ليس لأني لا أجيد الانجليزية، أزعم أنها ليست ذات أهمية لتكون بوابة الولوج للوظيفة؛ أياً كانت هذه الوظيفة عامة، أو في قطاع خاص؛ إلاّ بقدر أهمية الوظيفة في السلّم الإداري، وهيكلية المؤسسة التي سيكون طالب الوظيفة عاملاً فيها. الموظف يقدم خدمة في إطار تخصصه، ولا أظن أن المؤسسة التعليمية أعطته شهادة التخرج دون أن يكون مؤهلاً في تخصصه، الأمر الذي يقودنا للتساؤل عن المفاضلات التي تحصل في عملية التوظيف خارج إطار الخدمة المدنية. أليس ذلك فساداً واحتكاراً للوظائف لجهات رسمية في الجمارك في المواصلات في الخارجية وغيرها التي يتم التوظيف فيها على اختبارات لا ندري حقيقة موضوعيتها، أم أنه أسلوب لتمرير أصحاب الوساطات وفساد مقنن؟ الوظيفة التي سيشغلها طالب الوظيفة لا تتطلب قدرات خارقة يمكن القول إن الموظف يجب أن يكون موهبة وفلتة ربانية للوطن لا بد أن يكون هنا.
هوس اللغة في كل المرافق العامة والخاصة هو نوع من الفساد، فالأجيال تشيخ على أعتاب الخدمة المدنية وطلب الوظيفة، ويمر من فوق رؤوسهم أصحاب الوساطات والنفوذ، لا لأنهم ذوو قدرات، ويضيفون إلى التنمية بقدر ما يكونون ذوات استملاك للوطن وامتصاص لثرواته على عين أجيال تعيش نكد الحياة، ولا عدالة تصل بهم إلى حق يجب أن يحضنوه ليكونوا سواعد بناء لا ثقلاً تنوء بحمله جغرافيا الوطن.
هنا أسجل صرخة في آذان أهل الاختصاص في مجال التنمية البشرية ورجال القانون، وأصحاب الذوق العربي للغتنا التي تعني قيم التنمية، وتسمو بمن يتذوق معانيها أعلى مراتب الإنسانية، وعلى القارئ أن يتعرف على كل علم في العربية كم هي القيم الجميلة التي يحملها مصدرها العربية فقد قيل: علِّموا أبناءكم العربية فإنها تكسبهم المروءة، ونحن اليوم على غير ذلك.
لا أنكر أهمية اللغة الأجنبية في بعض المواقع البحثية وأكاديمية ووظائف عليا لأصحابها تواصل مع جهات ذات علاقة، لكن ما يثير استغراب كل عاقل: هل ثمة حاجة للغة الأجنبية في وظائف دنيا بوابتها الخدمة المدنية وطالبي وظائف تخرجوا من الجامعات الرسمية وليس من ضمن مقرراتها لغات أجنبية؟ .
على صحافتنا إلقاء الضوء على ما يدور في كواليس التوظيف في كل المرافق العامة وكذلك القطاعات الخاصة التي مفترض أن تكون عامة، فهي تعمل في بيئة يمنية وجمهور خدمتها ومصدر ربحها الوطن والمواطن، لذا يجب أن لا تكون فرصها الوظيفية حكرا على بيوت وأساس مناطقي .
المفكرون والمثقفون العرب يتنادون إلى تعريب مناهج التعليم، في حين أن مؤسساتنا أياً كانت تدفع بالأجيال إلى أحضان الثقافة الأجنبية.