حذرت وزيرة الخارجية الأمريكية، هيلاري كلينتون، الحكام العرب من أنهم بحاجة لمكافحة الفساد وضخ حياة جديدة في أنظمتهم السياسية الراكدة وإلا جازفوا بخسارة المستقبل للمتطرفين والإرهابيين. وقالت كلينتون "لقد فشلت حكومات عديدة في الشرق الأوسط في التكيف مع التغيرات السياسية والسكانية، كما لم يبن قادة كثيرون مستقبلا يؤمن شبابه به ويبقون من أجله ويدافعون عنه"، مشيرة إلى الفساد كأحد أكبر المشاكل التي تواجهها المنطقة.
وكانت هيلاري كلينتون تتحدث في منتدى المستقبل الذي عقد في العاصمة القطرية الدوحة الخميس وضم ممثلين عن كبار حلفاء الولاياتالمتحدة في المنطقة بما فيها السعودية ومصر.
وجاء ذلك في ختام زيارة لمنطقة الخليج استمرت 5 أيام وشملت الإمارات العربية المتحدة وعمان وقطر بالإضافة لليمن الذي يتم عليه التركيز كمصدر خطر عالمي لأنه أصبح مقر جناح القاعدة الذي نشط من جديد مؤخرا.
والتقت وزيرة الخارجية الأمريكية في كل محطة في جولتها بأفراد من المجتمع المدني بمن فيهم ناشطون في مجال حقوق المرأة وقيادات في المعارضة وطلبة.
وكانت في لقاءاتها تشجع هؤلاء على المطالبة علنا بالإصلاحات التي يرونها ضرورية، كما حثت حكومات الدول على الإصغاء لمواطنيهم وتوفير فرص العمل.
وأضافت كلينتون أن هناك أعداداً كبيرة من الشبان وصغار السن في المنطقة التي تعاني من البطالة والافتقار للتعليم المناسب. وتابعت أنه في الدول التي لم تعمد إلى الإصلاح، فإن سكانها "يطالبون بالإصلاح من أجل جعل حكوماتهم أكثر فاعلية واستجابة لمطالبهم وانفتاحاً."
وقالت وزيرة الخارجية في كلمتها إنه إذا لم يجد القادة السبل القانونية لمشاركة مواطنيهم في مجتمعاتهم، فإن هناك من سيملأ الفراغ الحاصل"، مشيرة إلى العناصر المتطرفة والجماعات الإرهابية وغيرهم، ممن سيعملون على استغلال الإحباط والفقر. وأشارت إلى أن هذه الأمور تحدث فيما تتضاءل الموارد الطبيعية وتتدنى مستويات المياه وتذوي عوائد النفط، ولم تعمل سوى قلة من الدول على وضع خطط بعيدة الأمد لمواجهة هذه المشكلات.
كذلك حذرت كلينتون، التي تقوم بجولة خليجية شملت الإمارات العربية المتحدة واليمن وسلطنة عمان إلى جانب قطر، من التأثير الهدام للفساد، وقالت: "ولكن بطرق عديدة، تغرق أسس المنطقة في الرمال."
وقالت هيلاري كلينتون إن لكل دولة ما تواجهه من تحديات خاصة ولكل إنجازاتها، لكننا نجد أن الأساسات في أماكن عديدة تغوص في الرمال". وتركز كلينتون في محادثاتها بالمنطقة على إجراء مشاورات مع حلفائها الرئيسيين حول القضايا المباشرة مثل البرنامج النووي الإيراني والذي يعتبره زعماء كثيرون وخاصة في الخليج مصدر تهديد مباشر.
وأضافت كلينتون إن رحلتها قد كشفت دلائل كثيرة مبشرة بشرق أوسط جديد ومبتكر، ضاربة المثل بمشاريع الطاقة الخضراء في الإمارات العربية المتحدة وبالشباب المنخرط سياسيا في اليمن كرموز للأمل في مستقبل جديد. إلا أنها قالت إن التقدم متجزئ وغير كاف لحماية الحكومات في المنطقة، حيث العديد منها غير ديمقراطي البتة ويواجه تهديدات متصاعدة من حركات إسلامية متطرفة".
وأثنت على التخطيط والتنمية والابتكار في أبو ظبي ودبي وهنأت الجماعات المدنية "المفعمة بالحيوية" في سلطنة عمان والتي "ساعدت في تحسين مستوى الحياة هناك ليصبح واحدا من أعلى المستويات في العالم العربي".
وقالت كلينتون إن الناس يعرفون ما لم يعرفوه ربما قبل 20 أو 30 عاما بأن معظم ثروة الحكومة ستذهب للقلة بدل الأغلبية في بلاد عديدة.
غير أن رسالة كلينتون لم تكن لتمتد بالكامل إلى اليمن، البلد الهش والمنغلق سياسيا وشديد الفقر لكنه في أشد الأهمية بالنسبة للحرب على الإرهاب.
فقالت وزيرة الخارجية الأمريكية إن الحكومة في اليمن تنظر بريبة شديدة إلى المجتمع المدني هناك. وأضافت أنه لا يوجد هناك مستوى التعاون المطلوب لتحسين حياة الشعب اليمني ووضع اليمن على أسس راسخة لينطلق إلى الأمام.
وبعد يوم من لقائها بزعماء المعارضة اليمنية في السفارة الأمريكية بصنعاء أعلنت السلطات اليمنية الأربعاء أن على المواطنين الحصول على ترخيص مسبق قبل دخولهم سفارات أجنبية.
وقالت وكالة الأنباء اليمنية سبأ إن هذه الشروط جزء من الإحتياطات الأمنية والجهود التي تبذل لمحاربة الإرهاب وتأمين السفارات.