من المقرر أن يصل منتصف الأسبوع القادم مدينة المكلا العاصمة الإدارية لمحافظة حضرموت (جنوب شرق اليمن) القيادي في الحركة الجنوبية المعارضة حسن باعوم، بعد رحلة علاج استمرت عام ونيف خارج البلاد. ودعت قيادات في قوى الحراك الجنوبيين إلى المشاركة الحاشدة في استقبال الرجل يوم الاثنين القادم المصادف 16 أغسطس الجاري. وذكرت مصادر مطلعة ل"المصدر أونلاين" أن باعوم سيصل مطار الريان قادماً من العاصمة المصرية القاهرة التي وصلها مطلع يونيو لاستكمال رحلة علاجية دامت قرابة 15 شهرا شملت ألمانيا والهند وخضع فيها لبرنامج طبي مكثف لمعالجته من حالة صحية متدهورة تفاقمت خلال مكوثه في سجن الأمن السياسي في العام 2008. وتحدث باعوم آنذاك عن تعرضه لأعمال تعذيب في السجن قابلها بالإضراب عن الطعام لأسابيع. ويقود باعوم المجلس الوطني الأعلى للحراك، وهو إحدى فصائل قوى الحراك الجنوبي السلمي التي تنادي علناً بما تسميه "فك الارتباط" عن شمال اليمن. وأكد مصدر في الحراك الجنوبي "المصدر أونلاين" أن استعدادات واسعة تجري لتنظيم حفل استقبال حاشد للزعيم الجنوبي باعوم، وقال إنه سيشارك في حفل الاستقبال عند وصوله أرض المطار مختلف شرائح ومكونات الحراك وقياداته وعدد واسع من الشخصيات، ومن ثم انطلاق مسيرة حاشدة تجوب به شوارع المكلا. وذكرت المصادر أن أسرة باعوم حصلت على معلومات تفيد بنية أجهزة الأمن في المكلا إعادة اعتقال والدهم لدى وصوله مطار الريان، لكن مصادر سياسية حذرت السلطات من محاولة القيام بهذه الخطوة. وقالت إنه "يمر في فترة نقاهة صحية". وفي ضوء هذه المعلومات، قالت المصادر إن أسرة باعوم تواصلت مع عدد من المنظمات الحقوقية المحلية والدولية وأطلعتها بتلك التهديدات بغض النظر عن جديتها من عدمها، وطالبت بمراقبة وصول باعوم إلى أهله بالسلامة. وكان باعوم أثناء وجوده خارج البلاد للعلاج، قد عقد لقاءات مع عدة قيادات في معارضة الخارج، أبرزهم نائب الرئيس السابق علي سالم البيض أثناء زيارة قام بها الأول إلى النمسا في إبريل الماضي، والتي يتخذها الثاني مقراً لإقامته. في الأثناء، دعا القيادي في الحراك الجنوبي الشيخ حسن بنان العولقي أبناء الجنوب للمشاركة الحاشدة في مهرجان استقبال القيادي البارز في الحركة الاحتجاجية المطالبة ب"الانفصال" حسن أحمد باعوم عند عودته يوم الاثنين القادم 16 أغسطس/ آب. ونسب موقع مقرب من الحراك يبث من الخارج إلى بُنان قوله "نحن مشتاقون لعودة هذا المناضل الجنوبي الصلب.. وأرض الجنوب افتقدت هذا المناضل منذ أكثر من عام ونحمد الله على سلامته". كما أطلق فرع المجلس الوطني الأعلى للحراك بمحافظة لحج تحذيراً مما أسماه "المساس بحياة باعوم". ودعا في بيان قوى وناشطي مكونات الحراك والجنوبيين عموماً "أن يشدوا الرحال إلى حضرموت ليكونوا في استقبال الشامخ الجسور حسن باعوم". كما دعا بيان صادر عن ملتقى أبين للتصالح والتسامح والتضامن الجنوبيين إلى استقبال باعوم قائلا "ندعوكم للزحف إلى المكلا عاصمة الجنوب الاقتصادية لتجديد عهد الحب والوفاء للقائد المناضل حسن احمد باعوم واستقباله بعد استكمال رحلته العلاجية وعودته إلى داخل الأرض (...) لمواصله النضال السلمي (...)". وحث البيان الجنوبيين على أن يجعلوا من "الاثنين القادم يوم أخر يجسد فيه أبناء الجنوب من المهرة وشبوة وأبين ويافع والضالع وردفان ولحج والصبيحة وعدن الباسلة لوحة أخرى للوحدة الوطنية الجنوبية والتصالح والتسامح والتضامن.. وإن الاثنين ليس ببعيد." وأفاد مصدر مقرب من باعوم ل"المصدر أونلاين" إن حسن أحمد باعوم يحمل مبادرة لتوحيد قوى الحراك وفق أسس ومبادئ ضمنية على قاعدة ارتكازها التجديد على المطلب الرئيس للحركة الاحتجاجية الشعبية المطالبة بالاستقلال". وتصدر باعوم، وهو عضو المكتب السياسي للحزب الاشتراكي اليمني، حركة احتجاجية أطلق عليها "الثورة الشعبية بحضرموت" إلى جانب نجليه الذين صدرت بحقهم أحكاما قضائية ألغيت بموجب مرسوم رئاسي بالعفو عن المعتقلين السياسيين والحراك الجنوبي قبل شهور.