طالب النائب عن مديرية رازح بمحافظة صعدة عبدالكريم جدبان اليوم السبت السلطة إلى إرسال وفداً للتفاوض مع من أسماه "الإمام الحوثي" مثلما أرسلت وفداً برئاسة محمد علي الشدادي نائب رئيس مجلس النواب للتفاوض مع "السلطان" طارق الفضلي. لكن الراعي اعترضه قائلا: "خلاص روح انته تفاوض معه واعتبر هذا تكليف رسمي". وجاء ذلك أثناء مداخلة جدبان في جلسة اليوم، عقب استعراض رئيس مجلس الوزراء د. علي محمد مجور تقرير أداء الحكومة للعام الفائت 2008. قبل أن يوجه انتقاداً لبعض ما تضمنه تقرير الحكومة. ومن محافظة صعدة أيضاً، طالب عبدالسلام زابية الحكومة الإيفاء بوعدها فيما يتعلق بإعادة الإعمار، وقال "الناس تفاءلوا خيراً ورصدت 10 مليار لهذا الغرض ولكن للاسف لم يتم من هذا شيء". مؤكداً إن صندوق إعادة الإعمار كان له أثره في نفوس الناس "حتى إن الذين تم إعادة بناء مساكنهم سيكونون هم من يدافعون عنها". وبشأن القول بأن الحوثي يعرقل جهود إعادة الإعمار، أكد زابية إنه لا يوجد أي حركة "لا للحوثي ولا لغيره" تعرقل سير العمل. مطالباً بضرورة إعادة البناء وسرعة تنفيذ التوجيهات الرئاسية. وتأتي دعوة جدبان على إثر الأنباء التي تحدثت عن إرسال مبعوث للتفاوض مع الفضلي. وكان قيادي الحراك الجنوبي قد أكد ل"المصدر أونلاين" إن الشيخ طارق الفضلي رفض مغادرة اليمن بناءاً على طلب من الرئيس علي عبدالله صالح حمله إليه نائب رئيس مجلس النواب محمد علي الشدادي الاثنين الفائت. في حين قالت مصادر أخرى إن الشدادي عاد باتفاق آخر بعد مفاوضات أجراها مع الفضلي، وتضمن الاتفاق على تهدئة لمدة شهرين يلتزم خلالها طارق الفضلي بعدم الدعوة إلى أي مهرجان أو مسيرة احتجاجية في مقابل إفراج السلطات الرسمية عن المعتقلين على ذمة الأحداث. وفي غضون ذلك، تشهد مناطق متفرقة في محافظة صعدة منذ أسبوعين تقريباً معارك عنيفة بين قوات الجيش والحوثيين، وتمكن خلالها أنصار الحوثي من السيطرة على مواقع عسكرية ومناطق أخرى، كان أخرها موقع عسكري في منطقة الحصامة المحاذية للمملكة العربية السعودية الذي لا يزال الحوثيون يفرضون سيطرتهم عليه منذ أربعة أيام، رغم محاولات الجيش لاستعادته. وسقط في مواجهات منطقة الحصامة 20 جندياً على الأقل و11 متمرداً من الحوثيين. وإلى ذلك، قالت مصادر حوثية أمس ل"المصدر أونلاين" إن الحوثيين أجروا مناورة عسكرية باستخدام أسلحة محلية الصنع، بالإضافة إلى تلك الأسلحة التي عثروا عليها في منطقة الحصامة بعد أن تركها الجيش وراءه. وقالت المصادر الحوثية إنه شارك في المناورة مئات من المقاتلين ذوي الخبرة العالية، والذين خاضوا خمسة حروب مع السلطة، مشيرة إلى إن هذه المناورات أتت لرفع الجاهزية القتالية والمعنوية للحوثيين خاصة وأنهم يواجهون تهديدات بين الحين والآخر لشن حرب جديدة عليهم. حسب تلك المصادر التي اعتبرتها رداً على التهديدات المتكررة.