عبر السفير البريطاني السابق لدى اليمن تيم تورلت عن حزنه لمغادرته اليمن بعدما عين المملكة المتحدة سفيراً جديداً في صنعاء خلفاً له. ورداً على سؤال: هل يسعدك مغادرة اليمن لخطورة الوضع هناك، قال تورلت "بل سوف يحزنني حقا مغادرتي اليمن، فهو بلد رائع لأن يعمل دبلوماسي فيه في مقدمة الجهود الدولية لدعم الجهود التي تبذلها الحكومة اليمنية هنا، والعمل إلى جانب زملاء رائعين، ليس من وزارة الخارجية فحسب، بل كذلك من وزارة التنمية الدولية ووزارة الدفاع. كما أن لدينا هنا بالسفارة في صنعاء مكتب لوزارة العمل والمعاشات التقاعدية".
وحول العملية الأخيرة التي استهدفت سيارة دبلوماسية بريطانية كانت تقل نائبة السفير وأدت لإصابة أحد زملائها، قال تورلت الذي كان يتحدث للبرنامج الإخباري الإذاعي على قناة بي بي سي أمس الأول، إن حالة البريطاني المصاب جيدة ومعنوياته مرتفعة"، وأضاف "لقد تعرض لإصابات طفيفة نتيجة لانفجار القنبلة، وأعتقد بأن دوي الانفجار تسبب بضرر لأذنه كذلك، لكن طمأنني الأطباء بأن ذلك الضرر ليس دائما ويمكن علاجه بالأدوية. إننا نبقيه تحت الملاحظة، وطبيب السفارة هنا يساعد كذلك الهيئة الطبية في المستشفى".
وأبدى السفير البريطاني عدم علمه بشأن ما إذا كان استهداف السيارة لأنها بريطانية، وقال "لا نعلم. إنني على ثقة بأنه لم يتم استهدافها لأنها بريطانية. حيث عبر عدد من السيارات الدبلوماسية في هذا الطريق الذي كنا نمر فيه يوم أمس في طريقها إلى العمل، وهي عادة سيارات دبلوماسيين أمريكيين وبريطانيين نظرا لموقع سفارتينا. لكن من المستحيل تأكيد ذلك في الوقت الحالي".
وأكد إن تهديد القاعدة في اليمن في تزايد مستمر، لكنه استبعد أن يكون الوضع في اليمن أصبح يشبه الوضع في أفغانستان أو باكستان، مضيفاً "لقد أسس تنظيم القاعدة لنفسه هنا مقرا تبذل الحكومة اليمنية جهود كبيرة لمجابهته، إلى جانب جهود شركاء دوليين ومن المنطقة. وقد شن تنظيم القاعدة عددا من الهجمات الكبيرة داخل اليمن وكذلك خارجه، (...) إننا لا نتحدث بعد عن اعتداءات على درجة ما يحدث في أفغانستان أو باكستان، وبالطبع سوف تنصب كافة جهودنا على ضمان ألا يحدث ذلك. لكن يجب أن تكون الحكومة اليمنية في صدارة معالجة ذلك".
وأشار تورلت إلى إن اليمن لديه أكبر من نصيبه من التحديات كالمتمردين الحوثيين في الشمال، والدعوات الانفصالية في الجنوب. مؤكداً إن بلاده التي تقود مبادرة أصدقاء اليمن تعمل عن قرب مع الحكومة اليمنية دعما للجهود الطيبة التي تبذلها هنا لمعالجة المشاكل الكثيرة التي تواجهها. وأساس الكثير من مشاكل الصراع والحرب الأهلية... والإرهاب، يكمن في الاقتصاد والقضايا التنموية، و90% من الدعم المالي المقدم من بريطانيا لليمن يستغل ليس في معالجة الإرهاب مباشرة، بل في معالجة الأسباب الكامنة وراء الإرهاب ومشاكل البطالة والتعليم.