كنت دائمًا المحب للأمل ولم أكن غير أقرب إلى اليائس، حلمتُ كثيرًا ولم أفعل شيئًا أبعد من أنني حلمت، تعبتُ وفقط تعبت ولا شيء غير ذلك، توهمت وعشقت الوهم واتبعته كحقيقة نزعت كل الحقائق من صدري. حالة من الاتفاق على التناقض، وحالة من اللاشيء لشخص كان يتمنى أن يفعل كل شيء، وهكذا يكون حال بعضنا حين تأتي تجربة ما لتسقط قوة تحمله على تقلبات الزمان، وتجعله يرفع رايته البيضاء أمامها، يسير هو أن نحلم، أن نتمنى، أن نتحمل التعب، وليس بيسير أن نعاود الحلم والتمني وتحمل التعب إذا لم نجد نتيجة ذلك في وقت قريب، فهناك في مكان ما، وفي بقعة ما من هذه الأرض، من حلمُ بنفس حلمك، وتمنى نفس أمنيتك، وتعب نفس تعبك وربما أكثر، وصبر بما لم تصبر به أنت، هناك في زمان ما في حدث ما بشكل ما، من قرر وعاش عمر كامل لأجل أن يحدث فارقًا كان من الممكن أن تحدثه أنت، هناك من يعيش في قلب الحياة ومن يفضل العيش على الحافة حيث المكان الأقرب للحياة. تنتفض إرادتنا أمام فعاليات الحماس، فتعلو وتعلو وبحدث ما تنخفض لترتطم بقاع أحلامنا المرتعشة، فتعكس كلمات الخيبة والحسرة على ما فات، ولكننا ندرك بعد فوات الأوان أن صدى تلك الكلمات التي أعلنا بها هزائمنا أمام أحلامنا سيبقى يطارد عقولنا متى ظللنا أحياء، غدًا سندرك ذلك وليس اليوم، فالأحداث الكبرى تكشف عن خسائرها بعد أن تكتمل كل تفاصيلها، ولا أحد يندم أثناء فعله لما يتوجب الندم، بل بعد أن ينتهي من فعل ذلك، وما أن يمر العمر ستكشف مرآة الأيام عن حجم الخسائر التي تحملناها حين كان بوسعنا فعل شيء ما لم نفعله. عندما يمكن للخسارة أن تكون شيئًا عاديًا يأتي بثوب كثوب المكاسب، لنا وقفة في الحياة، حينما يشيع الإحباط بين الجميع ككلمة تدرج في قوائم كلمات الطبيعة، لنا وقفة في الحياة، حينما تموت أحلامنا ويصعب علينا أن نتعب فنحن إذًا بذلك نتواطأ مع كل معاني الضعف على أن ننهي حياتنا كما لم نأتها.