أعلن مجلس الحراك السلمي في محافظة الضالع جنوب اليمن يوم الخميس تعليق عضوية كلاً من القياديان شلال علي شايع وعبد الله احمد حسن من رئاسة المجلس بالمحافظة رداً على موقفهما المؤيد لبيان يافع. وفي أول رد فعل سريع لم يعر شلال القرار اهتمام وقال أنه ليس له أساس من الصحة وأنه لا يمثل إلا أصحابه.
ويؤدي هذا الموقف للمجلس، ورفض شلال الانصياع إلى استمرار العاصفة التي أدت إلى انقسامات عميقة بالمجلس الأعلى للحراك السلمي الجنوبي.
وتوسع هذا الانشقاق بين قيادات الحركة الاحتجاجية الشعبية في محافظات الجنوب في أعقاب لقاء يافع الذي عقد يوم 28 نوفمبر الماضي، واتخذ قرارات أقصت قادة آخرين في قلب الحراك نفسه منذ إشهار كيانه قبل أكثر من 4 سنوات. وعُقد لقاء يافع بتأييد من علي سالم البيض وطارق الفضلي، بينما أقصى قيادات بارزة في الحراك مثل صلاح الشنفرة وآخرين.
ويؤجج القرار وموقف شلال على ما يبدو حدة الشتات والانقسام بين قيادات مجلس الحراك الجنوبي. ويشير مراقبون محليون إلى إن خلاف قيادات المجلس الأعلى للحراك السلمي الجنوبي المنادي علنا بعودة الدولة الجنوبية السابقة سيدخل جميع الأطراف في صراع محموم لن يكون في صالح مطالبه.
وأبلغ مصدر مطلع على الموضوع "المصدر أونلاين" أن خطوة تعليق عضوية شلال وحسن جاءت تنفيذا للقرارات الصادرة عن اجتماع المجلس يوم الخميس (أمس) الذي تم به أيضا أعطى القياديان (شايع وحسن) وقتا مدته 3 أيام لمراجعة قرارهما والعدول عن إعلانهما السابق الداعم لاجتماع يافع وذلك بإدانته. وسيكون قرار التعليق ساري المفعول بعد انتهاء الفرصة الممنوحة كما قال بيان المجلس.
وصادق الاجتماع الدوري لحراك الضالع المنعقد أمس الخميس كذلك على قرار المجلس تكليف النائب الأول لرئيس المجلس بالمحافظة عبد الله مهدي سعيد رئيسا لمجلس الحراك السلمي لتحرير الجنوب- محافظة الضالع بينما حدد شهر يناير القادم تنظيم المؤتمر الوطني للحراك.
ويرى مراقبون في شأن الحراك أن الخلافات التي تدب من وقت لأخر بين قيادات الحركة الاحتجاجية الجنوبية مردها انخراط أيادٍ لها علاقة بالسلطة، قائلين إن "هذا يدل على نجاح الأجهزة الرسمية الأمنية في اختراق الحراك في محاولة لتدميره من الداخل قبيل الانتخابات البرلمانية المزمع إجراؤها في أبريل القادم بعدما استطاع الحراك احتواء الناس والانضمام إليها بحشود غفيرة تلقائيا لها مطالبة ومظالم جعلت منه نقطة جماهيرية واسعة النطاق في المحافظات الجنوبية".
وتقول مصادر مقربة من الحراك بالضالع أن محاولات ومساعٍ كثيرة بذلها قيادات المجلس بالمحافظة لإثنى شلال وحسن عن موقفهما من لقاء يافع إلا أنها فشلت وأن الرجلين لم يكترثا لعشوائية قرارهما والبعيد عن العمل المؤسسي ما ترتب عنه من نتائج خطيرة ألحقت أضرارا بوحدة الحراك.
وأوضح بيان مجلس الحراك السلمي بمحافظة الضالع، الذي تلقى المصدر أونلاين نسخة منه "أن الاجتماع وقف أمام مختلف القضايا والتطورات التي يشهدها الجنوب بشكل عام والحراك الجنوبي في ظل المساعي المحمومة والعدوانية التي تقوم بها سلطة صنعاء ضد أبناء شعب الجنوب وقاعدته الجماهيرية من خلال تعرضه لأشد المخاطر والتحديات والعوائق التي تنبثق من كل حدب وصوب ومن مختلف الجوانب والاتجاهات حوله، ومن داخلة في هذا الظرف العصيب والخطير, وفي المقدمة منها الموقف الحاسم من الإخوة المنشقين عن مجلس الحراك بالمحافظة".
وأشار إلى استعراض عملية الإعداد والتحضير لعقد المؤتمر الوطني العام للحراك المزمع عقده خلال شهر يناير 2011م ... وفي ظل المساعي التي يبذلها المخلصون "للملمة الصف الجنوبي ورأب الصدع" .. الذي أحدثه بيان يافع في الحراك طبقا للبيان الذي أضاف بحث ما يتعلق بإعادة ترتيب أوضاع المجلس بالمحافظة.
وحيا الاجتماع مواقف "المناضل الكبير" حسن باعوم رئيس المجلس الأعلى للحراك السلمي لتحرير الجنوب الذي وصفها ب الصادقة والوطنية والمسؤولة والوصايا النضالية الحريصة الداعية إلى وحدة الصف الجنوبي التي عرف بها باعوم عبر مسيرته النضالية تمخضت أخيرا في رسالته الصادر عنه من زنزانة المعتقلات في تاريخ 22/12/2010م.
وجدد المجلس دعوته لرؤساء هيئات المديريات لحضور الاجتماع المقرر يوم غد السبت 25/12/2010م الذي سيحدد مكانه في وقت لاحق اليوم الجمعة.
ويرفض شلال القرار جملة تفصيلا معتبرا انه غير ملزم به. وقال شلال في تعليقه بالهاتف ل"المصدر أونلاين" مساء أمس أن القرار"ليس له أساس من الصحة..دوافعه غير منطقية وغير عقلانية". واستطرد قائلا" إني منذ صباح أمس (الخميس) مستمر في تدشين برنامج مجلس الحراك بالضالع وأنشطته المختلفة".
وأضاف انه شارك الجماهير بالضالع في استقبال الأسرى المفرج عنهم من نشطاء الحركة يوم أمس الخميس، كما شارك في الترتيبات الخاصة المتصلة بالإعداد "للمؤتمر الوطني للحراك الذي سيعقد في يناير القادم".
وهاجم شلال من أصدر قرار تعليق عضويته وقال أنهم"من الأصوات الخاضعة للولاءات الشخصية التي تعقد اجتماعاتها في غرف مغلقة". ولم يتسن ل "المصدر أونلاين" الاتصال بقادة جنوبيين آخرين لاستفسارهم والتعليق على الموضوع.
وشلال هو نجل علي شائع القيادي بالحزب الاشتراكي الذي كان حكم الجنوب سابقا تحت راية جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية وقتل خلال أحداث يناير الدامية بين فصائل الحكم في الجنوب عام 86.