير قد عرض على رئيس الجمهورية مما يعني أنه لن يأخذ وقتاً طويلاً ومن ثم تحويله للجلسة العامة الثالثة مباشرة. مكون الشباب كان له رأي في هذا الموضوع، وفي هذا الصدد قالت عضو الفريق عن مكون الشباب شذى الحرازي ل «الخبر» :«الإشكالية التي تواجهنا دائماً في التصويت والآلية، نفس المكونات المعرقلة تعود اليوم للعرقلة، وتستخدم أساليب أكثر حدة وأكثر وضوح الآن لا يوجد خجل أو عمل من تحت الطاولة». وأضافت : «الأمر واضح للعيان، بوجود أعضاء هيئة الرئاسة ولجنة التوفيق اعتدى محمد بن ناجي الشائف على رئيس الفريق حين قام رئيس الفريق بعدّ المصوتين على التقرير والموافقين على التصويت عليه حزمة واحدة، وكان بإمكان الرافضين أن يصوتوا أولاً بالاعتراض على هذا القرار لآلية التصويت ومن ثم يصوتوا بالاعتراض على محتوى التقرير». وتابعت بالقول : «نفس العقليات التي حكمت سابقاً تدير أمورها اليوم بالقوة، يعني قاموا هؤلاء الأقلية البسيطة بالتهجم على رئيس الفريق واقترحوا بأن يتم رفعه لرئيس الجمهورية فأعلن رئيس الفريق رفعه لرئيس الجمهورية دون الأخذ بالاعتبار أغلبية القاعة المصوتة على أن يتم التصويت في إطار جلسة الفريق والتي هي من اختصاص الفريق أساساً». واستطردت : «نحن كمكون شباب نؤمن بضرورة الالتزام بالأنظمة واللوائح الداخلية، اعترضنا على أن يتم الرفع بهذه الطريقة، وأن يتم تغييب أدوارنا الفعلية، وأن يتم العمل ضد إرادتنا، نحن أغلبية في القاعة نرفع أيدينا بالتصويت ويتم تجاهل إرادتنا هذا أمر، الأمر الآخر أن يتم رفع التقرير الآن لرئيس الجمهورية قبل التصويت عليه في الفريق هذا تجاوز للائحة، الأصل أنه يتم التصويت عليه في الفريق إن لم تحصل النسبة المناسبة يرفع لرئيس الجمهورية، لكن الآن تم القفز في الإجراءات وهذا سيكون مدخل لمكون المؤتمر الشعبي العام بأنه يأتي مستقبلاً ويقول أن الآليات لم تكن سليمة، وبالتالي حتى وإن تم إقراره دائماً سيجدون ثغرات يلعبون من خلالها مستقبلاً». وكان المؤتمر الشعبي العام رفض مساء أمس قرارات لجنة التوفيق، والتي رأسها الدكتور الإرياني مما يؤكد أن رفضهم لقرار اليوم بناء على مشاورات مع قيادات فصيل من الحزب الذي يعاني انشطار وتمزق داخلي وتزداد الفجوة بين فصائله يوماً تلو الآخر.