في ظل تقاعس حكومي وصمت من قبل الأجهزة الأمنية المحلية، تواصل آلة الاغتيالات الممنهجة حصد أرواح الأبرياء في مدينة عدن، العاصمة المؤقتة (جنوبي البلاد)، بعد 3 أعوام منذ تحريرها من مسلحي جماعة الحوثيين. والأسبوع الماضي، احتفى سكان المدينة على استحياء بالذكرى الثالثة لتحرير المدينة، "فالمدينة اليوم تعيش تحتل ما يشبه الاحتلال الإماراتي، فأبوظبي أضحت هي الحاكم الفعلي، ولا صوت يعلو على صوتها" بحسب قول أحد السكان.
ويضيف ل«المصدر أونلاين»، إن السكان يشعرون بخيبة أمل، خصوصاً بسبب انهيار الوضع الأمني في العاصمة المفترضة للبلاد، والاغتيالات اليومية التي تطال شخصيات عامة ومواطنين عاديين.
ورغم أن الرئيس عبدربه منصور هادي والحكومة اليمنية تقيم في المدينة، لكن الأوضاع الأمنية انهارت للأسوأ وتصاعدت حدة الاغتيالات.
وخلال 3 أسابيع فقط، اُغتيل خمسة أشخاص ونجا اثنان آخران، في حين تشير أرقام غير رسمية إلى نحو 400 عملية استهدفت عسكريين وشخصيات اجتماعية ودينية، خلال العامين الماضيين.
ويلاحظ في عمليات الاغتيال التركيز على قيادات الرأي العام في المدينة، خصوصا الدعاة وأئمّة المساجد المحسوبين على التيّار السلفي وحزب التجمّع اليمني للإصلاح، حيث قُتل منهم نحو 30 شخصاً في الأشهر القليلة الماضية.
الشيخ «محمد راغب بازرعة» إمام وخطيب مسجد عبدالله عزام في مدينة المعلّا كان آخر الضحايا، حيث اُغتيل أمس السبت أمام مسجده من قبل مسلحين كانوا على متن سيارة «هايلوكس» لاذوا بالفرار بحسب شهود.
وحسب رصد ل«المصدر أونلاين» فقد كانت أبرز عمليات الاغتيال التي شهدتها العاصمة المؤقتة عدن منذ مطلع شهر يوليو الحالي فقط هي: 1. اغتيال نائب مدير شرطة الشعب، رائد الجهوري برصاص مسلحين في مديرية البريقة (3 يوليو).
2. مقتل قائد شرطة بئر فضل العقيد فهمي الصبيحي برصاص مسلحين في المنصورة (12 يوليو).
3. اغتيال مدير البحث الجنائي بسجن المنصورة سيف الضالعي برصاص مسلحين في المنصورة (19 يوليو).
4. اغتيال عاقل سوق القات المركزي بالشيخ عثمان عبدالرزاق الحاج برصاص مسلحين في الشيخ عثمان (17 يوليو).
5. نجاة الشيخ عادل الجعدي من محاولة اغتيال بعبوة ناسف زرعت في سيارته في مديرية المعلا (17 يوليو).
6. نجاة الناشط في إصلاح عدن صادق احمد محمد من محاولة اغتيال برصاص مسلحين في منطقة القلوعة (17 يوليو).
7. اغتيال الشيخ محمد راغب بازرعة إمام وخطيب مسجد عبدالله عزام برصاص مسلحين اثناء خروجه من مسجده (21 يوليو).
ويقول الناشط في عدن فؤاد المقطري إن المدينة أصبحت تستيقظ وتنام في كثير من أيامها على أخبار جرائم القتل والاغتيال، الذي أخذ يطال الجميع.
وأضاف أن السكان يعيشون وسط «حالة من فقدان الأمن والأمان، ويواجهون خطر الموت العشوائي».
ومع استمرار مسلسل الاغتيالات، تتعالى الأصوات لكشف خيوط الجريمة التي يبدو أنها ممنهجة، ويبرز التساؤل من وراء هذه الاغتيالات، ولماذا تتقاعس الجهات المسؤولة في الحكومة عن كشف الحقيقة، ولماذا لا تحاسب القيادات الأمنية عن تقصيرها تجاه هذه الجرائم؟