أجرت قناة «الجزيرة مباشر» حواراً الخميس الماضي مع الأمين العام المساعد للجنة الحوار الوطني عضو مجلس النواب صخر الوجيه، تناول أبرز القضايا الساخنة على الساحة الوطنية: الحوار بين السلطة والمعارضة وملفات الحوثيين والحراك في الجنوب والقاعدة، وتداعيات سحب قانون الانتخابات من البرلمان، وهل سيؤدي ذلك إلى إلغاء انتخابات ابريل 2011. ولد الوجيه العام 1965 بمحافظة الحديدة وتحصل على بكالوريوس العلوم السياسية والاقتصاد وعضو بمجلس النواب اليمني منذ عام 1993 وحتى الآن ورئيس منظمة «برلمانيون ضد الفساد». «المصدر أونلاين» تعيد هنا نشر أهم ما جاء في الحوار: * لجنة الثلاثين ستجتمع الأسبوع القادم حول الحوار.. أي حوار سيكون بعد الذي حصل؟ وهل بقي للحوار جدوى في اليمن؟ - أولاً لجنة الثلاثين هي لجنة منبثقة من اللجنة المشتركة للإعداد والتهيئة للحوار الوطني الشامل وهي ليست لجنة الحوار. بعد أن تنتهي هذه اللجنة من الإعداد والتهيئة للحوار الوطني الشامل سيتم الدخول في الحوار مباشرة، وهي اجتمعت يوم أمس (الأربعاء) وستجتمع الأسبوع القادم. اجتمعت كي تستمع إلى تقرير فريق التواصل والتهيئة ما الذي توصل إليه لأنه ورد في اتفاق أو المحضر التنفيذي المبرم في 17/7 أنه يجب التواصل مع القوى والفعاليات السياسية الأخرى التي لم تشملها اللجنة المشتركة، واستمعت إلى تقرير هذه اللجنة وكلفتها ومددت مهمتها إلى آخر أكتوبر من أجل أن تنجز التواصل مع المعارضة السياسية في الخارج ومع فصائل الحراك السلمي في المحافظات الجنوبية. أما منظمات المجتمع المدني فقد تم التواصل مع معظمها وأصبحت شبه جاهزة للاشتراك مع اللجنة المشتركة في التهيئة والإعداد للحوار الوطني الشامل.
* ولكن ما أردت من خلال السؤال عن الحوار هو أنه لم يقدم برأي بعض المتابعين للشأن اليمني ما يراهن عليه في أن يكون الحوار باباً لنهاية الأزمة اليمنية بأبعادها التي سنأتي عليها فيما بعد.. ما رأيك؟ - الأزمة اليمنية مظاهرها كثيرة ومعقدة، والحوار لم يبدأ إلا منذ تقريبا شهر ونصف بعد أن تم التوقيع على المحضر التنفيذي ل 17/7 ولا مخرج لنا إلا الحوار، أما الطرق الأخرى فعواقبها ستكون وخيمة على البلد وعلى المواطنين فنحن متمسكين بالحوار ومتمسكين بالتهيئة والإعداد لهذا الحوار الوطني الشامل الذي يجب أن يلامس جميع أزمات اليمني ولا يلامس فقط المشكلة السياسية أو الانتخابية.
* إذا تحدثنا عن المشكلات الأساسية الجوهرية التي تواجه اليمن نجد في الخانة الأولى الحرب المفتوحة على ما يسمي تنظيم القاعدة، وهناك أنشطة الحراك الجنوبي، وهناك الاشتباك مع عناصر مسلحة بمحافظات الجنوب، وهناك التحدي الاقتصادي الذي يواجه اليمن في هذه الفترة الأخيرة الحوار مع من سيكون وحول أيًّ من هذه القضايا تركزون عليه سيد صخر؟ - كل ما ذكرتموه من حراك في المحافظات الجنوبية، وتحديات اقتصادية، واشتباكات مع القاعدة ما هي إلا مظاهر لأزمة أساسية وهي أزمة سياسية في اليمن. أزمة سببها نظام الحكم للأسف الذي استفرد بالأمور ونتج عنها استفراد من سياسات عقيمة لا تخدم المصلحة الوطنية أدت إلى ظهور مثل هذه المظاهر، فإذا تم التحاور مع النظام السياسي غلّب مصلحة الوطن وغلّب منطق العقل على بقية المصالح ممكن أن تنتهي هذه الأزمات، ولكنها لن تنتهي بصورة مباشرة وإنما تحتاج إلى جهود كبيرة للحوار مع أطرافها. * إذا بدأنا بما يسمي بتنظيم القاعدة.. بالنظر إلى الأحداث الدامية الأخيرة؛ الهجوم على السفارة البريطانية، ومقتل الفرنسي وكثير من الأحداث التي تأتي تباعاً.. لماذا هذه الحرب بالوكالة كما يقولون البعض يقولون إن اليمن يأخذ هذه الحرب أو يخوضها بالوكالة عن دول أجنبية ويضعون الولاياتالمتحدةالأمريكية تحدياً.. هل اليمن يخوض هذه الحرب بالوكالة كما يقول بعض المراقبين؟ - للأسف لا نستطيع أن نقول أولاً أن القاعدة غير موجودة في اليمن، لكن هذه القاعدة الموجودة في اليمن أحيانا يتم توظيفها سياسيا، سواء لإلصاقها بالحراك أو بغيرها من المعارضين السياسيين، وأحياناً للحصول على أموال واستدرار الأموال الخارجية والظهور بمظهر النظام الذي يحمي مصالح الدول الكبرى، وبالتالي هي ليست حرباً بالوكالة 100% ولكن نستطيع أن نقول أنها حرب بالوكالة بنسبة 70%.
* إذا سمحت لي في هذا الموضوع (موضوع تنظيم القاعدة في اليمن) هناك أخبار تحدثت عنها أو نقلتها الصحف اليمنية نقلا عن مصدر حكومي يقول إن النظام يضخم أو السلطة تضخم موضوع القاعدة في اليمن وتستغل ذلك. أن يأتي هذا التصريح الحكومي الذي امتنع عن ذكر اسمه ما معناه هل هناك صراع داخل السلطة اليمنية في موضوع هذا التنظيم أم إن الأمر وصل لأن يخرج عن طبيعته لاختلافات سياسية داخل النظام؟ - مشكلة هذا النظام أنه لا يوجد هناك شفافية، ووسائل الإعلام الرسمية أحيانا تضلل المواطنين وبالتالي تلقى مثل هذه التسريبات، ولا نعلم ما هي الجدوى منها لكن مؤكد أن هناك تضخيماً لمسألة القاعدة. نحن نجد أحيانا تقوم البلد إلا ولا تقعد وكأنها يعني حرب مع القاعدة مستمرة منذ سنين طويلة وأحيانا تهدئ مثل هذه الأمور ولا نسمع إلاّ أن يقبضوا عليهم ولا نرى محاكمات لهؤلاء الخارجين عن القانون سواء كانوا ينتمون إلى القاعدة أو إلى أي جهة كانت..
* ولكن بعض الجهات تطرح التعاون اليمني الاستخباراتي مع الولاياتالمتحدةالأمريكية ومع السعودية وبريطانيا، وبعض الجهات في القاعدة تقول وهي تشن الحرب أنها قد آلت على نفسها أن تفعل ذلك انتقاما -كما تقول- من نظام يتعاون مع هذه الجهات الأمريكية تحديدا.. ما تفسيرك لهذا الرأي وما هي مدى صحته؟ - أعتقد أن المشكلة الأساسية في اليمن هي نظام مأزوم ينتج أزمات، والوضع الاقتصادي والسياسي جعل من اليمن بيئة حاضنة لمثل هؤلاء المتطرفين. المسألة ليست مسألة أن هؤلاء ينتقمون من النظام لأنه يتعامل مع أمريكا أو استخباراتيا مع السعودية أو غيره، وإنما النظام نفسه يفرز مثل هذه الأزمات للأسف. هذا لم يعد تعاوناً، أصبحت اليمن عرضة لضربات جوية، أحياناً الدولة تقول إنها من تنفيذها وهي في حقيقة الأمر من تنفيذ أمريكا وفي هذا انتهاك صارخ، سواء للسيادة اليمنية أو الدستور اليمني. المسألة لم تعد مسالة تعاون، المسالة أصبحت أحياناً قتل خارج إطار الدستور والقانون. * استمعت إلى بعض الآراء المتصلة عبر الهاتف، وأيضا استمعت إلى هذا الرأي اليمني عن الحوار وعن المعارضة وموقف بعض اليمنيين مما يجري الآن؟ - حقيقة الأمر أن المسألة معقدة والأزمة أفرزت مظاهر أدت إلى احتقان وإلى إحباط لدى الشارع اليمني، وأنا أرى أن معظم من تحدثوا معهم حق فيما يتحدثون به، لكني أؤيد من تحدث وقال إن غياب العدالة الاجتماعية هي المشكلة في اليمن والتي أفرزت جميع هذه المظاهر، وهذه هي مظاهر الأزمة وأتفق مع الأخ الذي قال إن المعارضة مازالت في طور القول وليس الفعل، ولكن إذا انتقلنا إلى الفعل وإلى الشارع -كما يقول-
وهو يعرف أن الأوضاع متأزمة وممكن أن تتعقد الأمور وتزيد تعقيدا فوق ما هي أصلاً.. المعارضة لجأت إلى خيار الحوار السلمي ولكنها ليست بمعزل وليس في ذهنها انه إذا فشل الحوار أنها لن تلجأ إلى وسائل أخرى كفلها الدستور وهي اللجوء إلى الشارع بمسيرات واعتصامات. إذا فشل الحوار اللجنة الوطنية للحوار الوطني مازالت تعمل وفق رؤية الإنقاذ الوطني لتكوين اللجان الوزارية في جميع المحافظات، وبالتالي ستصل بالأمور إلى مؤتمر حوار وطني شامل ولو بدون السلطة، لكن نأمل أن السلطة تكون معنا في الحوار، ونأمل أن تُنجِح السلطة الحوار لأن بأيديها أوراق كثيرة جدا في إنجاح الحوار أو إفشاله. قد رأينا في الأيام الأولى من الحوار كيف أنها وضعت الكثير من العراقيل التي نحاول جاهدين تجاوزها والجلوس مع إخواننا في السلطة للخروج بالبلد من هذه الأزمات..
* في موضوع الحوار مع المعارضة كانت هنالك حوارات مع الحوثيين ومع المعارضة في الخارج للجلوس على طاولة الحوار.. لماذا توقف هذا التواصل وهذا الحوار..؟ - لم يتوقف هذا الحوار وهذا التواصل، بل إن المحضر التنفيذي في 17/7 أحد بنوده هو التواصل مع جميع الفعاليات السياسية، وفريق التواصل ينبثق من لجنة الثلاثين حدد له أن يتواصل مع حزب رابطة أبناء اليمن ومع المعارضة السياسية في الخارج ومع فصائل الحراك السلمي في المحافظات الجنوبية، وهذا الفريق هو الآن مازال قيد العمل ولا نستبق النتائج لهذا التواصل لأن نتائج هذا التواصل نتائج مهمة ونأمل من إخواننا على الساحة اليمنية كافة القوى أن تأتي إلى الحوار وتقول ما تريد ونسمع لهم وتسمع لنا السلطة، وبالتالي بالإمكان أن يتفق اليمنيون للخروج من هذه الأزمة.
أما أن نبقى بين مشروع السلطة ومشروع الاستفراد والاستبداد السياسي أو بين مشاريع ضيقة لا تؤدي إلى خير وبالتالي اللجوء إلى هذين الطرفين المتطرفين سواء كان في السلطة أو في هذه الأطراف الأخرى لن يؤدي إلا إلى مزيد من التأزم وأنا آمل أن جميع القوى السياسية وأنادي من هذا المنبر على جميع القوى السياسية أن تلجأ إلى طاولة الحوار وتقول ما تريد.
الحوار يجب أن يكون بدون سقف وبدون شروط وقيود ثم يتحاور اليمنيون، وأنا متأكد أنهم إذا جلسوا إلى الطاولة سيخرجون باتفاقات تخدم المصلحة الوطنية..
* لكن عن أي شيء تتحاورون وما هي أجندة الحوار كما سألتك في بداية الحلقة..؟ - أجندة الحوار هي أولا تغيير الدستور اليمني وتغيير الدستور اليمني الذي لم يعد مواكبا للتطورات الجديدة. تم الاتفاق في فبراير على تطوير النظام السياسي في اليمن من خلال إجراء تعديلات دستورية وإصلاحات انتخابية، هذا التطوير للنظام السياسي لن يأتي إلا من خلال تعديلات دستورية يشترك فيها الجميع وتتحدث عن شكل النظام السياسي، وتتحدث عن شكل الدولة، وتتحدث عن نوعية الانتخابات، لأن مجرد الانتخابات فقط كإجراء في الصناديق دون ضمانات بأن تكون حرة ونزيهة ستعيد إنتاج نفس النظام الذي يعيد إنتاج ذات الأزمات.
* نعود لمشاهدينا الكرام. معي عبد الله سعد من السعودية تفضل.. عبدالله سعد - السعودية: أتوجه إلى ضيفك الكريم بسؤالي الأول.. لماذا يتمسكون بالوحدة ويقولون إن الوحدة خط أحمر بما أنهم لم يقوموا بإرساء الأمن والاستقرار في جزء بسيط من اليمن سواء في الشمال أو في الجنوب، فلماذا.. هل يريدون الجنوب أن يذهب إلى الهاوية كما اليمن من بعد حكم الإمامة إلى اليوم وهو في هاوية ولا يعرف النظام إلا نظاماً شللياً وقبلياً وهمجياً لا يعرف أي معنى لكلمة النظام.. ثم أتساءل مع الاخ الذي يتحدث عن القاعدة التي لم تظهر إلا عند انعقاد مؤتمر دولي للمانحين لليمن فتكاثرت عمليات القاعدة فإذا انتهى المؤتمر بدون دعم اليمن ستتكاثر عمليات القاعدة أكثر وأكثر.. أليس هذا دليل قاطع على أن القاعدة جزء لا يتجزأ من النظام فكما تأمروا علينا مع النظام في حرب 1994 وهم إلى اليوم قاعدتهم أو قاعدة القاعدة هم اليوم في صنعاء وبالذات حول الرئاسة وفي الرئاسة يتفاهمون مع الرئيس، ومن أرادوا تصفيته من القاعدة صار مكشوفاً للجميع لأمريكا وغيرها أمروا بتصفيته وقالوا قضينا على القاعدة والله إن النظام لا يختلف عن القاعدة في شيء وأنهم يبتزون العالم بالقاعدة كما يبتزون دول الخليج بالحوثي والحوثي صنيعة النظام نفسه، ولا فرق في هذا الكلام إلا أن هذه الإشكالات ظهرت في اليمن لأجل القضية الجنوبية لا غير.. القضية الجنوبية أخذت طريقها وإن شاء الله إلى النصر ونحن والله قلوبنا على إخواننا في اليمن كما قلوبنا على إخواننا في الجنوب ولا نريد لهم جميعا سوى الأمن والاستقرار..؟ أحمد الدولة - اليمن: شكرا للجزيرة ولو أننا نطلب من الجزيرة وكادرها أن يوقفوا الحدة على اليمن ويخففوا منها. وشكرا للأخ الوجيه الذي أشيد بوطنيته وأدائه الرائع في مجلس النواب. وأريد أن أؤكد على أن اليمن في خير والحمد لله رب العالمين ووحدة اليمن في خير وشعب اليمن في خير ولو أن هناك خلاف بين المعارضة والحزب الحاكم ولكن المعارضة فيها رجال حكماء واليمن إن شاء الله يتجاوز كل محنة.. المحن الموجودة في اليمن أو المشاكل الموجودة في اليمن سواء الحوثيين أو ما يسمى بالحراك الجنوبي كلها مشاكل مصطنعة من خارج الوطن سيتجاوزها حكماء ورجال اليمن إن شاء الله..
علي العولقي - السعودية: تحية لشعبنا في الجنوب .. اسأل الأخ العزيز صخر الوجيه.. ما هي نسبة أملهم في إنجاح الحوار مع سلطة مسيطرة على المال العام والإعلام والوظيفة العامة وتمارس سياسة القمع والإرهاب لكل من يخالف سياساتها.. ثالثا ما موقفكم من تنظيم القاعدة في الآونة الأخيرة حيث أنه ظهر أماكن للأمن السياسي ينتمون لهذا التنظيم هل هذا يدل على ان السلطة في صنعاء هي المحرك الرئيسي لهذا التنظيم حيث أنها حركته عام 1994م بفتاوى شرعية بينما اليوم تحركه من خلال أجهزة الأمن، ويجب أن يكونوا في الصورة ويوضحوا لنا ولوسائل الإعلام ولدول الخليج أنهم (واعني السلطة في صنعاء) تمارس سياسة الاستجداء والشحت بصورة مشينة بحيث أنها تصنع المشكلة وتتسول بها. إلى متى حكومة صنعاء ستظل تلعب بهذه الورقة الخطيرة؟ يجب على الدول الأخرى أن تعرفها وتقول للنظام في صنعاء أن يكف عن هذه الحركات التي باتت مكشوفة وشكرا..
* أعود إليك سيد صخر أرجو أن ترد على ما سمعت باختصار.. - أنت تلاحظ أنه من اتصالات الأخوة أنهم كلهم أحياناً يعتبرون النظام السياسي سبب هذه الأزمات كلها ولكنهم للأسف يحملون أوزار النظام على الوحدة، وهذه مشكلة الآن هذا الاحتقان مشكلة كبرى وأنا أدعو إخواني وآبائي وجميع أبناء الشعب اليمني في المحافظات الجنوبية أن يعلموا أن إخوانهم في المحافظات الشمالية يقدرون معاناتهم لأنهم يتحملون نفس المعاناة لكن الوحدة ليس لها ذنب والبعض يقول لماذا نتمسك بالوحدة وأنّا إذا لم نتمسك بالوحدة فالخيار الآخر هو التشظي والتفكك.. علينا أن نفهم أن من يسبب هذه الإعاقات وهذه الأزمات هو النظام السياسي وعلينا أن نكثف جهودنا لتصويب المسار نحو تغيير هذا النظام السياسي إلى الأفضل..
* موضوع الانفصال وأنت معني به في هذه اللجنة التي تحمل محاربة هذا الفساد كما جاء في هذا العنوان إلا يوجد هناك من يتحدث دائما عن الفساد في السلطة؟ ألا يوجد الفساد بين المواطنين العاديين الذي يعتقدون أن النظام فاسد وهم يمارسون ذلك وربما أيضاً يعيشون هذه التجربة حتى على مستوى البرلمانيين شخصيات سياسية مواطنين بسطاء عاديين؟ - أولا نحن منظمات مجتمع مدني يجب أن نفرق بين منظمات «برلمانيون يمنيون ضد الفساد» و«اللجنة العليا لمكافحة الفساد» التي هي لجنة تم تشكيلها، وهي لجنة حكومية أقصد أنها حكومية لكنها لجنة مستقلة، الفساد في اليمن لا يخفى على أحد ومسألة فساد المواطنين البسطاء هو انعكاس لفساد النظام، هذا شيء طبيعي. إذا كان هناك فساد مؤسس وفساد منظم من قبل القائمين على الأجهزة في الدولة، فبالتالي جميع أنواع الفساد الأخرى ما هي إلا انعكاس لهذا الفساد، يعني يكفي أننا فضحنا آخر قضية فساد وهو بيع الغاز المسال بدولارين لكل مليون وحدة حرارية بينما تباع هي ب 12 دولاراً من قبل دول أخرى كقطر وعمان وغيرها من الدول الذي لا تحتاج للمال مثلما اليمن، لكن الفساد في اليمن أصبح مستشرياً، وأعتقد أن البوابة لجميع الإصلاحات هو إصلاح النظام السياسي الذي سينعكس بدوره على جميع الإصلاحات الأخرى.
* مادمنا قد فتحنا مجال الإصلاح.. البنك الدولي في تقريره لعام 2009 قال إن الوضع في اليمن ساء بشكل كبير من خلال التوتر مع الحوثيين ودعوات الاستقلال وظهور فرع القاعدة، وأيضا دعا إلى تعزيز الاستقرار السياسي الذي قال إن الأمر يتطلب إصلاحاً في الحكم، هل يمكن أن نتحدث عن إصلاح في الحكم في اليمن الآن..؟ - هذا هو الحوار الذي يتم والذي تطالب به المعارضة هو إصلاح الحكم السياسي..
* ولكن هذا الحوار كما قيل يدندن حول النظام ويدور حوله منذ مدة طويلة ولكنه لم يحقق شيئا كما سألتك في بداية البرنامج..؟ - أقول إن الحوار بدأ وعلينا أن لا نستعجل النتائج. نحن يجب أن نكون متفائلين ولكن بحذر، ليس لنا طريق آخر غير الحوار. هل سيتم إصلاح نظام الحكم وجعله حكماً رشيداً بغير حوار، بالعنف المسلح؟ هل ما يدور في صعدة أو ما يدور في المحافظات الجنوبية أو ما يدور من رفع السلاح هنا وهناك، هل هو هذا الذي سيصلح نظام الحكم؟ هذا سيزيد الأمر سوءاً وسيطيل عمر الحكم نظام الحكم. لابد من إصلاحه سياسيا قبل حوار جاد..
* ولكن منذ أن بدأت أزمة اليمن في الحوثيين وفي جهات أخرى وفي الجنوب دائما كان هناك حديث يرافق هذه الأزمة ودعوات من أحزاب سياسية والمعارضة وعن الحوار ولكن لم نر حواراً حقيقياً..؟ - ولكن لم يكن هناك حوار بدأت أزمة الحوثيين في عام 2004 ومستمرة إلى اليوم والحوار لم يبدأ، والجلوس إلى الطاولة لم يبدأ إلا من بعد 17/7/2010. يعني بعد أن أوصلنا النظام إلى حافة الانهيار للأسف.
* ولكن كانت هناك جهات عربية مثل لقاء الدوحة وكثير من مسائل مساهمات عربية أوصلت إلى نوع من الاستقرار السياسي، ثم ما يلبث هذا الاستقرار ان ينتهى..هل الحوار لم يكن ناجحاً بالمعنى الحقيقي..؟ - للأسف لقاءات الدوحة هي بين النظام السياسي والحوثيين ونحن الآن كبرلمانيين أو لو سألت الحكومة كوزراء أو لو سألت الشعب ما دار في الدوحة أخير هل يعلمون عنه شيئاً؟ لا يعلمون عنه شيئا. ولذلك كل الاتفاقات التي تتم بين أطراف النظام يفضل التحاور دائما مع أطراف مجزأة لا يفضل الحوار حول المشكلة والأزمة برمتها. ولذلك هذه الاتفاقات الجزئية والجانبية أحياناً لا يتم النجاح لها لأنها لا تتم أو لا يتم وضعها على طاولة حوار يمني بين جميع الأطراف..
* أعود إذا سمحت لي إلى مشاركات مشاهدينا الكرام. معي ياسين نعمان من اليمن. مرحباً بك أخي ياسين.. - ياسين نعمان - اليمن: أولاً نحن نحترم صخر الوجيه لاستقلاله أي عضو يخرج من الحزب الحاكم هو عصامي، وهذه شهادة تذكر لهذا الرجل. لكن أقول أنا هنا الحوار الذي يتحدث عنه صخر الوجيه أول كان هناك شرط أساسي أن الحوار سيكون شفافاً وأمام العالم وأمام كميرات تلفزيون العالم...وهم الآن يطبخون طبخة وعلى شان قانون الانتخابات تجي رسالة من الرئيس تلغي هذا كله، وبينما كان يحيى الراعي مصراً على إنزال القانون بالقوة طبخوا الطبخة بينهم ومنهم رئيس الجمهورية وألغوا هذا، الحوار الذي يجري مع السلطة ياسيدي الكريم احنا نتخوف كمواطنين عاديين وليس سياسيين وليس لنا علاقة.. * شكرا لك أخي.. السيد محمد العباسي السعودية.. - محمد العباسي السعودية: أحييك يا أخي وأحيي شبكة الجزيرة وأحيي ضيفك الكريم، والله عندي سؤال واحد وأرجو من الأخ يرد عليّ بوضوح، ما يجري في اليمن هل هو صراع على السلطة..هل هناك خلاف داخل أسرة آل الأحمر، أقصد بين الرئيس وأبنائه وعلي محسن وحميد من جهة ثانية..؟ وهل هذا الخلاف قد يؤثر أو قد يؤثر هذا الخلاف وتنقسم قبيلة حاشد إلى قسمين، وينقسم الجيش في آخر المطاف..؟ أرجو الرد بوضوح وشكرا لكم..؟ * شكراً سيد محمد العباسي. سيد صخر أرجو أيضاً أن تتفضل باختصار بقي سؤال قبل أن نختم هذا اللقاء.. - أنا أولاً أتفق مع الأخ ياسين نعمان فيما قاله ولكن أطمئنه أن أي حوار أو أي نتائج للحوار لن تكون هناك عبر طبخة وإنما لن تكون إلا عبر اللجنة المشتركة المكونة من مائتين وبوضوح وشفافية. أما الأخ محمد العباسي الذي يسأل سؤال هل هناك صراع على السلطة..هناك استبداد للسلطة ومحاولة على الحفاظ على هذه السلطة بأن تحتكر كل شيء، أما من هم أطرافها وكيف فأنا أعتقد أني لست قريبا من موقع القرار حتى أحكم من هم الأطراف المتصارعة داخل السلطة..
* ربما سؤال أخير سيد صخر هل سينجح اليمن في تنظيم اللقاء الرياضي الخليجي المنتظر.. جهات كثيرة تهدد بنسف هذه المناسبة الخليجية.. هل الحكومة اليمنية، الأمن اليمني، الجيش اليمني، المواطن اليمني، سيدافع عن هذه المناسبة الرياضية؟ - أتمنى أن تتمكن الحكومة اليمنية من إنجاح هذه المناسبة، فهو نجاح لكل يمني، ولا يعني أننا نعارض النظام السياسي في الحكم ألا نتمنى أن تكون هناك بصمات جيدة تعود بالخير على الشعب اليمني وعلى الوطن. نجاح هذه المناسبة هي واجب كل مواطن يمني وواجب الأجهزة الأمنية، فالفشل في إدارة البطولة إساءة في حق الوطن كاملاً.