دعت منظمة الصحة العالمية إلى مزيد من الاهتمام برضاعة الأطفال الحديثي الولادة بشكل طبيعي من لبن الأم، لما لذلك من دور هام في إنقاذ أرواحهم وتحسين حالتهم الصحية. وقالت مديرة المنظمة مارغريت تشان بمناسبة الأسبوع العالمي للرضاعة الطبيعية "إن أفضل السبل للوقاية من سوء التغذية ووفيات الرضع وصغار الأطفال هو ضمان البدء بإرضاعهم طبيعيا أثناء الساعة الأولى من ميلادهم".
وركزت المديرة في كلمتها بمناسبة فعاليات الأسبوع المتواصلة من الأول إلى السابع من أغسطس/آب الجاري على ضرورة "الاقتصار على تلك الرضاعة بدون إضافة أية أطعمة أو سوائل أخرى، حتى وإن كانت ماء، وذلك حتى بلوغ الأطفال ستة أشهر، ثم مواصلة إرضاعهم طبيعيا مع إعطائهم أغذية مكملة حتى بلوغهم عامين من العمر على الأقل".
فوائد مؤكدة
وتشدد المنظمة على ضرورة اتباع ما سمته عشر حقائق هامة عن الرضاعة الطبيعية، تبدأ من ضرورة البدء بها في الساعة الأولى من ميلاد الطفل، وإرضاعه كلما رغب في ذلك في أي وقت، وتلافي استخدام القارورات أو اللهايات.
وتنبه المنظمة إلى احتواء لبن الأم على كافة العناصر الغذائية الأساسية التي يحتاجها الرضيع ومضادات أمراض الطفولة الشائعة مثل الإسهال أو الالتهاب الرئوي.
في الوقت نفسه يؤكد خبراء الصحة العالمية أن الرضاعة الطبيعية "تعود بفوائد على الأمهات، إذ تساهم في التقليل من خطر الإصابة بسرطان الثدي وسرطان المبايض، كما تساعدهن على العودة إلى أوزانهن الطبيعية قبل الحمل وتقلص من معدلات السمنة بينهن".
وبينت المنظمة أن آثار الرضاعة الطبيعية الإيجابية على الأطفال تستمر لسنوات طويلة، إذ يتعرضون بنسب أقل لأمراض ارتفاع ضغط الدم وارتفاع نسبة الكوليسترول في الدم والسمنة المفرطة وما يمكن أن يؤدي إليه ذلك من ارتفاع نسبة السكر في الجسم، كما يتمتع الأطفال الذين رضعوا بشكل طبيعي بنسب ذكاء أعلى من نظرائهم الذين تناولوا غذاء بديلا عن لبن الأم.
في الوقت نفسه تؤكد الصحة العالمية أن الألبان الصناعية لا تحتوي على المضادات الموجودة في حليب الأم، وينطوي استخدامها على مخاطر متعددة، مثل عدم نقاء الماء المستخدم في تجهيزها، أو عدم حصول الرضيع على المواد الغذائية بالتركيز المساوي لتركيز حليب الأم، مما يعرضه بسهولة لأمراض سوء التغذية، فضلا عن صعوبة العودة إلى الرضاعة الطبيعية إذا لم تتوفر الألبان الصناعية.