ليس صحيحاً أننا لم نحقق فوزاً في منافسات دورة "خليجي 20 "، فقد أضفينا على هذه الدورة نكهة يمنية متميزة، وجعلنا مبارياتها أكثر حماسة، وأجزم أنها حظيت حتى الآن باهتمام شعبي وإعلامي لافت، داخل اليمن وخارجها، وبنسبة متابعة جماهيرية كبيرة، وغير... مسبوقة!. لقد كانت هذه الدورة في أمسّ الحاجة لمثل هذه الروح الجديدة بعد سنوات من الركود والسأم، الذي وصل إلى حد بروز أصوات رياضية خليجية نادت بإلغائها، فجاءت النكهة اليمنية لتمنح الدورة ألقاً من نوع خاص وجميل، وهذا ليس بالأمر الغريب على اليمن، منبع الحضارة والتاريخ، وليس بالجديد أيضاً على شعبنا الأصيل... المضياف!.
إذاً، نحن أمام فوز حقيقي بالفعل، بطله الأوحد هو جمهورنا الحبيب الرائع، وخاصة في مدينتي عدن وأبين، الذي لولا حماسه، واندفاعه الصادق، ولولا حضوره الطاغي، وتشجيعه الراقي لكل الفرق دون استثناء، لانكشف المستور، ولظهرت إلى السطح أكثر وأكثر فضائح التخبط، وسوء الإدارة، التي رافقت مراحل الإعداد والتجهيز لهذه الدورة، وظهرت جليةً في الكثير من... تفاصيلها!!.
أما الخسارة المتتالية لمنتخبنا الكروي، فصحيح أنها آلمتنا، وسببت لنا شعوراً بالإحباط، وبخيبة الأمل، ووضعت حداً لحلم جميل، اعتقدنا أنه سينتشلنا لبعض الوقت من بين كل هذه الإخفاقات، التي باتت تحاصرنا من كل... جانب!.
لكنني لا ألوم اللاعبين، ولا أشكك في حماسهم وجديتهم، بل ألوم المسؤولين عن الرياضة اليمنية بالدرجة الأولى، وفي مقدمتهم وزير الشباب والرياضة، الذي أثبتت هذه المناسبة، ومناسبات أخرى سابقة، أنه لا يصلح لتولي مسؤولية هذه الوزارة، أو أية وزارة... أخرى!.
يخطئ هذا الوزير حين يعتقد بأن خطاباته الثورية المستهلكة يمكن أن تنجح في تحقيق فوز رياضي، ويفوته أن مثل هذه الخطابات "العبثية" أصبح موضة قديمة، ولم يعد صالحاً حتى لطلبة المراكز الصيفية، الذين يذهب الوزير عادة لاستعراض مواهبه الفريدة... أمامهم!!.
نقطة أخيرة: الإنجاز الرياضي يحتاج إلى عمل مؤسسي، وإلى اهتمام يبدأ منذ الصغر، وإلى رعاية حريصة على تنمية وصقل المواهب، وهذه جميعها أمور بديهية وأساسية، لا أدري كيف يغفل عنها وزير يفترض أن مهمته الأولى والأخيرة الاهتمام بأمور الشباب و... الرياضة!!.