دعا النائب عيدروس النقيب رئيس الكتلة البرلمانية للحزب الاشتراكي اليمني، المشترك إلى الانخراط في فعاليات الاحتجاجات السلمية للتعبير عن المظالم التي يعاني منها المواطنون في المحافظات الجنوبية . وأعلن النقيب في حوار نشرته صحيفة "الناس" اليوم الاثنين انضمامه إلى الحراك قائلاً: " أنا شخصياً منضم إلى الحراك، وليس هناك خوف على الاشتراكي من الحراك وليس هناك خوف على الحراك من الاشتراكي ، نحن ندعم الحراك السلمي والمطالب الوطنية التي يرفعها المظلومون في المحافظات الجنوبية مثلما ندعم المظلومين في بقية المحافظات، وليس هناك قلق من الذين ينضمون إلى الحراك السلمي". مؤكداً إن قادة الحراك مصممون على استمرار فعالياتهم السلمية. وانتقد مواجهة السلطات الأمنية للفعاليات السلمية بالرصاص الحي، متوقعاً حدوث مذبحة أثناء الفعالية الاحتجاجية للحراك غداً الثلاثاء، كما حصل في مراحل سابقة. وقال " لو كان لدينا حكومة رشيدة لما واجهت هذه الفعاليات بالرصاص الحي ولتركتهم يتظاهرون حتى يملوا أو أن تلبي مطالبهم، لا أن تواجههم بالرصاص الحي وتضيف جرائم جديدة في سجل السلطة التي لا شك أنها ستحاسب عليها". وأكد إنه يحق للسلطة أن تنظم مظاهرات سلمية للتنديد بالانفصال بشرط أن لا تسلحهم ضد أبناء الحراك ، وقال " فليتظاهروا وليعملوا مسيرات لتأييد السلطة وليطالبوا بالفقر والقتل وليناشدوا الحكومة بتوسيع رقعة الغلاء، من حقهم أن يطالبوا بذلك، لكن ليس بالسلاح الحي الذي يؤدي إلى قتل الناس وإزهاق الأرواح".
ودعا النقيب الأحزاب السياسية ، بما في ذلك المؤتمر الشعبي العام سواء في المحافظات الجنوبية أو الشمالية إلى أن يتذكروا جيداً أن المواطنين الذين تزهق أرواحهم أسبوعياً في محافظات الجنوب ليسوا يهوداً وليسو غزاة على اليمن، وليسوا لاجئين في اليمن وإنما مواطنين يمنيين لهم حق الحياة، كما أن لهم حق الكرامة الشخصية وحق الممارسة السياسية. وأبدى انزعاجه من سكوت الأحزاب عن سقوط أكثر من 38 قتيلاً على يد قوات الأمن.
وحول هجوم الحزب الحاكم مجدداً ضد الحزب الاشتراكي، قال النقيب " إن البعض يعتقد أنهم باستجرار لغة الماضي والحديث عن الأخطاء يسوقوا أنفسهم بشكل ممتاز عند الحاكم ،لكن هذه البضاعة أثبتت فشلها وأثبتت أنها غير رائجة في السوق السياسي اليمني، وحتى الحاكم الذي قد تكون له خصومة مع الحزب الاشتراكي لا يستفيد، وربما يتضرر كثيراً من الإساءة للحزب الاشتراكي الذي له تاريخه وله كثير من الصفحات الناصعة التي يعتز بها وإذا كان له أخطاء فإنها أخطاء البشر وأخطاء طبيعية مثل أي نظام سياسي في العالم ليس مجموعة من الأتقياء معصومين من الخطأ وأخطاء الاشتراكي في الماضي هو أول من أعترف بها وليست بحاجة إلى السفهاء ليذكروا بها لأنه أول من خطأها بغرض أخذ العبرة وليس لإدانة التاريخ ".
وبشأن حوار أحزاب المشترك مع الحاكم، أكد النقيب إن الحوار توقف منذ أن تم إعلان تأجيل الانتخابات ولم يعد هناك حوار. واتهم السلطة بالمراهنة على ترحيل الأزمة حتى تتضخم ومن ثم تتحول إلى كارثة وبعدها قال إن الحاكم سيقول إن المادة " 65" تجيز تمديد فترة مجلس النواب بدون حاجة للتمديد، لأن المادة تقول " إذا تعذر إجراء الانتخابات في موعدها لظروف معينة تؤجل حتى تزول تلك الظروف. وأضاف " أنا لا أخشى من استمرار الحوار أو عدم استمراره، ولكن ما أخشاه هو أن تأتي لحظة قد لا نجد فيها مساحة نتحاور فيها ، ولا أطراف نحاورها".
وقال إن أي حوار ينبغي أن يحل الأزمة الوطنية كاملة، مشيراً إلى إن "لدينا أزمة وطنية تتعلق بالمشروع الوحدوي وأزمة تتعلق بمنظومة الحكم، وأزمة تتعلق بالاقتصاد، فأي معالجة ترقيعية لجزئية من هذه الأزمة دون معالجة لجذر الأزمة فهي أحاديث جانبية" وعن جهود الدكتور عبدالكريم الإرياني في هذا الجانب، قال إن مساعي الإرياني تعبر عن مجهود شخصي ، لكن لديه من يقمعه ويمنعه باستمرار. وتحفظ عن ذكر من يقومون بقمع الإرياني قائلاً "هم معروفين ولا داعي لذكرهم" لكنه أضاف " مخرب واحد غلب ألف عمار" فما بالك بعمار واحد .! ودعا السلطة إلى المشاركة في حوار وطني حقيقي وليس مثل حوار عبر المحليات التي وصفها بالمؤتمرية الأمنية ، وقال " نريد حواراً وطنياً لكل اليمنيين ولو أن لدينا حكومة رشيدة لباشرت هي بالدعوة لحوار وطني لحل معضلات الوطن".
وحول دعوته لحكومة الإنقاذ الوطني اعتبر أنها مبادرة شخصية لا يناقضه فيها أحد ، ورأى أن على هذه الحكومة أن تقدم مشروعاً إنقاذياً ، وتهيئ المناخ لانتخابات رئاسية وبرلمانية مبكرة، تكون حرة ونزيهة وبإشراف دولي .
وقال النقيب إن الحزب الحاكم " يدير البلاد "بالتقسيط" يدير البلاد باليومية، كل يوم تبرز فيه مشكلة يحلون مشكلة ذلك اليوم ولا يفكرون بمشاكل الغد التي قد تظهر على المسرح السياسي ". معبراً عن امتعاضه من أداء المعارضة التي قال إنها لا تزال تتبع سياسة المناشدة والاستجداء . وفيما دعا المعارضة إلى النزول للميدان ،اعترف أنها لم تستطع أن تقيم فعالية احتجاجية واحدة عدا فعالية 27 نوفمبر التي أقيمت في صنعاء .