في الوقت الذي نحن بصدد الحديث والكتابة عن احوال الرياضة في الجنوب فإن المتابع الرياضي والعاشق لأندية التلال والوحدة والشعلة وحسان وغيرها من الأندية الرياضية في الجنوب ينظر بحسرة وألم والقلب ينفطر كمداً الى ما توصلت اليه الرياضة من وضع مأساوي وواقع رياضي مدمر ومقتول نتيجة لتدمير البنية ا لتحتية والمنشئات الرياضية وكل ما يتعلق بالرياضة ويخص الأندية الرياضية في الجنوب . ففي الأمس كانت الرياضة في الجنوب وخصوصاً في عدن في قمة العطاء وظهرت بأبهى صورة وذلك يعود الى التحدي والتنافس وقوة المباريات التي عادة ما كانت تمنح المتابع سواء عبر الإذاعة او التلفزيون الفرجة والمتابعة الطيبة الى جانب الجماهير الغفيرة التي كانت تغطي الملاعب لتهتف وتشجع بلا كلل ولا ملل ، تغني طرباً وترقص فرحاً بإبداعات نجومها وإنجازات انديتها فضلاً عن وجوة كانت تتلون بألوان فريقها في مدرجات ملعب الشهيد الحبيشي التي تبقى شاهدة على جماهير متيمة وعاشقة بحب فريقها حد الثمالة .
وفي الأمس ايضاً كانتا لأندية الرياضية في الجنوب تزخر بالعديد من النجوم الذي كان لهم الفضل في ابراز وإشهار الرياضة والرفع من مكانتها .. نجوم ولاعبين سلبوا العقول وملكوا القلوب وذلك بالنظر الى الإبداعات واللمسات والمهارات الذي يمتلكوها في ارضية الملعب .. نجوم زرعت البسمة وبثت الحماس بين اوساط الجماهير .. نجوم ولاعبين أبدعوا وأمتعوا وعزفوا بموسيقية جميلة، فكان لهم الشرف بالفوز بالألقاب الفردية والجماعية ، ومن ابرز اللاعبين التي مرت بها الرياضة في الجنوب محمد حسن ابو علاء ومنيف شائف وجمال نديم الى جانب هداف العرب شرف محفوظ ووزير الدفاع خالد عفارة ووجدان شاذلي وعمر البارك والقائمة تطول وتطول تكاد ان لا تنتهي .
واليوم وفي ضل التهميش والإهمال المتعمد والسياسة المتبعة والممنهجة الذي تبنتها وزارة الشباب والرياضة تجاه الأندية الجنوبية اضحت الرياضة في الجنوب في واقع مرير وبالتالي فهي تبحث من ينقذها وينتشلها من بين الركام ويخرجها من غياهب الظلمات علها تجد النور ومن ثم تعاود الضهور بجيل جديد يعيد ويصنع المستقبل الجديد لتنتهي حقبة المأساة، حينها ايضاً وتنتهي الأفلام المزعجة والمسلسلات المألوفة والمعروفة والمكشوفة المقدّمة برعاية وإنتاج وزارة الشباب والرياضة اليمنية التي تخلت وساهمت إلى حد كبير في اقصاء الكادر الجنوبي الرياضي والمتخصص في هذا المجال والذي يملك من الثقافة ما يكفي ومن الكفاءة والخبرة ما يجعله قادر على ان يكون رئيساً لنادي ما من الأندية المختلفة في الجنوب ، لكنها شرعت بالبحث عن اشخاص ينتمون الى الشمال لا يعرفون ولا يفهمون معنى الرياضة ولا يملكون الخبرة الكافية في مثل هكذا عمل بقدر ما هم يملكون الخبرة في مهنة التجارة وبيع المواد الغذائية وسرعان ما قامت بأبعاد النجوم واللاعبين الذي دافعوا عن الوان انديتهم لسنوات عجاف لتأتي بلاعبين من الشمال يدافعون عن اندية جنوبية .. عجبي !!.
ففي عدن لوحدها ثمة اندية عُرفت بتاريخ كبير وحافل بالإنجازات والبطولات وعلى رأسها فريق التلال نادي القرن وعميد الاندية العربية والخليج الذي اعتاد على المنافسة على الألقاب والبطولات وجد نفسة في موقف صعب بعد ان نجا من الهبوط إلى جانب اندية الشعلة والوحدة الذين رمت بهم الأقدار إلى دوري الثانية وشمسان الذي اتخذ له اسماً نسبة إلى جبل شمسان الأشم هو الأخر لم يعد باستطاعته الصعود إلى الأضواء بسبب الظروف الصعبة والإمكانيات البسيطة التي حالت دون ذلك..
هذا فضلاً عن مواهب تملك الطموح وشباب مفعم بالأمل والنشاط حاول النهوض لكن سرعان ما اصطدمت الآمال العريضة وتبخرت الأحلام والطموحات الكبيرة بسياسة القاب والوعود الزائفة (التدميرية) التي تخرج من داخل أروقة مبنى ومكاتب وزارة الشباب والرياضة في صنعاء وبفعل الضربات المتتالية القادمة من هناك والهادفة اصلاً إلى القضاء على الرياضة حتى لاتكون رياضة في الجنوب.
هكذا اذاً كانت الرياضة في الجنوب أفراح في الماضي تحولت إلى أتراح وأحزان في حاضر مؤلم أجبر العديد من النجوم عن ترك كرة القدم والابتعاد عن الملاعب وأجواء المباريات حيث أصبحت فقط تستحضر ذكريات الزمن الجميل.