يحرص عادل محمد (33 عاما) شهريا على زيارة بعض أسواق الملابس المستعملة لأنه يجد فيها "نوعيات جيدة وعالمية وبأسعار رخيصة جدا وأنيقة وتساير الموضة".
ويؤكد عادل أن أسرته أيضا "حريصة على ذلك وأن هذه الملابس هي أفضل من الملابس الجديدة المستوردة من الصين والتي تفتقد إلى الجودة في أحيان كثيرة"، وأنه يجد كل ما يطلبه من ملابس شتوية وصيفية ولمختلف الأعمار.
وتنتشر في المدن اليمنية أسواق خاصة لإعادة بيع الملابس المستوردة من أوروبا والتي تجد رواجا كبيرا عند فئات من الناس لجودتها العالية ورخص ثمنها بشكل كبير جدا.
في هذا الإطار، يقول فايز البكاري صاحب محل لبيع الملابس المستعملة في وسط صنعاء ل"الشرفة" إنه يعمل في هذه المهنة "منذ 20 عاما وأنها تطورت بشكل كبير وتوفر ملابس ذات ماركات عالمية وأصلية بأسعار رخيصة حيث أن الجاكت التي قيمتها 400 دولار يمكن أن تجدها عندنا ب15 دولار كسعر متوسط".
ويضيف "أن أسواق هذه النوعية من الملابس كثرت لزيادة زبائنها والذين يهربون من الملابس الجديدة وهي رخيصة لكنها ليست مقلدة".
أما فايز الهجرة وهو كذلك يعمل في هذا المجال منذ 10 سنوات، فيقول ل"الشرفة" إنه يقوم "بغسل هذه الملابس وتعقيمها قبل عرضها على البيع حتى تكتسب قيمتها الحقيقية"، مضيفا أنه لا يبيع إلا البدلات والجاكتات والفساتين وأن زبائنه من الذكور والإناث.
ويلفت الهجرة إلى أن "العامل الاقتصادي المتركز في رخص هذه الملابس وجودتها جعلها تكتسب ثقة عند المستهلكين خصوصا مع إغراق السوق بالملابس الجديدة المقلدة".
ويعزو الخبير الاقتصادي عبد العزيز ثابت رواج هذه الملابس في اليمن إلى "ضعف القوة الشرائية لدى اليمنيين".
ويقول "أسعار هذه المنتجات تتناسب مع القدرة الشرائية للمواطن"، لافتا إلى أن "جمهور المستهلكين تزايد في ضوء انخفاض الدخل" وأن "المستهلك يجد في هذه الملابس الجودة العالية والأسعار الرخيصة جدا مقارنة بمثيلاتها عند وكلاء وتجار الملابس الجديدة".
ويؤكد ثابت أن هذه التجارة تزيد من الأضرار الاقتصادية إضافة إلى أنها "تخلف حالات مرضية عديدة نتيجة عدم تعقيمها وغسلها سواء من قبل التجار أو المستهلكين الذين لا يملكون ثقافة كافية عن هذه الملابس وأهمية تنظيفها قبل الاستخدام".
في هذا السياق، يقول الدكتور نبيل النجار اختصاصي الأمراض الجلدية بمستشفى السبعين في صنعاء ل"الشرفة" "إن الملابس المستعملة تنقل الفطريات وأمراضا جلدية وتسبب حساسية وتظهر طفحا جلديا في بعض الأحيان".
ويدعو النجار إلى "غسل وتعقيم وكي هذه الملابس جيدا في حال شرائها، لكي يتجنب الشخص الآثار السلبية منها".
من ناحية أخرى، يشير محمود النقيب مدير عام حماية المستهلك في وزارة الصناعة والتجارة إلى أنه في بعض الأحيان يوجد "تحايل على أن [الملابس المستعملة] جديدة وبالتالي يسمح لها بالدخول" إلى البلد، مؤكدا أن الوزارة بصدد استصدار قرارات لتشديد منع دخول هذه الملابس إلى الأسواق.