من لا يعرف الناشطة الحقوقية ورئيسة منظمة صحفيات بلا قيود توكل كرمان أنها من نالت جائزة أشجع أمراءه باليمن، بل وربما لو وجدت جائزة لأشجع مواطن يمني لنالت توكل كرمان هذه الجائزة بجدارة، تلك المرأة الثائرة التي أثبتت أن المرأة اليمنية ليست نصف المجتمع بل المجتمع كله حملت هموم الوطن على كاهلها ومنذ أن بدأت مسيرة النضال تلقت كل أنواع الأذى باستمرار قبل يومين تم الاعتداء عليها أثناء المظاهرات التي تنظمها توكل كرمان مع طلاب جامعة صنعاء والتي تطالب برحيل الرئيس علي عبدالله صالح. وقبل ثلاثة أسابيع تم الاعتداء عليها أمام البرلمان اليمني أثناء مؤازرة الكتل النيابية للمشترك والمستقلين الذين اعتصموا أمام البرلمان، وفي كل يوم ثلاثاء تنظم توكل اعتصاما تضامنيا مع المهجرين من أبناء الجعاشن ومع الصحف الموقوفة والصحفيين المختطفين ويتم الاعتداء عليها دوما بهراوات العسكر.. أنها توكل كرمان.. أمراءه بحجم وطن، أبت إلا أن تكون إلى جوار الضعفاء والمستضعفين في هذا البلد المكلوم وتحملت كل أنواع الأذى والشتائم والقذف وكل ما هو وضيع من قبل كتاب القصر ومناصري سلطة القمع والاستبداد لا تعرف الذل ولا ترضخ لهدنة مع الباطل لم تتراجع إلى الوراء أبدا بل أنها تكاد تكون الوحيدة التي تفصح عن مواقفها بتجلي ووضوح دون أدنى شك من الرئيس وسلطته ومن كل قضايا البلاد التي باتت تخنق جميع أحرار اليمن وبات لا يطيق رؤيتها عاقل.
لقد كان لدي أحساس منذ أن رأيتها في المظاهرات الأخيرة أمام جامعة صنعاء أنها ستتعرض للاعتقال، لكني لم أكن أتصور أن تبلغ بهم الوقاحة أن يختطفوها الساعة الثانية عشر ليلا، ثم يتم إخفائها قسريا ذلك بأن من شيم اليمنيين أن لا يختطفوا امرأة في وضح النهار فكيف بمن يختطفها منتصف الليل، وإذا لم يثأر المواطن اليمني للقانون والدستور الذي ينتهك باستمرار بكون القانون والدستور لم يخدم المواطن يوما بقدر ما يخدم الأسرة الحاكمة باستمرار فليثأر المواطن لقيمة وعاداته الأصيلة التي تنتهك اليوم.
عار أن تختطف توكل كرمان في منتصف الليل والى مكان مجهول هل فقدت السلطة عقلها حتى تتصرف بهذه الحماقة.
السلطة مدعوة للانصياع لصوت العقل، وأن تفهم ماذا يريد شعبها قبل فوات الأوان، أما إذا استمرت في سماع صوت "المطبلين" وتجاهل مطالب الشعب حينها لن تفيد ساعة الندم ولاة حين مناص.