ما أجمل الثورات وما أجمل الانتفاضات التي يقوم بها المظلومون .. الكل يتفق على أن ثمة توجه من قبل العرب على تغيير قادتهم .. على تغيير الأجسام المحنطة التي يمقتها الجميع .. على إزالة الأصنام التي حطمت أحلام الشعوب. استطاع شعب تونس أن يغير ما يريد، فهل سيقتدي بقية العرب بالتغيير ويفعلون ما يريدون؟ .. كم نحن بحاجة للتغيير، وكم نحن بحاجة للانتفاضة، وكم نحن بأمس الحاجة للثورة ضد الظلم والاستبداد والطغيان. علينا أن نحتسي الصبر، ونرتشف عبير الثورة ونشرب من بحر الانتفاضة كل نصل إلى شاطئ التغيير. التغيير بحاجة إلى تغيير سلوكنا.. تغيير اعتقاداتنا.. تغيير تفكيرنا.. تغيير نظرتنا إلى الزعماء وكأنهم أبديون على كراسيهم. كل شيء سيغير إذا أحببنا العزيمة، وعشقنا الإصرار، وهمنا بالتغيير الحقيقي النابع من القلب. عشق اليمنيون الثورة التونسيية، وتحدثوا كثيرا عن التغيير، حتى إن انتفاضة تونس أصبحت حديث المجالس والمقايل وصفحات الانترنت ومواقع التعارف الاجتماعي.. وكثير من الشباب عبروا عن عشقهم للتغيير وأنهم على استعداد كبير للتضحيات مهما كانت غالية، اليمنيون بحاجة ماسة إلى التغيير لكنهم يخشونه في الوقت نفسه .. هم بحاجة للانتفاضة لكنهم يخشون عواقبها . فعندما يتخلى اليمنيون من الخوف سيكون التغيير حتميا بكل المقاييس. المهم أن انتفاضة تونس أثرت على الجميع، الصغير والكبير، الأمي والمتعلم، أحزاب السلطة، وأحزاب المعارضة، حتى أن البعض أصبح يقول: وسيبقى نبض قلبي تونسيا ، بعد أن كان يقول: وسيبقى نبض قلبي يمنيا. فهل سينبض قلب اليمنيين بالثورة والانتفاضة، أم أن دقات قلوبهم ما زالت مرتفعة بسبب الخوف من الطغيان الذين يمقتونه ويخشونه كثيرا ..؟