استهجن مصدر عسكري يمني ما تناقلته بعض المواقع والوسائل الإعلامية من تصريحات منسوبة لقائد القيادة المركزية الأميركية تقول أن القوات المسلحة اليمنية معرضة للانهيار بسبب التحديات الداخلية التي تواجهها. وقال المصدر العسكري في بيان حصل "المصدر أونلاين" على نسخة منه "إن قواتنا المسلحة والأمن التي انتصرت دوماً لإرادة الشعب وثورته ووحدته وصانت مكتسباته وإنجازاته وفي أحلك الظروف وأصعب التحديات والمنعطفات التي مر بها الوطن ولقنت أعداء الجمهورية والوحدة ابلغ الدروس وفي وقت كانت فيه أقل عدداً وعدَّة عما هو عليه حالها اليوم ستظل دوماً صخرة صلبة ويداً فولاذية وشوكة عصية في حلوق أعداء الوطن وكل المرجفين والمهزومين الذين يستهدفون النيل من أمن الوطن واستقراره وثورته ونظامه الجمهوري ووحدة وإنجازاته والثأر من هذه المؤسسة الوطنية الكبرى ومنتسبوها الأبطال الذين الحقوا بهم الهزائم"
وأشار البيان إلى أن المؤسسة العسكرية هي أقوى وأصلب وأفضل في الإمكانات والقدرة والتطور والتجهيز والتسلح والعتاد، لمواجهة من أسماهم بأعداء الوطن والخارجين عن القانون.
ومن اللافت أن المصدر العسكري فضل مهاجمة المواقع الإخبارية ووسائل الإعلام، بينما تجاهل ما تحدث به قائد القيادة المركزية الأمريكية الذي لم تكن تلك المواقع سوى ناقله لحديثه، واتهم المصدر العسكري "بعض المواقع والوسائل الإعلامية المغرضة بالترويج لمزاعم كاذبة ومختلقة (...) للنيل من هذه المؤسسة البطلة ومنتسبوها الأشاوس".
وكانت القيادة المركزية الأميركية قد حذرت من انهيار قوات الأمن والجيش اليمنيين، اللذين تشكّك في قدرتهما على إدارة الحرب على الجبهتين الشمالية حيث المعارك المتقطعة مع أنصار عبد الملك الحوثي، والجنوبية في مواجهة الحراك الجنوبي وتنظيم «القاعدة».
وأشارت القيادة المركزية الأميركية، في تقويم لها، إلى أن نظام الرئيس اليمني علي عبد الله صالح يكافح لاحتواء «حركتي التمرد» في الشمال والجنوب، وأن وزنهما يعرّض قوات الأمن والجيش اليمنيين لخطر الانهيار، وخصوصاً إذا أضيف إليهما تآكل الاقتصاد اليمني. طبقاً لما نقلته جريدة الأخبار اللبنانية الثلاثاء.
ورسم قائد القيادة المركزية الأميركية، الجنرال جيمس ماتيس، صورة قاتمة للوضع في اليمن، بعدما أبلغ لجنة القوات المسلحة في مجلس الشيوخ الأميركي وجود «دلائل على تراجع قدرة الرئيس اليمني على ضبط الوضع»، بعدما «كان قد أدار هذه التهديدات عن طريق المفاوضات وبتسلسل مع خصومه».
وأشار ماتيس، في ردّ مكتوب قبل مثوله أمام اللجنة يوم 27 تموز الماضي للنظر في تعيينه، إلى أن مجموعة من العقبات المختلفة في التحديات المذكورة «يمكن أن تستنفد موارد صنعاء العسكرية والأمنية ودفع الوضع نحو نقطة الانهيار».
وأوضح ماتيس، الذي عمل مع الجيش اليمني، أن نظام حكم الرئيس اليمني مهدد بالثورات وفشل الاقتصاد وضعف الوضع الأمني وتراجع احتياطيات النفط الخام.
وقال إن «ست سنوات من الصراع المتقطع في شمال غرب اليمن بين الحكومة اليمنية والمتمردين الحوثيين يهدد الاستقرار». وأوضح ماتيس أن الوضع في اليمن يتطلب تقديم مساعدات عسكرية أميركية إضافية، فيما خصصت الإدارة الأميركية 150 مليون دولار مساعدة عسكرية وأمنية لليمن في العام المالي الحالي الذي ينتهي في 30 أيلول المقبل.
وشدد ماتيس على أن مثل هذه المساعدة يجب أن تكون مصحوبة بمساعدة مدنية لتحسين الخدمات الحكومية في اليمن، موضحاً أنه «ينبغي علينا أن نعمل مع اليمن ليس فقط في بناء القدرات العسكرية والاستخبارية، ولكن يجب علينا أيضاً أن نشجع، وحيثما كان ذلك ممكناً، برامج تنموية والمساعدة الإنسانية والفنية».